«لا» 21 السياسي -
في لقائه الأخير مع وجاهات محافظة إب، كشف قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، عن إنشاء الأمريكيين قواعدَ عسكرية في حضرموت والمهرة وعدن، بعد اطمئنانهم لما نفذته أدواتهم لهم في المحافظات المحتلة.
بحرياً يتحدث الإعلام «الإسرائيلي» عن استعانة واشنطن مؤخراً بالدرونز والسفن غير المأهولة، بالإضافة إلى بوارجها وسفنها الحربية، في الانتشار على طول السواحل اليمنية.
وكشف تقرير إخباري فرنسي أن أمريكا قررت إعادة انتشار قواتها في الصومال المقابلة لليمن على ضفتي البحر الأحمر.
وقال التقرير، المنشور في صحيفة «جورنال دولافريك»، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقع أمرا تنفيذيا لإعادة انتشار القوات الأمريكية في الصومال تحت غطاء «عمليات مكافحة الإرهاب المعقدة»، وذلك بعد أكثر من عام ونصف العام على انسحابها بقرار من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأضاف أن القرار اتخذ تحت ضغط من هيئة الأركان العامة الأمريكية؛ غير أن في ذلك مجازفة صعبة بحسب التقرير.
من جهةٍ أخرى أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية الخميس 19 أيار/ مايو 2022 أن سفينة شحن تعرضت لهجوم قبالة سواحل اليمن. إذ قالت الهيئة، عبر موقعها الإلكتروني، إن هجوماً استهدف سفينة شحن على بعد 34 ميلاً بحرياً (63 كيلومتراً) جنوب غربي مدينة الحديدة.
وحتى وقت صياغة التقرير، لم تتطرق الهيئة (وهي جزء من البحرية الملكية البريطانية)، في بيانها المقتضب، إلى طبيعة الهجوم ولا نتائجه ولا هوية السفينة.
وتُظهر بيانات التتبع بالأقمار الصناعية موقع السفينة غرب جزر حنيش في البحر الأحمر بين إريتريا في أفريقيا واليمن في شبه الجزيرة العربية.
وكانت السفينة في جيبوتي قبالة السواحل اليمنية قبل مغادرتها، ولم تقم بتشغيل نظام الكشف الآلي الخاص بها، وهو ما وصفته شركة المعلومات البحرية العالمية بـ»الغريب جداً»؛ لأن البحر الأحمر طريق ملاحي دولي رئيسي.
من جانبه قال متحدث باسم الأسطول الخامس بالبحرية الأمريكية لـ»رويترز» إن البحرية على علم بوقوع حادث في البحر الأحمر.
على الجانب الآخر، أفاد قائد القوة البحرية للجيش الإيراني، الأدميرال شهرام إيراني، إن مجموعة السفن القتالية التابعة للجيش الإيراني اشتبكت، صباح الأربعاء 18 أيار/ مايو 2022 مع زوارق مهاجمة حاولت الاعتداء على سفينة إيرانية في البحر الأحمر.
وبحسب إيراني فإن الاشتباك جاء بعد طلب السفينة الإيرانية النجدة من السفن الإيرانية المقاتلة إثر هجوم زوارق القراصنة التي لاذت بالفرار بعد تدخّل السفن الإيرانية المقاتلة.
وأوضح قائد القوة البحرية للجيش الإيراني أن السفينة الإيرانية أكملت مسيرها نحو مقصدها، مشيراً إلى أن هذا الاشتباك هو الثاني خلال أسبوع مع قراصنة في المياه الدولية.
وصادرت السلطات الإيرانية سفينة أجنبية محملة بالوقود المهرب في وقت سابق من اليوم نفسه، وألقت القبض على 7 أفراد من طاقمها.
في التحليل قد تكون هكذا تطورات عسكرية بحرية من جانب الأمريكيين تطميناً حربياً للسعودية والتزاماً عملياً بحمايتها، وتضميناً استراتيجياً لتأمين ومضاعفة شحنات النفط السعودية، وهو ما خلص إليه لقاء خالد بن سلمان مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان في واشنطن. كما تأتي هكذا تطورات مع قرب انتهاء الهدنة التي ترى واشنطن في تمديدها ضرورة للتفرغ للحرب مع روسيا في أوكرانيا والمواجهة المفتوحة مع الصين.
في المقابل لا يجهل الأمريكي وأدواته حقيقة انكشاف معادلته المهزومة في العدوان على اليمن، وأن صنعاء صارت بحكم تجربة السبع السنوات من الحرب هي الطرف الأقوى؛ لكنه يناور باللعب بآخر أوراقه القذرة والمتمثلة في الحصار الاقتصادي، وهذا ما لا تجهله صنعاء أيضاً، التي يؤكد مجلسها السياسي ضرورات اليمنيين الإنسانية لتمديد الهدنة، وأن الرهان على السلام -لا على الوقت- هو أهم ثوابتها، بموازاة تأكيدها كذلك أن خياراتها العسكرية ستكون مفتوحة وحاسمة لوقف ما وصفه وزير دفاعها اللواء العاطفي بالعبث، في تصريحٍ أخيرٍ له من على الحدود مع السعودية.