تقرير - نشوان دماج / لا ميديا -
يواصل تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن خروقاته للهدنة والتنصل من تطبيق بنودها، في حين لم يمر من عمر هذه الهدنة أكثر من ثلاثة أسابيع فقط.
كما أن رفض قوى العدوان السماح بإقلاع أول رحلة تجارية من مطار صنعاء، كان من المقرر انطلاقها إلى عمّان الأحد المنصرم، هو دليل على عدم جدية تلك القوى العدوانية في الالتزام بأي تعهدات بفتح مطار صنعاء، رغم أن إدارة المطار أكدت أنها أوفت بكل التزاماتها في هذا المجال.
ويؤكد المسؤولون في صنعاء التزامهم بتنفيذ بنود الهدنة، وترجمة ذلك بخطوات عملية أحادية، منها الإفراج عن عدد من أسرى الطرف الآخر، محملين قوى العدوان مسؤولية أي فشل للهدنة ومضاعفة معاناة اليمنيين.
وقال مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشائف، في تغريدة له على منصة "تويتر": "رغم الجاهزية الفنية لمطار صنعاء الدولي والاستعداد التام لاستقبال أول رحلة للخطوط الجوية اليمنية ومنح المسافرين تذاكر السفر، إلا أن تحالف العدوان منع إصدار تصاريح وصول الرحلة".
هذا وأعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية، في وقت سابق، تأجيل أول رحلة تجارية عبر مطار صنعاء الدولي، المغلق أمام المسافرين اليمنيين منذ 6 أعوام، التي كانت مقررة إلى الأردن صباح الأحد المنصرم، 24 نيسان/ أبريل، ضمن الرحلات المنصوص عليها في بنود اتفاق هدنة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن لمدة شهرين.

أداء هزيل للأمم المتحدة
وفي أول رد رسمي على إلغاء انطلاق الرحلة الأولى، قال رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبدالسلام، في تغريدة له على منصة "تويتر"، إن استمرار إغلاق مطار صنعاء وعدم السماح بتسيير الرحلات المتفق عليها في الهدنة الإنسانية، وعرقلة السفن، تعنت واضح يثبت عدم جدية تحالف العدوان لإحلال السلام.
كما انتقد عضو الوفد المفاوض، عبد الملك العجري، الأداء الهزيل للأمم المتحدة في تنفيذ بنود الهدنة الإنسانية في اليمن، جراء الخروقات اليومية لقوات التحالف وتعنت دول التحالف في عدم الالتزام بتنفيذ كافة بنودها.
وقال العجري، في تغريدة له على موقع "تويتر": "كان يفترض أن تستثمر الهدنة لبحث ملفات رفع الحصار وإنهاء الحرب؛ إلا أن الأداء الهزيل والضعيف جدا للأمم المتحدة وبعثتها الخاصة مع الهدنة يوجب إعادة النظر في دورها".
وطالب العجري بإشراك أطراف إقليمية أو دولية محايدة في رعاية أي اتفاق وضمان تنفيذه.

خيارات الرد  
"صنعاء جاهزة للسلام المنصف والعادل، كما هي جاهزة للتصدي للأعداء ومؤامراتهم". هكذا أكد وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، خلال زيارته لغرفة العمليات المشتركة لرصد خروقات العدوان، أمس، مشيرا إلى أن "القوات المسلحة ملتزمة بالهدنة رغم الخروقات المتواصلة لقوى العدوان، ونحن نثق ونلتزم بما يصدر من قيادتنا من توجيهات".
العاطفي، وخلال زيارته لغرفة العمليات المشتركة، أكد أن هناك مؤامرة واتفاقا رسميا مع دول تحالف العدوان لتسليم اليمن للكيان الصهيوني ولمن يقف وراءه من الدول الغربية، مقابل بعض المطالب، داعيا أحرار الشعب اليمني في الداخل والخارج إلى عدم المشاركة في هذه المؤامرة وألا يهتزوا أمام الطغاة والمستكبرين، وأن النصر سيكون حليفنا.
وأضاف اللواء العاطفي: "ما يجري ما هو إلا مجرد اختبار للشعب اليمني وفرز لمن سيقف مع اليمن ومن سيفرط في حق اليمن واليمنيين"، مشيرا إلى أن العدوان يقوم بتجميع اليمنيين الذين يقاتلون معه ويدعمهم لتستمر الحرب وتسلم اليمن لأعداء الأمة العربية والإسلامية.

قيادة الثورة تعرف كيف ومتى سيكون الرد المناسب
بدوره، قال عضو المجلس السياسي الأعلى، يوسف الفيشي، إن قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لا يحرك أوراقه إلا في الوقت المناسب.
وأشار الفيشي إلى أن السعودي لا يريد التوقف إلا حين يصير التفاوض مباشرا بينه وبين اليمن حول نجران وجيزان وعسير، وربما على خميس مشيط ومناطق في عمق السعودية.
وأضاف الفيشي: "إذا وصلت المعركة إلى مرحلة أكثر من كسر العظم، قد نرى عمليات في الرياض"، مشيرا إلى أن هذا لن يكون من أبناء المناطق الشرقية.

أثر إلغاء الرحلة على معاناة المرضى
وفي صعيد المعاناة التي يتجرعها اليمنيون جراء استمرار إغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف العدوان، أصيب العديد من المرضى اليمنيين داخل صالة الانتظار في مطار صنعاء الدولي بصدمة كبيرة، بعد أن تبخرت آمالهم في السفر للعلاج في الخارج، جراء استمرار تحالف العدوان في إغلاق المطار أمام المرضى منذ 6 أعوام، وتعنته في عدم الإيفاء ببنود اتفاق هدنة لم ترعَ الإنسانية في حق المرضى بالعلاج في الخارج.
فتحالف العدوان، بفرضه حصارا خانقا على كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية اليمنية، حوّلَ العاصمة صنعاء بشكل خاص واليمن بصفة عامة إلى سجن كبير لليمنيين.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد 24 نيسان/ أبريل (الموعد الذي كان مقررا لإقلاع الرحلة الأولى من مطار صنعاء)، صورا مؤلمة من صالة الانتظار في مطار صنعاء الدولي لعدد من المسافرين المرضى من النساء والأطفال الذين كانوا مستعدين للسفر إلى الأردن للعلاج، وفوجئوا بإلغاء الرحلة، وعادوا إلى منازلهم خائبين.
وأظهرت الصور الحزن الكبير للمرضى، خاصة الأطفال والنساء، لعدم تمكنهم من السفر، رغم استكمالهم كافة الإجراءات، وعلى رأسها الحجز وقطع تذاكر السفر.

لا شيء غير القلق يا روندبرغ!
بدوره، أعرب المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، عن قلقه من تلك الخطوة، داعيا الأطراف إلى العمل على إيجاد حل لاستئناف الرحلات الجوية.
وقال غروندبرغ في بيان نشره المكتب الأممي على "تويتر": "أود أن أعبر عن قلقي إزاء تأجيل الرحلة التجارية الأولى من مطار صنعاء، والتي كانت مقررة اليوم. أحث الأطراف على العمل بشكل بنّاء معي ومع مكتبي لإيجاد حل يسمح باستئناف الرحلات الجوية كما هو مخطط لها".
ويرى مراقبون أن مصطلح "القلق"، الذي أصبح هو السائد في أدبيات المنظمة الأممية، هو التعبير الذي تحاول به تبرير فشلها في معالجة الكثير من القضايا على مستوى العالم.