لا ميديا -
عمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي، فهو من قبيلة خزاعة، صحابيّ جليل أسلم بعد صلح الحديبية.
كان في معسكر أمير المؤمنين في معارك الجمل وصفين ونهروان.
قتل عمرو بن الحمق على يد عمّال معاوية سنة 50هـ، وكان أول من طيف برأسه في الإسلام.
ذكر ابن الأثير قولين في إسلام عمرو، فقال أسلم بعد صلح الحديبية أو بعد حجة الوداع، لكنّه اعتبر الأول أصحّ القولين. فكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وروى عنه أحاديث، وممن روى عنه جبير بن نُفَير ورفاعة بن شداد. كما أنه من رواة حديث الغدير.
وذكر أنّ عمرو بن الحمق سقى يوماً رسول الله فدعا له قائلا: «اَللّهُمَّ مَتِّعهُ بِشَبابِه»، فعاش ثمانين عاما ولم تبيض شعرة في وجهه.
شهد حروب أمير المؤمنين عليه السلام وأسهم فيها بكلّ صلابة وثبات‏، وكان ولاؤه للإمام عظيماً حتى قال له: اللهمّ نوِّر قلبه بالتقى، واهدِه إلى صراط مستقيم، ليت أنّ في جندي مائة مثلك.
كان عمرو بن الحمق الخزاعي مهتدياً، عميق النظر، وكان من بصيرته بحيث يرى نفسه فانياً في إمامه علي، وكان يقول له بإيمانٍ ووعي: ليس لنا معك رأي.
كان عمرو بن الحمق الخزاعي صاحباً لحجر بن عدي الكندي ورفيق دربه، وصيحاته المتعالية ضدّ ظلم الأمويّين‏ هي التي دفعت معاوية إلى تدبير مؤامرة قتله. عبّر عنه الإمام الحسين عليه السلام بـ»العبد الصالح الذي أبْلَتْه العبادة».
قُتل عمرو الخزاعي على يد جند معاوية حيث كان متواريا في شعب الموصل سنة ٥٠هـ، بعد أن سجن زوجته في دمشق بغية استسلامه‏، وأُرسل برأسه إلى معاوية، وهو أوّل رأس في الإسلام يُحمَل من بلد إلى بلد. ثم بعث معاوية برأسه إلى زوجته (آمنة بنت الشريد) فألقي في حجرها، فوضعت كفها على جبينه ولثمت فمه، وقالت: غيبتموه عني طويلا، ثم أهديتموه إلي قتيلا، فأهلا بها من هدية غير قالية ولا مقلية.