حاوره:طلال سفيان / لا ميديا -
نجم ينتمي لعائلة كروية عريقة. والده سالم الزريقي فارس الملاعب في زمن الكرة اليمنية الجميل، وأشقاؤه كانوا كوكبة تسطر خماسية الاسم الواحد على ملاعب أندية الوطن ومنتخباتها، وخاله الراحل عبدالله عتيق أحد أبرز مؤسسي اللعبة المستديرة في تعز ومن أشهر المدربين في اليمن.
صلاح، آخر العنقود الزريقي. طالب مستوى رابع كلية تربية بدنية ومدرس رياضة في أهلية السفير. نحلة دؤوبة الطيران على مراكز الملعب من وسط الارتكاز إلى الظهير الليبرو والجناح الداعم للمهاجمين.
قبل صافرة المشاركات الدولية كان خارج القائمة بفرمانات إدارية غامضة ظالمة لم تنهِ حكاية الغزال الأسمر مع معشوقته، بل زادته تحدياً وتألقاً. بدأ مع فتيان الشعب ومضى مع 22 مايو واليوم يحلق مع الصقر.
صلاح حكاية هذا مبتدؤها في حوار "لا".

اللاعب السابع
 تنتمي إلى أسرة كروية عريقة. هل هذا ما جعلك تسير على الخط نفسه؟
- نعم، أحببت كرة القدم نتيجة حب عائلتي لهذه اللعبة. والدي كان لاعب كرة قدم، وكذلك أشقائي الخمسة الأكبر مني، وكذا خالي المرحوم الكابتن عبدالله عتيق، مدرب أهلي تعز. هم قدوتي، وأحببت أن أكون مثلهم، ليس فقط لاعبا، بل لاعبا مميزا. بدأت أولاً من الفئات العمرية لنادي شعب صنعاء من سن 12 حتى 14 و18 وصولا إلى الفريق الأول. وهذا التدرج رافقه نصح ومتابعة من والدي وأشقائي. والحمد لله إنني كنت في أجواء مناسبة لهذه اللعبة التي أنا شغوف بها وأعشقها.

كبوة الاستبعاد من المنتخب
 رغم إشادة الكثير بمستواك الفني، إلا أنك دائما خارج المنتخبات. ما السبب؟!
- التحقت بالمنتخبات الوطنية، الناشئين والشباب والأول، وكنت فعالا معهم، حيث كنت أشارك في المباريات الودية وألعب أساسيا في التمارين، وعندما أصل للبطولات الرسمية يتم استبعادي بطريقة غير طبيعية، وهذا ربما من إدارة الاتحاد العام أو إدارة المنتخبات ومسائل العلاقات الشخصية؛ لست أدري! ما أعرفه أن استبعادي دائما كان بقرارات إدارية وليست فنية. في "خليجي 20" استدعاني المدرب الروماني ستريشكو للمنتخب الأول بعد أن خضت مع شعب صنعاء مباراة ودية ضد المنتخب الوطني الأول، وأعجب بمستواي والتحقت بالمعسكر التدريبي للاعبين في آخر شهرين من العشرة الأشهر للمعسكر، ولم أقدر أن أشارك معهم في هذه البطولة، حتى أن ستريشكو قال لي: "أنت عمرك صغير ومستواك عالٍ، والمستقبل أمامك، وبعد البطولة سوف نشتغل معك بجدية". بعدها انضممت للمنتخب عام 2012 مع المدرب البلجيكي توم ستينفليت، وفي 2014 شاركت مع المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب، وكنت أستدعى خلال معسكرات هؤلاء المدربين وأشارك أساسياً في الوديات، وفجأة قبل خوض البطولات الرسمية يتم استبعادي، وسط دهشة زملائي اللاعبين، ورغم الإشادات التي كنت أتلقاها من المدربين والأجهزة الفنية.
 تكرار استبعادك من المنتخبات، هل أصابك بالإحباط؟
- بالعكس، لن توقفني هذه العوائق. أنا مستمر وأجتهد وأكمل مسيرتي، ولا شيء سيبعدني عن الرياضة، وحبي للرياضة أكبر من أن توقفني كبوة استبعاد من المنتخب.

المدرب الأجنبي أعلى مستوى
 بما أنك كنت تستدعى للمنتخبات عن طريق المدربين الأجانب، أين منك المدرب المحلي؟
- المدرب المحلي يكون استدعاؤه للاعبين بحسب القرب منه، مثلا عندما يكون المدرب من صنعاء يكون أكثر اللاعبين من صنعاء، وإذا كان المدرب من عدن يكون أكثر اللاعبين من عدن... وهكذا، وهذا نتيجة أن المدرب يعرف اللاعب الذي يكون بقربه. وهذه الفترة عليك كلاعب أن تصلح علاقاتك بالسوشيال ميديا وبالإعلاميين. أنا ليست طبيعتي انطوائية، أنا لاعب أشتغل على نفسي في الملعب وليس خارجه ولا أنشغل بالسوشيال ميديا.
 المدرب المحلي والمدرب الأجنبي، من الأفضل للمرحلة الحالية؟
- حاليا المدرب الأجنبي أفضل من المحلي لتدريب المنتخبات. المدرب الأجنبي أعلى مستوى من المحلي، لأنه في أجواء مواكبة دون انقطاع للمشاركة والاحتكاك، بينما المدرب الوطني تكون عنده الفعاليات والمسابقات بشكل قليل ومحدود.

ظُلمت كثيراً
 هل تشعر بأنك ظُلمت؟!
- في مسألة المشاركة مع المنتخبات الوطنية، نعم، ظُلمت كثيرا. أنا لا أقل عن أي لاعب في المنتخب، ولدي إمكانيات تفوق بعض اللاعبين في صفوف المنتخب، وهذا ليس غرورا، فقط الأمر ينقصه الاهتمام ومصداقية الأجهزة الفنية التي ترشح اللاعبين للمنتخب.

حظوظ منتخبنا
 بالمناسبة، كيف ترى حظوظ المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في التأهل لنهائيات كأس آسيا، في تصفيات منغوليا المقبلة المؤهلة للبطولة القارية؟!
- حظوظ منتخبنا جيدة جداً في التأهل لنهائيات كأس أمم آسيا، أمام منتخبات منغوليا وفلسطين والفلبين. نحن دائماً يكون كعبنا ليس عالياً عليهم، بل نكون في مستواهم أو أفضل بقليل؛ لكن ما يضرنا فترة إعداد المنتخب والتجهيزات وفقر أو عدم إجراء المباريات الودية، وتكون الفترة في هذه المسائل غير كافية، وهو ما يؤدي إلى الوقوع في المستوى العكسي السلبي، وإذا كان الاهتمام بمنتخبنا الذي سيشارك في التصفيات الأخيرة المؤهلة لكأس آسيا بشكل أفضل يشارك منتخبنا بوجه جيد يمكنه من التأهل.

أفضل تجربة احترافية
 كيف هي تجربتك مع الصقر؟!
- كان الموسم 2020/ 2021 هو الأول لي مع الصقر، وهي ثاني تجربة احترافية داخلية لي بعد لعبي لنادي 22 مايو من موسم 2017 حتى 2020. طبعاً، أنا لعبت ضمن الفريق الأول لنادي شعب صنعاء في بطولات الدوري منذ 2009 وحتى 2014، وفي هذه الفترة الراهنة لا يمكن أن نسميه احترافاً، بسبب الأوضاع في البلد والتي لخبطت أوضاع الأندية والوضع الرياضي العام.
تجربتي مع نادي الصقر هي أفضل فترة لي مع نادٍ. الصقر يوفر لك كل الإمكانيات ويهيئ لك الأجواء ويعطيك المردود المالي مقابل عطائك، ولذلك الصقر نادٍ كبير ونادي بطولات يعتز الواحد أن يكون ضمن صفوفه.

سبب مأساة الصقر
 لماذا خرج الصقر من دائرة المنافسة على لقب دوري الأولى الذي جرى قبل أشهر في عتق وسيئون؟
- المشاركة الأخيرة في الدوري العام كانت بشكل عام مأساة للفريق الصقراوي. كانت طموحاتنا عالية بالمشاركة الإيجابية والفوز باللقب؛ لكن حصلت ظروف وحيثيات داخل الصف، وإن شاء الله تتصلح في الوقت القريب.
 هل كان الخلل فنياً أم ماذا؟
- عدة أمور حصلت خلال المشاركة. المدرب معروف في الوسط الرياضي اليمني وإمكانياته كبيرة؛ لكن المدرب يظل غير كامل وتحدث له منغصات. وعموماً، كافة الإشكاليات التي واجهت الصقر في بطولة الدوري ستتلافى إن شاء الله في المستقبل، وهذا تفاؤلي للصقر، الذي يمتلك إدارة محنكة تعمل بشكل قوي في معالجة كل الأخطاء والمشاكل التي يواجهها النادي في المنافسات.

ظروف تعيق طموحاتي
 هل فكرت في الاحتراف الخارجي أسوة بزملائك؟
- أكيد أنا فكرت في الاحتراف الخارجي، لكن وضعي الشخصي، من ظروف مادية وعائلية، وقفت أمام سفري وطموحي في اللعب خارجيا. طبعاً، كان حلمي اللعب في الدوريات العربية، وأيضاً كان السقف يرتفع بالطموح للعب في أوروبا. اللاعب اليمني موهوب ولديه إمكانيات ومردوده إيجابي في الملعب، وينقصه فقط توافر الإمكانيات.

الاختيار الفاشل
 لماذا عمر اللاعب اليمني قصير في اللعب مع الفرق الخارجية؟
- عدم التخطيط المناسب الذي يوصلك للهدف المعين، وأيضاً عدم تطوير النفس هو الذي أدى إلى تخبط العديد من اللاعبين اليمنيين في الاحتراف. أيضاً عدم وضعك في المكان المناسب، مثلا تضع نفسك في بيئة هي أصلاً فاشلة أو حتى ضعيفة في بطولاتها. أعتقد أن بعض لاعبينا لم يختاروا لأنفسهم اللعب في دوريات خارجية مناسبة، حتى أن بعض لاعبينا ذهبوا للعب في أكاديميات خارجية بهدف الاحتراف، والمعروف أن الكشافين يأتون للبحث عن اللعب صغير السن الموهبة وليس اللاعب في سن اللعب ضمن الصفوف الأولى للفرق، وقد يكون اللاعب الذي ذهب لأكاديمية خارجية لديه إمكانيات مادية للبقاء في الأكاديمية لفترة طويلة وليس لديه إمكانيات فردية، وهنا يكون الفشل.

أكثر من أصدقاء
 من أقرب اللاعبين إلى صلاح الزريقي؟
- كثيرون، وعاصرت العديد من اللاعبين. كان لي صديق هو لاعب اليرموك سابقا محمد المنصب، الذي هاجر إلى فنلندا، وحالياً أنا وحسن العراسي لاعب شعب صنعاء سابقاً و22 مايو حالياً أشقاء أكثر من أصدقاء، وفي الملعب أرتاح للعب جوار الكابتن حسين غازي، لاعب من طراز فريد ومستوى عال وأخلاق راقية داخل وخارج الملعب، وأتشرف أني لعبت في ظل قيادة الكابتن حسين غازي للصقر، وأتمنى له التوفيق والنجاح دائماً.

مشاركات رمضانية
 هل لك مشاركات رياضية في شهر رمضان الجاري؟
- رمضان شهر خير وبركة، ويكون الرياضي في هذا الشهر أكثر حيوية من خلال الكثير من المناسبات الرياضية على مستوى الحواري ودوريات الشركات والأندية، واللاعب المميز دائماً مطلوب في كل مكان.
بالنسبة لي أنا أشارك في أكثر من دوري رمضاني هذا العام، أشارك مع فريق إحدى الشركات، ومع فريق منطقتنا السكنية في دوري شعبي، وكذلك في بطولات المديريات واللعب بشكل يومي.

تأثيرات الحرب
 ماذا عن فترة توقف أنشطة الدوريات؟ وكيف أثرت عليكم كلاعبين؟
- طبعاً، أنا لعبت ضمن الفريق الأول لنادي شعب صنعاء في بطولات الدوري منذ 2009 وحتى 2014، وأدت الحرب منذ 2015 إلى توقف النشاط الكروي بشكل عام، لقد أثر علينا التوقف عن اللعب في البطولات تأثيرا سلبيا، ولم نجد ملعبا مفتوحا لنا لمزاولة النشاط، واتجه معظم اللاعبين للبحث عن العمل لإعالة أنفسهم وأهاليهم. وإن شاء الله تنتهي هذه الأزمة عن وطننا.
 كلمة أخيرة كابتن صلاح؟
- هي كلمات شكر، أولا لله تعالى، وثانياً للعائلة الكريمة من رأس الهرم والدي حفظه الله وأشقائي، على مساندتهم لي في الرياضة وفي مختلف مناحي الحياة، وثالثاً لكل الزملاء الأعزاء على قلبي، ورابعاً كلمة شكر لصحيفة "لا" ورياضتها على الحوار، وإن شاء الله الرياضة اليمنية للأفضل وربنا يوفق الجميع وخواتم مباركة.