لا ميديا -
أصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي المُجاشِعي، من خاصّة أمير المؤمنين علي عليه السلام، ومن الوجوه البارزة بين أصحابه، وأحد ثقاته، وهو مشهور بثباته واستقامته على حبّه.
كان شيخاً ناسكاً عابداً، وكان من ذخائر الإمام علي، وممّن بايعوه على الموت. وكان من فرسان أهل العراق ومن قادة جيش الإمام، وقد شهد معه وقعة الجمل، وكان على شرطة الخميس في صفين.
لمّا سُئل: كيف سُميتم شرطة الخميس يا أصبغ؟ قال: «إنا ضمنا له الذبح (يعني الوفاء) وضمن لنا الفتح».
روى الأصبغ بعض حوادث معركة الجمل، ويُعدُّ أيضاً من رواة واقعة صفين. وهناك طائفة من الروايات تشير إلى مكانته السامية ومنزلته عند أمير المؤمنين وحبّ الإمام له.
في ذكر وقعة صفّين، حرّض الإمام علي عليه السلام أصحابه، فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنين، قدِّمني في البقيّة من الناس، فإنّك لا تفقد لي اليوم صبراً ولا نصراً. أمّا أهل الشام فقد أصبنا منهم، وأمّا نحن ففينا بعض البقيّة، ائذن لي فأتقدّم! فقال الإمام علي: تقدّم باسم الله والبركة. فتقدّم وأخذ رايته، ومضى وما رجع إلا وقد خضَبَ سيفه ورمحه دماً.
هو الذي روى عهد الإمام علي (عليه السلام) إلى مالك الأشتر، ذلك العهد العظيم الخالد. وكان من القلائل الذين أذن لهم بالحضور عند الإمام (عليه السلام) بعد ضربته‏ على يد الشقي عبد الرحمن بن ملجم.
عُدّ الأصبغ في أصحاب الإمام الحسن أيضاً. وله كتاب «مقتل الحسين».
عُمّر بعد الإمام علي (عليه السلام) طويلاً، بحسب الروايات، وتوفي بعد المائة من الهجرة النبوية الشريفة.