حاوره: أحمد الشلالـي / لا ميديا -
العماني محمد البلوشي مدرب حاصل على ماجستير في إدارة كرة القدم من الجامعة الأوروبية بإشراف نادي ريال مدريد الإسباني، وشهادة المحترفين من الاتحاد البرازيلي للمدربين.
مدير دائرة المنتخبات العمانية سابقاً، ومدرب النصر العماني ومنتخب اليمن للشباب ونادي اسبريتو سانتو سابقا. صحيفة «لا» استضافته وتناولت معه عدة أمور وقضايا تخص كرة القدم اليمنية والعمانية والعربية.
 مرحبا بك كابتن محمد البلوشي في ضيافة صحيفة "لا"!
- أهلاً وسهلاً بك أخي العزيز، وبصحيفة "لا"، وأتشرف بهذه الاستضافة والإطلالة على شعب اليمن الأصيل.

بطولة افتقدت النجوم
 ما تقييمك لبطولة كأس العرب التي أقيمت مؤخراً بقطر؟
- بطولة ناجحة جداً من الناحية التنظيمية ومستوى فني مميز. وعلى الرغم من ذلك كله البطولة افتقدت الكثير من نجوم كرة القدم العربية، مثل محمد صلاح، ورياض محرز، ومجموعة كبيرة. والسبب هو أنها بطولة معترف بها اعترافاً جزئياً لا يسمح للاتحادات العربية أن تطالب الأندية بضرورة حضور اللاعبين.
 رأيك بما قدمه المنتخب العماني في كأس العرب؟
- المنتخب العماني قدم بطولة ناجحة قياساً بالاستعدادات المتواضعة التي خاضها خلال العامين الأخيرين.

معاناة الكرة العمانية
 ما هي حظوظ الأحمر العماني في الوصول إلى مونديال قطر؟
- حظوظ المنتخب العماني أصبحت صعبة بعد خسارة الكثير من النقاط المهمة في المباريات الأخيرة؛ والسبب هو الإعداد الضعيف للتصفيات.
 الدوري العماني ضعيف مقارنة بالدوريات الخليجية الأخرى، لماذا؟!
- يعاني الدوري العماني من مشكلتين أساسيتين وهما: تفريغ اللاعبين وعدم احترافهم اللعبة بشكل كامل، وغياب الاستراتيجيات الطويلة لمجالس إدارات الأندية.

حل فاشل
 تجنيس اللاعبين مع المنتخبات الوطنية، هل هو ظاهرة إيجابية برأيك؟
- بالنسبة لي هي ظاهرة سلبية وحل سريع لا يخدم اللعبة، لأن المجنسين يأخذون مكاناً يستحقه المواطن. من واجب القائمين على الاتحادات الرياضية تطوير اللاعب المحلي، أما التجنيس فهو الحل الأسهل، ويعني فشل المنظومة في تطوير اللاعبين المحليين.

حلم مؤجل
 هل ما تزال تتابع الكرة اليمنية؟
- بكل تأكيد أتابع المنتخبات اليمنية، إذ تربطني علاقة روحية مع الشعب اليمني وكرة القدم في هذا البلد العزيز على قلبي.
 عملت في اليمن مدرباً لمنتخب الشباب، كيف وجدت التجربة؟
- التجربة كانت مثيرة، لكنها لم تكتمل، ما يعني أنه هناك عمل مازلت أريد إكماله في يوم من الأيام. أحد الأحلام أن أعمل مع زملائي في اليمن على صنع منتخب منافس خليجياً وعربياً. الإيمان باللاعب اليمني وموهبته هو الدافع الأساسي لهذا الحلم المؤجل.

أعتبر نفسي يمنياً
 لو طلب منك العودة إلى اليمن كمدرب، ما هو ردك؟!
- بكل تأكيد سأعود وأتشرف بالعمل في اليمن وتقديم كل ما تعلمته خلال العشرة الأعوام الماضية وأسخر جميع علاقاتي مع الاتحادات العالمية والأندية من أجل تقديم المساعدة في كافة المجالات المتاحة. هناك مجال لتقديم أفكار جديدة يمكن تبنيها من خلال جهات دولية ستساعد على تسهيل العمل اللوجستي. أما فنياً فيمكن طرح مشروع متكامل بمشاركة الزملاء في اليمن لتطوير أي منتخب. في النهاية أنا أتشرف دائما باليمن والشعب اليمني وأعتبر نفسي واحداً منهم.
 ما الذي ينقص الكرة اليمنية لتحقق نتائج مميزة خارجياً؟
-ينقصها المشـروع طـويــل الأمـــد وأفكــــار واضحة يتفق عليها الاتحاد والجهاز الفني.

مشكلة في التسويق
 ما سبب عزوف الأندية العمانية عن التعاقد مع لاعبي اليمن، خصوصاً هذا الموسم، باستثناء المطري مع نادي الاتحاد؟
- اللاعب اليمني موهوب ويستطيع اللعب في أي دوري خليجي، لكن المشكلة هي طريقة تسويقه والمستوى الذي يظهر به المنتخب اليمني.
 الاتحاد القطري أصدر قراراً قبل موسمين بمعاملة اللاعب اليمني كمقيم، واحترف أكثر من لاعب مع الأندية هناك، هل الفكرة قابلة للتطبيق مع الاتحاد العماني برأيك؟
- شخصياً طالبت الاتحاد العماني بأن يعامل اللاعب اليمني كلاعب محلي، وأطالب جميع الاتحادات الخليجية بالشيء ذاته، لأني أعتقد أن هذا واجبنا تجاه أشقائنا في اليمن.

تشكيلة جيدة
 منتخبنا للناشئين حقق لقب بطولة غرب آسيا، كيف نحافظ عليه برأيك في ظل أوضاع اليمن الراهنة؟
- سعدت كثيراً بفوز منتخب اليمن للناشئين، وكنت مشجعاً لهم خلال البطولة.
هناك لاعبون وجهاز فني جيد، يحتاج هذا المنتخب دعماً كبيراً من قبل المسؤولين، لكن يجب أن ترسم خطة واضحة الملامح ومدروسة بشكل جيد تراعي الظروف المحيطة والوضع في البلد، كما يجب استخدام العلاقات الخارجية لتسهيل تجهيز المنتخبات.

النهوض بالكرة العربية
 إلى متى ستظل الأندية العربية تعتمد على ما تقدمه لها الدولة من معويات بينما أندية أوروبا تمتلك مداخيل تفوق بعض ميزانيات دول عربية؟
- إلى أن يكون هناك مشاريع حقيقية للتطوير. قبل شهر من الآن قمت بزيارة لأكبر ثلاثة أندية في البرتغال، وهي سبورتنج لشبونة وبنفيكا وبورتو، مع مجموعة من الفنيين الإسبان ودول أوروبية أخرى، لدراسة كيفية عمل هذه الأندية فيما يخص صنع المال من إعداد اللاعبين وبيعهم بملايين الدولارات للأندية الكبيرة في أوروبا. هذه الأندية لديها إمكانات أقل، لكنها تتغلب على ذلك بوضع أفكار واستراتيجيات واضحة للعمل ودعم إداري لقرارات الفنيين.
 كيف نستطيع إنتاج لاعبين كبار؟
- نعمل على منهجية خاصة بإنتاج لاعب قادر على اللعب في مستوى عالٍ. قبل ذلك ندرس إمكانات لاعبينا وبعدها نصنع (game model) وفلسفة مناسبة لإمكانياتهم من شأنها تطوير قدراتهم الفنية الفطرية، ولا بد أن يرافق ذلك تأسيس عقليات احترافية، ويمكن أيضا الاستفادة من العلاقات مع بعض الأندية الأوروبية في تبادل الخبرات والمشاركة في بطولات المراحل الصيفية. العلاقات تلعب دوراً أساسياً للحصول على الدعم، خصوصا لدولة مثل اليمن العزيز الذي يمر بظرف استثنائي.

تأثير سلبي
 وباء كورونا، هل خسرت كرة القدم كثيراً بسببه؟!
- من المؤكد، طبعاً هذا الوباء أثر كثيراً على كرة القدم، بل تسبب في إيقاف الدوريات ومنع الجماهير من حضور المباريات، تسبب في كوارث اقتصادية للأندية، تداعيات كورونا كانت كبيرة ولايزال الوباء يؤثر سلباً على عالم كرة القدم.
 بماذا ننهي هذا الحوار كابتن محمد؟!
- بحب اليمن:
بلادي أحييك فلتسلمي
وما عشت يا أمي لن تظلمي
دمي يا بلادي وما في يدي
نداء يحييك ملء الفم
بلادي ويا قبلة الثائرين
 ويا منبع النور لن تقحمي
أنا بعض ما في ثراك الطهور
ومن ذا إلى الأرض لا ينتمي
وشكرا لكم على هذه الاستضافة.