تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
الاحتلال الإماراتي يدفع بقوات من مرتزقته إلى عتق شبوة ومرتزقته الآخرون يشنون هجوماً مسلحاً على مواقع للخونج قرب حقول النفط في منطقة العقلة، فيما لايزال الخونجي بن عديو يرسل تغريداته من الأردن، الذي رُحّل إليه مؤخراً، متباكياً من "خذلان هادي وتفريطه به". و"الانتقالي" لا يبدو سعيداً بما يحدث، ويرى فيه "خذلاناً" هو الآخر من قبل سيده الإماراتي، الذي آثر العولقي على مرشحه و"العمالقة" على "نخبته".
دفعت قوات الاحتلال الإماراتي، أمس، بتعزيزات عسكرية كبيرة لمرتزقتها في محافظة شبوة، بعد أقل من 24 ساعة على إرسال خونج التحالف قوات جديدة إلى مدينة عتق، عاصمة المحافظة، ما ينذر بمواجهات وشيكة بين طرفي الارتزاق.
وأكدت مصادر عسكرية أن مرتزقة تابعين لما يسمى "العمالقة" و"الانتقالي الجنوبي"، وصلوا إلى مدينة عتق قادمين من أبين، ضمن تعزيزات الاحتلال التي سيتم توزيعها في عدة مديريات محيطة بالمدينة، مشيرة إلى أن الاحتلال الإماراتي يستعد لطرد ما تبقى من وجود لقوات الخونج في المدينة، بعد طرد الرياض للمرتزق محمد بن عديو المعين من قبل هادي محافظا لشبوة.
وتأتي تعزيزات الاحتلال الإماراتي تزامنا مع إطاحة السعودية بـ بن عديو وتعيين المرتزق عوض بن الوزير العولقي، القيادي في حزب المؤتمر جناح الإمارات، والذي قدم من أبوظبي قبل أشهر.

اشتباكات في العقلة
إلى ذلك، شن مرتزقة الانتقالي، أمس، هجوماً على مواقع الخونج في منطقة العقلة النفطية، بالتزامن مع بدء الأخيرين نقل أسلحتهم الثقيلة إلى خارج المحافظة استعداداً لمرحلة ما بعد الإطاحة بمحافظهم بن عديو. وقالــــــــت مصادر مطلعة إن مواجهات اندلعت بالقرب من حقول النفط في العقلة قبل أن تتمكن وساطة قبلية من إخمادها.
وكانت المنطقة شهدت خلال الفترة الماضية مواجهات مماثلة بفعل سباق على امتيازات نقل النفط بين عدة أطراف داخل شرعية العمالة بعدما ظلت طوال السنوات الماضية حكرا على العميل علي محسن.

الخونج ينهبون معسكراتهم
في السياق، أفادت مصادر محلية في عتق، ببدء فصائل الخونج عملية نهب واسعة للأسلحة، مؤكدة قيام ما تسمى القوات الخاصة بنقل معدات وآليات ثقيلة إلى خارج المدينة.
ويرى مراقبون أن من الصعب تسليم الخونج المحافظة النفطية لمرتزقة الإمارات عقب تعيين العولقي بدلا عن بن عديو, مشيرين إلى أن المحافظة ستدخل في صراع عنيف بين الطرفين.

بن عديو: هادي خذلني
وفي صعيد إعلان نفسه بطلاً، اتهم الخونجي محمد بن عديو، العميل هادي بخذلانه من خلال الخضوع لما سماها ضغوطاً من قبل الإمارات والسعودية وعزله من منصبه إرضاء لهما رغم تحذيرات الخونج للرياض من عواقب خلعه.
وقال بن عديو في سلسلة تغريدات على "تويتر" إن هادي فرط به وخضع لضغوط الإمارات التي ظل يقاومها طوال فترة عمله محافظا لشبوة، معتبراً أنه دفع ثمن مواقفه تلك ضد الإمارات بالإقالة من منصبه. وأكد رفضه قرار تعيينه الشكلي مستشاراً لهادي، معلناً مواصلة ما بدأه في رفض تواجد القوات الإماراتية في شبوة، الأمر الذي يأتي في سياق محاولة لتبرئة نفسه مما قامت به شرعية العمالة وخونج التحالف طيلة السنوات السابقة من شرعنة للاحتلال السعودي الإماراتي في مختلف المحافظات الجنوبية المحتلة.
وكان بن عديو أصيب بـ"وعكة صحية" إثر تعرضه لضغوط سعودية، بعد استدعائه إلى الرياض مطلع الأسبوع الماضي، ليتم نقله إلى العاصمة الأردنية عمَّان لتلقي العلاج.

"بلقيس" تتبرأ من  بن عديو وتصفه بالقيادي المؤتمري 
وفي صعيد ردود الخونج على الإطاحة ببن عديو، طالب القيادي الخونجي شوقي القاضي الاحتلال السعودي صراحة بإقالة المرتزق سلطان العرادة في مأرب؛ ما يعكس حجم الاستياء في صفوف الخونج مما وصفوه بالمؤامرة والانقلاب عليهم من قبل تحالف الاحتلال.
من جانبها، وصفت قناة "بلقيس" التابعة للخونجية توكل كرمان، بن عديو بالقيادي المؤتمري، لأول مرة منذ تعيينه من قبل العميل هادي محافظا لشبوة، والذي ظلت القناة طيلة سنوات تتغنى بـ"مواقفه الوطنية".
ويشير التوصيف الجديد إلى أن الخونج الذين ظلوا يستعينون بقيادات من أحزاب أخرى لإدارة المحافظات النفطية من الباطن، يتخلصون منها بسهولة ويحاولون بعد ذلك البحث عن مكاسب سياسية على أنقاض تلك القيادات.

"الانتقالي" يرى نفسه خارج اللعبة
على الرغم من أن قرار الإطاحة قد يبدو في صالح "الانتقالي"، إلا أنه ينظر بعين الريبة إلى التطورات الأخيرة في المشهد الذي صنعته أروقة الرياض. 
وفي صعيد موقفه، وضع الانتقالي، أمس، شرطاً للقبول والتعامل مع المعين محافظاً جديداً لشبوة بدلاً عن بن عديو، المرتزق عوض بن الوزير العولقي. 
يأتي ذلك في أعقاب استبعاد مرتزقته مما تسمى النخبة الشبوانية، من خارطة الانتشار في المحافظة النفطية وكذا مرشحه الذي اقترحه لمنصب المحافظ.
واشترط المتحدث الرسمي باسم المجلس، المرتزق علي الكثيري، التزام "المحافظ الجديد" بتنفيذ ما يسمى اتفاق الرياض مقابل التعاون معه؛ ما يشير إلى مساعي الانتقالي إلى التصادم مع الخونج وحزب المؤتمر جناح الإمارات.
أما الجزئية التي يبحث عنها الانتقالي في "اتفاق الرياض"، فتتمثل في قرار إخراج فصائل الخونج وقوات العميل هادي إلى خارج المحافظة؛ وهو قرار قد يشعل مواجهات بين الفصائل الموالية للاحتلال الإماراتي.
ويعكس شرط الانتقالي حجم امتعاض المجلس من التطورات الأخيرة في المحافظة، خصوصا في ما يتعلق بنشر القوات؛ إذ اكتفى تحالف الاحتلال بتوجيه السماح بدخول فصائل "العمالقة"، التي يقودها العميل طارق عفاش، وتجاهل "النخبة الشبوانية" التي حشدها الانتقالي منذ أسبوعين إلى تخوم شبوة.