تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
بعد حوالى أسبوع من تجربتها سلاحاً وصفته بـ"الجديد" في خليج عدن وباب المندب، أرسلت الولايات المتحدة دفعة جديدة من قواتها إلى محافظة المهرة المحتلة، مبررة الأمر بضبط أسلحة مهربة في بحر العرب، لتضاف إلى قواتها في مطار الغيضة، في مسعى لاحتلال السواحل والجزر اليمنية الاستراتيجية التي تشرف على ممرات الملاحة الدولية.
وصلت، الأربعاء الفائت، دفعة جديدة من القوات الأمريكية إلى محافظة المهرة المحتلة، في مسعى للسيطرة على سواحل المحافظة ذات الموقع الاستراتيجي المطل على ممرات التجارة وإمدادات الطاقة العالمية.
وقالت مصادر إن قوات أمريكية وصلت إلى محافظة المهرة على متن بارجة حربية، لتضاف إلى قوات أخرى وصلت على دفعات، للتمركز في مطار الغيضة الذي أصبح ثكنة عسكرية.
وبادرت البحرية الأمريكية بإعلانها ضبط أسلحة خفيفة في بحر العرب، في محاولة لتبرير إرسالها قوات إضافية إلى المهرة.
وزعم بيان لقيادة الأسطول الخامس المتمركز في البحرين، أن سفن الأسطول صادرت، الاثنين الماضي، حوالي 1400 بندقية هجومية من طراز (AK-47) و226600 طلقة ذخيرة من مركب صيد "عديم الهوية"، شمال بحر العرب.
وفي 23 كانون الأول/ ديسمبر، اعتدت زوارق حربية أمريكية على صيادين يمنيين قبالة سواحل المهرة، غداة وصول قواتها إلى مطار الغيضة.
وقالت مصادر إن زورقاً حربياً تابعاً للبحرية الأمريكية أغرق سفينة صيد واختطف 5 صيادين كانوا على متنه أثناء ممارستهم مهنتهم في سواحل محافظة المهرة.
وأدان وزير الثروة السمكية في حكومة الإنقاذ، محمد الزبيري، ما أقدمت عليه البحرية الأمريكية من اعتداء واختطاف الصيادين اليمنيين في المهرة، مشيرا إلى أن الزوارق الأمريكية تقوم بإخفاء الصيادين من سواحل المهرة خلال رحلات الصيد المعتادة.
ونفى الزبيري مزاعم الأمريكيين تهريب أسلحة، مؤكداً أنها ادعاءات لتبرير السيطرة على الممرات الملاحية اليمنية وإخضاعها لها.
من جهته، اعترف المرتزق علي ياسر، المعين من قبل العميل هادي محافظاً للمهرة، بدور نشيط للاحتلال الأمريكي في المحافظة على كافة الصعد.
وقال ياسر، في مقابلة تلفزيونية، إنهم طلبوا من السفير الأمريكي في آخر زيارة له إلى المهرة دعماً للمحافظة في مجالات التنمية والخدمات، وأن رد السفير الأمريكي بالقول: "نحن لا نقدم دعماً في مجال التنمية، ودعمنا مقتصر على تفاصيل أخرى غير التنمية".
وفي إطار التحركات الأمريكية والبريطانية في المهرة, كشف القيادي في لجنة اعتصام المهرة، الشيخ حميد زعبنوت، عن أن القوات البريطانية والأمريكية المسيطرة بالقوة على مطار الغيضة بمحافظة المهرة، والذي سيطرت عليه قوات الاحتلال السعودي منذ العام 2017، استحدثت ثكنات عسكرية جديدة داخل المطار الذي يعد أكبر مطار في اليمن من حيث المساحة.
تبادل أدوار
ومنذ قدوم قوات الاحتلال السعودي إلى مدينة الغيضة، مركز محافظة المهرة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، والمحافظة تشهد حراكاً شعبياً واسعاً رافضاً لتواجدها وانتشارها العسكري الكبير في كل مديريات الساحل المهري، من خلال بناء قرابة عشرة معسكرات في تلك المديريات، إضافة إلى القاعدة العسكرية داخل مطار الغيضة، ضمت خبراء وعسكريين وآليات عسكرية بريطانية وأمريكية، وعملت على تهيئة المطار من خلال استحداث الثكنات العسكرية لقدوم قوات أمريكية وبريطانية.
وفي نيسان/ أبريل 2018، بدأت قوات الاحتلال السعودي استحداث منشآت داخل حرم المطار، لتنتقل في 2019 إلى المباني الجديدة التي تم إنشاؤها وتسويرها بحائط من الكتل الترابية وتخصيص جزء منها لصالح القوات الأمريكية والبريطانية.
وفور الانتهاء من عملية الإنشاءات، وصل 4 ضباط أمريكيين إلى القاعدة، ومكثوا فيها عدة ساعات ثم غادروا على الطائرة نفسها التي وصلوا بها. وبعدها بأيام وصل أول فريق أمريكي إلى الموقع، وجميعهم من ضباط الاستخبارات الأمريكية.
ومنذ ذلك الحين أخذت القوات الأمريكية والبريطانية تتبادل الأدوار في مطار الغيضة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر.
ظهور قوات أمريكية في أحد أحياء الغيضة
وفي 3 حزيران/ يونيو 2019، ظهرت في أحد أحياء مدينة الغيضة قوات سعودية مسنودة بقوات أمريكية خلال عملية ادعت أنها للقبض على أمير داعش، رغم أن تفاصيل المقبوض عليه ومكان تواجده تثبت عدم صحة تلك الادعاءات.
حينها علقت لجنة الاعتصام السلمي والأحزاب والشخصيات السياسية والاجتماعية والناشطون الإعلاميون في محافظة المهرة بأن ذلك يأتي فقط لإيجاد مبررات للتدخل الأجنبي في محافظة المهرة.
وفي 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وتزامناً مع عيد الاستقلال الذي يحتفل به الشعب اليمني من كل عام بمناسبة دحر الاحتلال البريطاني من جنوب الوطن، قام سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن، كريستوفر هنزل، بزيارة مباشرة إلى محافظة المهرة قادما من الرياض.
وذكرت المعلومات حينها أن السفير الأمريكي تفقد القوات الأمريكية المتمركزة في مطار الغيضة إلى جانب قوات سعودية وبريطانية، وعقد سلسلة لقاءات مع سلطات الارتزاق وقيادات أمنية وعسكرية واستخباراتية في قوات العميل هادي، فيما بدا أن تصريحات السفير الأمريكي، والتي تركزت على شماعة الإرهاب، تأتي في إطار التوجه نحو تثبيت تلك الذريعة لتبرير تدخلهم العسكري.
والملفت أن تلك الزيارات المكثفة التي يقوم بها البريطانيون والأمريكيون سبقها بأيامٍ قليلة عمليات مداهمة شكلية لما قيل إنها مراكز لعناصر تنظيم "القاعدة" التكفيري، الذي يقول أبناء المهرة إن محافظتهم لا تعرف مثل هذه التنظيمات، وأن هناك خططاً واضحة تقوم بها قوات الاحتلال السعودي بأوامر أمريكية لنقل التنظيمات الإرهابية إلى محافظة المهرة لخلق مبررات عبر نشر الفوضى والسيطرة عليها وتمثيل دور المنقذ.
العميل الأحمر يشرعن التواجد الأمريكي
عقب زيارة السفير الأمريكي إلى محافظة المهرة، التقى العميل علي محسن الأحمر، في مقره بالرياض، مساعد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، ومعه السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل.
وحسب مصادر مطلعة ناقش اللقاء تمكين القوات الأمريكية في محافظة المهرة، تحت ذريعة "محاربة الإرهاب ووقف مطامع إيران التخريبية في المنطقة وحماية الممرات المائية والدولية"، الأمر الذي يصفه أبناء المهرة بالعبث والسعي إلى استخدام المحافظة لأجندة تضر بمصلحة الشعب اليمني.
المصدر نشوان دماج / لا ميديا