عبدالرحمن حجر مدير كهرباء الحديدة لـ صحيفة «لا»:«الاحتياجات» لم يدعمنا والحكومة لا تسدد ما عليها
- تم النشر بواسطة طلال سفيان/ لا ميديا
حاوره :طلال سفيـان / لا ميديا -
انقطاع طويل للتيار الكهربائي الحكومي، وحصار مانع للوقود، ودعم مفقود، وفوضى النهب، وتخريب ممنهج من قبل العدو، وشبكات تجارية تنتهك الجيوب و... و... و... إلخ. دائرة معضلة كل يرميها على الآخر.
صحيفة «لا» زارت الحديدة والتقت عبدالرحمن حجر، مدير المؤسسة العامة للكهرباء ونقلنا له هموم الناس ومعاناتهم بسبب خدمة الكهرباء.
نوفر الكهرباء بأقل من سعر التكلفة
حدثنا عن مشاكل الناس مع الكهرباء في الحديدة وعن أهم المشاكل التي تواجهونها في مؤسسة كهرباء الحديدة!
أهلاً وسهلا ونرحب بكم في محافظة الحديدة. مشاكل الكهرباء كبيرة. وأكبر مشكلة لدينا هي عدم تسديد المواطنين للفواتير، والتحصيل لدينا ضعيف جدا، خاصة وأن الجهات الحكومية لا تسدد ما عليها من فواتير.
الكهرباء في الحديدة مكلفة وتصل قيمة الكيلو إلى 185 و190 ريالاً، ونحن نبيع بـ130 ريالاً للكيلو وات، وهذا لأنها مدعومة، وفقط في مدينة الحديدة، أما في بقية مديريات المحافظة فتباع بالسعر الأصلي لها (190 ريالاً للكيلو)، ويبلغ الدعم لكهرباء الحديدة 3 مليارات و200 مليون ريال سنويا.
3 ساعات فقط يوميا
هل تصل خدماتكم لكافة مناطق الحديدة؟
نعم، تصل، لكن الكهرباء الآن ولعدم توفر الوقود ولتوقف المحطة المركزية منذ أسبوعين والشغل يجري على مولد 5 ميجاوات والاحتياج بحدود 20 ميجاوات، تصل الكهرباء للمواطن لمدة 3 ساعات في اليوم، ونحن نعمل بحدود القدرة المتاحة لنا، نتيجة افتقارنا لمادة الديزل وخروج المحطة المركزية عن الخدمة، وكهرباء الدولة أولاً مخالفات المواطنين كثيرة فيها والمديونية مرتفعة جدا منها 4 مليارات و300 مليون على الجهات الحكومية و5 مليارات على الأهالي، بينما الدعم 3 مليارات، ونحن غير قادرين على شراء الديزل والمازوت، لهذا نعاني من نفقات تشغيل الكهرباء، وإذا تساءلنا لماذا الكهرباء التجارية وجدت فرصتها في إيصال التيار على مدار الساعة سنعرف أنها تبيع بتكلفتها وزيادة، لكن كهرباء الدولة منهوبة، ونحن نقوم بحملات للمخالفين والناهبين للشبكات.
استهتار المواطن بالكهرباء الحكومية
كيف تعالجون هذه المعاناة؟
لو يشعر المواطن بأن هناك دولة تتابع إيراداتها أكيد ستكون هناك فائدة. فعندما نقوم بإخراج حملة على المخالفين نسبقها بإعطاء المخالفين إشعارات، وهذه الإشعارات لا يأبه لها المواطنون وتتراكم المخالفات مما يضطرنا إلى إعطاء الجهات الأمنية كشوفات خاصة بالمخالفين حتى تساعدنا في ردعهم. لو تحسب الفاقد من التيار فهو بحدود 40 و45 في المائة، أي قرابة النصف، بمعنى أنك تشتري مازوت بـ2 أو 3 مليارات، والمخالفات تصل إلى مليار ونصف، ويجب أن يشعر المواطن بمسؤوليته ويقف مع المؤسسة حتى تنجح، فكهرباء المؤسسة غير الكهرباء التجارية، كهرباء المؤسسة فيها طاقة قوية ولا يوجد بها مغالطة وبتكلفة معقولة، حيث نبيع الشريحة الكيلو وات للمواطن بـ130 ريالاً، بينما الكهرباء التجارية تباع للمواطن ما بين 170 إلى 225 ريالاً للكيلو وات، وبعضها يصل مع الاشتراك إلى 320 ريال، رغم أن الكيلو التجاري ضعيف والمواطن لا يستطيع أن يخالف التجاري لأنه سيذهب به إلى النيابة والبحث ويخسره ما بين 500 إلى 600 ألف، بينما المؤسسة لو عملت مخالفة للمواطن بـ30 ألفاً سيعمل لك قصة.
لا نتلقى أي دعم
ماذا عن ضرورة دعم الكهرباء في الحديدة؟ وكم تتلقون من صندوق الاحتياجات؟
من المفروض أن يكون لمحافظة الحديدة دعم خاص بالمازوت والديزل، فأنت عندما تدعم التسعيرة والمفروض أن صندوق الاحتياجات الذي جاء إنشاؤه كفكرة من الرئيس الشهيد صالح الصماد (رضوان الله عليه)، أن يدعم الكهرباء بكميات المشتقات النفطية لتغطية الاستهلاك الحكومي ودعم التسعيرة حتى تقف المؤسسة على رجلها.
في الحقيقة ليس لدي معرفة أو معلومة عما يقدمه صندوق الاحتياجات لكهرباء الحديدة، بحكم أنني استلمت إدارة المؤسسة منذ شهر تقريبا، لكن القول بأن الصندوق يعطينا دعماً بالمشتقات النفطية فهذا لا يوجد ولم نره على الإطلاق. نحن في المؤسسة اشترينا مؤخرا وقوداً و»حانبين» في قيمته، ولم نشهد تخصيص أي مشتقات نفطية، وإذا توفر لك المال سيأتيك المازوت والديزل، وإذا أردت وقوداً لمحطة الحالي عليك أن تعطي شركة النفط 50 مليون ريال ليخرجوا لك قاطرة بكمية هذا المبلغ، أما لو طلبت منهم الوقود بالآجل (ديناً) فإنهم يرفضون ذلك، ولو كانت مهلة السداد أسبوعاً فقط. لذا نحن نشتري قاطرة بـ50 مليون ريال كل يومين، وأنت احسب كم تدفع المؤسسة قيمة وقود في الشهر أو السنة.
المرتزقة نهبوا كل شيء
كيف تعالجون مشاكل كهرباء المناطق التي كانت بيد مرتزقة العدوان؟
المناطق التي انسحب منها المرتزقة عبثوا فيها وسرقوا كل شيء، حقد ممنهج، حتى الأسلاك مزقوها والأعمدة كسروها والمحولات نهبوها وأخذوا النحاس والمعدات، لقد عبثوا بها بشكل لا يتصوره عقل خلال احتلالهم لبعض مناطق محافظة الحديدة، بينما الأمر يختلف في مناطق جغرافيا السيادة الوطنية، حيث كل شيء موجود، سواء تحت الأرض أو فوقها. اليوم نزلنا لمسح منطقة كانت محتلة من قوى العدوان وجاءتنا توجيهات من الوزارة والمؤسسة أن نسلم العمل لكهرباء الريف، لأن المواد موجودة معهم، وكلفت الهيئة لإعادة بناء الشبكات تحت إشرافنا وأن يتم تسليمها لنا بعد إعادة تأهيلها، ومنها منطقة كيلو 4 ومنطقة كيلو 7 ومنطقة كيلو 16 إلى جانب المحطات الأربع المنتهية بفعل نهب مرتزقة العدوان وتخريبهم لها، وهي محطة كيلو 4 ومحطة كيلو 16 ومحطة الجامعة والمحطة الطبية.
هل من رسالة تودون إيصالها عبر صحيفة «لا» بخصوص أزمة كهرباء الحديدة؟
نريد إضافة توجيه للمواطن أن يهتم ويحافظ على شبكات الكهرباء. نحن في مؤسسة كهرباء الحديدة نعاني من سرقات المعدات والكابلات في بعض المواقع. المواطن يتخلى عن مسؤوليته برميه للمخلفات والقمامة أمام المحولات الكهربائية، وهذه معدات تتبع المواطن وفي الأخير يتضرر المواطن، لأنها هي التي تمده بالكهرباء، وبالتالي فإن المواطن يتأثر قبل المؤسسة. لقد حصل لنا الكثير من المشاكل: سرقات واحتراق محولات، نتيجة غياب روح المسؤولية لدى بعض المواطنين المستهترين. في بعض الحارات احترقت محولات بسبب سيجارة، وهو الأمر الذي جعل المواطنين يبقون لمدة خمسة أشهر من دون تيار كهربائي. نحن في ظل عدوان وحصار مشدد علينا، ومخازننا وشبكاتنا مضروبة من قبل تحالف العدوان، ومستشفياتنا تحتاج للتيار لتؤدي خدماتها. وعلى المواطن أن يستشعر مسؤوليته وأن يهتم ويحافظ على تجهيزات ومعدات الشبكة الكهربائية حتى يضمن استمرار حصوله على الكهرباء.
المصدر طلال سفيان/ لا ميديا