استطلاع:طلال سفيان / لا ميديا -
7 أعوام والعدوان يستفحل بإجرامه على كل مناشط الحياة الرياضية اليمنية وتمزيقها بطرق رعناء... منشآت وفعاليات ومشاركات لرياضيي الوطن في البطولات الداخلية والخارجية.
يقابلها حالة مقاومة وصمود وجريان دماء تتدفق في عروق شباب وجد ثورة تواكب طموحه وأحلامه وانتصاراته في المضمار الرياضي.

في البداية، يتحدث الكابتن لؤي هديان، النجم السابق للكرة اليمنية والناشط في وجه العدوان بقوة: "عندما نتحدث عن العدوان على المجال الرياضي، فإنه عدوان بكل ما تعنيه الكلمة. ودون مواربة في الكلام عن هذه النقطة، لقد ضرب العدوان كل الملاعب والصالات الرياضية وبعض مقرات الأندية، كما استهدف الفعاليات الرياضية، ووصل به الأمر إلى إرسال مرتزقته للتواصل مع كل من يقوم بنشاط رياضي بأن طائرات التحالف ستضرب الملعب أو المنشأة والفعالية الرياضية، وهذا بهدف تدمير الرياضة اليمنية وإصابة الرياضيين اليمنيين بالإحباط والخوف من تدميرهم".
ويوضح: "حتى على مستوى المشاركات الرياضية اليمنية في الفعاليات الخارجية، منعت دول العدوان فرقنا الوطنية من دخول أراضيها، كما فعلت ومازالت دويلة الإمارات مع العديد من منتخباتنا وآخرها بعثة الملاكمة التي كانت ذاهبة إلى دبي للمشاركة في بطولة قارية".
ويضيف الكابتن لؤي: "أستغرب أن تقوم الإمارات بمنع الرياضيين اليمنيين من دخول أراضيها رغم أنهم قادمون إليها في بطولات رسمية، آسيوية وعربية ودولية، في حين تستضيف الرياضيين الصهاينة في حبيات التطبيع. طبعاً هذا نتاج العدوان الخبيث الذي تمثل الإمارات رأس حربته وتقوم بسرقة الثروات واحتلال الجزر وتمكين الصهاينة من تدنيس أراضينا".
أما الكابتن رمزي الخرباش، نجم منتخبنا الوطني لكرة الطاولة (سابقا)، فيصف الصورة التي تظهر بها بعثاتنا الرياضية في حلها وترحالها بأنها الصورة التي يريد بها العدوان على اليمن أن تكون نموذجاً سائداً لم سيؤول إليه الحال في المستقبل، قائلاً: "كم كان مؤلماً أن نرى منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم ولاعبيه ومــدربيـه وإداريـيــه محشورين فوق عبّارة بحرية كسمك السردين أثناء توجههم لجيبوتي، ومن ثم إلى مملكة الشر والعدوان السعودية للمشاركة في تصفيات آسيوية عام 2016، كذلك منظر بعثات منتخبي الشباب والناشئين في منفذ الوديعة الحدودي ورحلاتهم البرية الشاقة لأيام".
ويكمل الخرباش: "كان من نتاج العدوان على بلدنا توقف بطولات الدوري لسبعة أعوام، وتوقف الكثير من المناشط الرياضية، بل وزاد العدوان منذ يومه الأول بتدمير الملاعب والمنشآت الرياضية في صورة قذرة تعبر عن منهجيته التدميرية التي كانت الرياضة ضمن لائحة أهدافه الخاصة بتدمير البنية التحتية اليمنية".
وهنا يطرح عباس المدومي، وكيل وزارة الشباب والرياضة لقطاع الرياضة، رأيه عن تأثير العدوان على الرياضة اليمنية برمتها، قائلاً: "أثر العدوان بشكل كثير جداً، إذ لم يترك منشأة رياضية في الوطن إلا ودمرها، فقد استهدف هذا التحالف المجرم 134 منشأة رياضية في كل مناطق الجمهورية، حتى الخيول ومدربوها واسطبلاتها ارتكب ضدها العدوان مجازر دموية مريعة. كذلك قام العدوان بزرع الأفكار الضالة وتأجيج المناطقية والكراهية والبعد عن الروح الوطنية- الرياضية في أوساط الشباب وجماهير الألعاب. الأمر هذا سيئ ويؤثر بشكل سلبي على الشباب، حتى أننا هنا نتأثر عندما نرى الشعارات أو الأصوات النشاز هذه ترفع في ملاعب محافظاتنا الجنوبية في المناسبات الرياضية. فعلاً أمر مؤسف ومزعج ولا يليق بأي يمني".

طواف صمود.. سباق نصر
نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة، زيد جحاف "أبو حمزة"، يتحدث عن أهمية تجربة الشباب والرياضيين في مواجهة العدوان وكسر الحصار ودحض الإشاعات المغرضة الهدّامة الهادفة لتمزيق اليمنيين من كل النواحي التي يعمل عليها العدوان برأس أفعاه، أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، وأدواتهم السعودية والإمارات ومرتزقتهم من أبناء الوطن للأسف: "مؤخراً نظمنا سباق طواف بالدراجات الهوائية من العاصمة صنعاء إلى محافظة صعدة مروراً بمحافظة عمران. كانت مناسبة رائعة لتعريف أبطال هذه اللعبة وغيرهم من الرياضيين بالعدوان وكل ما اقترفه من جرائم بحق شعبنا، وكسرنا في نفسياتهم مسألة الحصار والأخبار الضالة القادمة من مطابخ العدوان. كم كان الاستقبال والاحتفاء بهؤلاء النجوم في صعدة وكل مدينة ومنطقة مروا فيها، والتقاهم قيادات محلية وأبطال معركة الشرف والعزة. كانت مناسبة عظيمة، زرنا فيها جامع الإمام الهادي التاريخي في مدينة صعدة، واطلعنا من فوق التربة والمكان على كل مجزرة ارتكبها العدوان. كان عليك أخي طلال الحضور معنا في هذا الطواف، لقد فاتك الكثير، مشاهد تأثر الرياضيين بالدمار وآثار الدماء الزكية التي سفكها العدوان. لقد عرف الرياضيون بلادهم، أرضهم، وكم أهلها صابرون، صامدون ومقاومون".
ويستطرد أبو حمزة: "لا بد من مقاومة العدوان والانتصار عليه في كافة الميادين، فكل فعالية رياضية تقام في المناسبات المختلفة على ربوع أرضنا في مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية الأرض غير المدنسة ببيادات العدو الخارجي والداخلي لليمن، هي تعبير عن مدى تمسك الشباب بقيمهم وصمودهم ومقاومتهم للعدوان والانتصار عليه".

21 أيلول.. ثورى إنقاذ
عبدالله عبيد، مدير عام مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة والمفوض العام للكشافة، يقول: "نحن اليوم نحتفل بذكرى ثورة 21 أيلول/ سبتمبر العظيمة، وشباب الكشافة يمثلون 7 أعوام من الصمود في وجه العدوان، و7 أعوام من الاحتفاء بيوم الـ21 من أيلول، يوم هذه الثورة الشعبية المباركة، ونقول للعالم إن الشعب اليمني حي وصامد وسينتصر بإذن الله تعالى".
ويوضح القائد عبيد: "في هذا اليوم الثوري، قدم شباب الكشافة وثيقة وفاء وعرفان للقيادة السياسية والثورية. ونؤكد للجميع أننا صامدون حتى تحقيق النصر المبين".
ويختتم: "أهمية هذا الحدث أنه يأتي بعد تحقيق العديد من المنجزات ومواجهة الفساد أينما حل وارتحل، والعمل على تثبيت الوحدة الوطنية وتحرير الأرض والدفاع عن العرض، وهذه حقيقةً ثورة 21 أيلول".
كما قال أبو حمزة: "بالنسبة للاحتفاء بثورة 21 أيلول المباركة، نقيم في مكتب شباب ورياضة العاصمة 9 بطولات رياضية، منها كرة قدم وملاكمة وكرة طاولة، تعبر عن هذه المناسبة، ولما لها من تأثير وجداني في نفوس الشباب والرياضيين كثورة تعبر عن طموحهم وتطلعاتهم وأحلامهم، وهذا الأمر أيضاً في المناسبات الدينية من بطولات المولد النبوي الشريف والرسول الأعظم، وأيضا في البطولات الرياضية باسم الرئيس الشهيد صالح الصماد التي يبعث فيها الشباب والرياضيون رسالة حب ووفاء لهذه الشخصية التي أحبوها وأحبتهم، كما تحضر معنا دوماً القضية الفلسطينية على ميداننا اليمني".
بدوره، يقول الكابتن لؤي هديان: "رغم عتبنا على كل من خذل الوطن سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، فقد كان هناك من خذلنا وخذل الوطن أيضاً رياضياً. لكن الحمد لله وبفضل الرجال الأبطال الشرفاء وبفضل قيادتنا السياسية القادمة من فجر 21 أيلول استطعنا أن نعيد تشكيل القيادة الرياضية وبدأنا بإقامة الفعاليات الرياضية على مستوى العاصمة صنعاء وبقية المحافظات التي لم تدنس بالاحتلال، وهذا يعود للرياضيين الشرفاء الذين أظهروا معدنهم الحقيقي وعملوا على التماسك وإعادة الروح الرياضية للميدان".
ويؤكد الكابتن هديان: "سنستمر وسنقاوم وسننتصر ونقهر العدوان وسنبني جيلاً قوياً سيعيد الاعتبار للرياضة اليمنية وسيلغي النظرة السيئة التي عمل عليها النظام السابق بأن الرياضة اليمنية كانت تذهب للمشاركة من أجل المشاركة والخذلان فقط".
ويعتبر محمد أبو عسكر، نائب مدير مكتب الشباب والرياضة بأمانة العاصمة، أن علاقة الرياضة بالأوساط الاجتماعية اليمنية كان لها أثر عكسي لما أراده بالعدوان.
ويقول أبو عسكر: "ظن العدوان باستهدافه للشباب والرياضيين اليمنيين واستهداف منشآتهم أنه سيهبط نفسية الشباب واتجاههم نحو الرياضة، لكن بدا العكس، حيث إن وعي الشباب جعلهم يمارسون الرياضة لكي يرسلوا رسالة للعدوان مفادها أن الشباب اليمني مازال يمارس حياته الطبيعية ويواجه العدوان في كل مجال، العسكري والاقتصادي الورياضي... علينا ألا ننسى أن هناك الكثير من الشباب في الجبهات هم من أبناء الحركة الرياضية، فالأنشطة الرياضية التي تقام في المناطق المتحررة من الوصاية واحتلال العدوان تمارس أنشطتها الرياضية ضمن الفعاليات الدينية والوطنية وترسل رسالة واضحة للعدوان بأن الشباب اليمني يعي قضيته ومحافظ على ديمومته وفق معاييره الاجتماعية الأصيلة. ولا ننسى الأنشطة الثقافية التي تصاحب الأنشطة الرياضية ودورها في التوعية بمخاطر العدوان وتأصيل الهوية الإيمانية والوطنية لدى الشباب والرياضيين".
ويختتم الوكيل المدومي الحديث: "ثورة 21 أيلول ستحقق لشباب ورياضيي اليمن مبتغاهم. هي ثورة شباب، ونحن صامدون وسنستمر وسنمارس أنشطتنا في ملاعب الحارات والأرياف وفي كل شبر من مساحة وطننا الجريح. وإن شاء الله ستنفرج الأمور قريباً وتعود إلى مجراها وبشكل جديد وأفضل".