من أهم المدارس الدينية في تاريخ اليمن الإسلامي، ومن أجمل المباني التراثية في مدينة تعز، وأحد أبرز معالمها التاريخية التي تضفي على المدينة القديمة رونقاً وروعة.
يقع على سفح جبل صبر في الطرف الجنوبي الغربي من المدينة، في حي يحمل اسمه (حي الأشرفية)، بناه السلطان الأشرف إسماعيل بن العباس في حوالي عام 696هـ وافتتح في السنة التي توفي فيها 803هـ.
يضم المسجد إضافة إلى قاعة الصلاة، مدرسة وعدد من الأضرحة. وقد حرص ملوك دولة بني رسول، عند بناء المدرسة والجامع في تعز عاصمة الدولة الرسولية، على الجمع بين غرضي العلم والعبادة؛ فكان مسجد الأشرفية في مقدمة المبنى واسعاً بجدرانه وقبابه الثماني الصغرى والقبة الكبرى، وخلفها ترقد قبور السلطان الأشرف وأبنائه.
لجامع الأشرفية مئذنتان رشيقتان توأم الشكل والحجم، وارتفاع كل منهما 35 متراً. ولكل منهما شرفتان، وتتوج قمتهما قبة متوسطة الحجم ناصعة البياض. والمئذنتان تقعان في مؤخرة المسجد، واحدة في الناحية الجنوبية الشرقية، والثانية في الناحية الجنوبية الغربية، وبين هاتين المئذنتين عدد من القباب الكبار والصغار.
وفي الجدار الخارجي الغربي للمسجد 4 نوافذ كبيرة شبيهة بحدوة الفرس. وعندما نصعد عدداً من الدرجات ونتجه إلى اليسار، يصافحنا باب عتيق الهيئة، ضخم البنيان، مصنوع من الخشب، في الناحية الغربية من بيت الصلاة.
يقع بيت الصلاة في المدرسة بالناحية الشمالية منها، وتغطي مساحته الوسطى قبة شاهقة مترعة بالزخارف الملونة، ويكتنف مربع القبة من الناحيتين الشرقية والغربية جناحان، كل منهما مغطى بأربع قباب صغيرة، وترتكز القباب كلها على اثني عشر عقدا من العقود ذات المراكز الأربعة، بينما تنطلق هذه العقود من أربع دعامات ضخمة تتوسط بيت الصلاة.
مئذنتا الأشرفية شامختان في طراز معماري نادر كونتا مع قلعة القاهرة لوحة فريدة تجعل الزائر مغموراً بأنه أمام كنز ثمين.
شيدت المدرسة الأشرفية بمادتي الحجر والجص، وكانت تعد من أهم مراكز تعليم المذهب الشافعي، ويوجد في المدرسة مكتبة بها مجموعة من الكتب في كل الفنون.