أشرف المثنى / لا ميديا -
‏في زمن تأبطت فيه أمريكا شرا، وتولى فيه النظام السعودي كبره علينا، وحشروا من معهم من طغاة الأرض وشذاذ الآفاق، وتحولت أرضنا إلى كربلاء أخرى، وأيامنا كلها عاشورا.
أمام هذا الواقع تبقى هناك المواقف الحسينية، مترجمة ثبات الحسين وصولة العباس ووفاء زهير بن القين، ويتردد معها صرخات يوم العاشر، بحناجر مزمجرة يصل صداها كل أصقاع الأرض، رافعة شعار «هيهات منا الذلة”.
ومن هذه المواقف ما سطره شهيد الإعلام الحربي الشهيد حسين أحمد خماش خلوفة. «أبو تراب»، من أبناء صعدة /الظاهر.
يوم أن جمعته مهمته الإعلامية مع شقيقه يونس خلوفة الذي يقود مهمة الاقتحام في جبهة واحدة.
فحين بدأ وطيس المعركة آنذاك، واشتدت لظاها، وأخذ أب تراب يوثق ملحمتها الأسطورية، ويرى فيه بأس الله وقوته، ويشتد حماسه وهو يرى تقدمات المجاهدين، وهروب أذيال المرتزقة، ويرتفع معها هتافه «شردوا.. شردوا، ما هم إلا كراتين»، ويستمر التقدم، وتشتد الحرب ضراوة، وتسقط العديد من المواقع.
وفي لحظة من اللحظات وفي مشهد امتزج فيه الإيمان الصادق مع عظمة الموقف، وطغت فيه التضحية على حنين العاطفة، يرى الشهيد أبو تراب من خلال عدسته، بلوغ أرواح بعض العظماء إلى معراج الشهادة بعد كر وتنكيل، وفي لحظة خاطفة، وبعد صولة وجولة يرى أبو تراب شقيقه يونس يترجل ويلتحق بقافلة العشق الإلهي، ليسقط شهيدا وعيون أبي تراب توثق المشهد، وينادي معها بصوت الفرحة والحزن «يا الله، ذاك يونس أخوي استشهد.. يا الله.. يا الله.. يا الله يا رب تقبل منا.. يا رب خذ حتى ترضى”.
لينقل ملحمة من ملاحم كربلاء العصر، ومشهداً من مشاهد عاشورا لحسينيي هذا الزمن.
فسلام الله عليك أبا تراب وعلى أخيك وعلى كل الشهداء.
تلك اللحظة كانت مما وثقه شهيد الإعلام الحربي الشهيد أبو تراب، وما هي إلا غيض من فيض لما وثقه في عمليات «نصر من الله» و«البنيان المرصوص» وغيرها.
والحديث يطول.