أمنون لورد - صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية
كل الإشارات التي تلوح في الأفق تبين أن تطبيع السودان سيحصل، وأنه في غضون بضعة أيام سيوقع الاتفاق بين إسرائيل وإحدى الدول الأكبر والأهم في الشرق الأوسط: السودان.
السودان كان من أفظع أعداء إسرائيل، وما يجري إنجاز قاده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورعاه على مدى السنين.
هذا هو ثلاثي العقد: اثنان في الخليج وواحد في أفريقيا. السودان هو دولة محيط عربية كلاسيكية، مثل العراق، والتطبيع معها ليس لأنه سيدفع إسرائيل إلى الأمام، بل سيجعل إسرائيل دولة أساسا في الشرق الأوسط، وليس بالذات على خلفية المواجهة العربية الإيرانية، بل على خلفية قدرات إسرائيل في المجال الاقتصادي، التكنولوجي والتنمية والزراعة ومصادر المياه.
عندما تكون هناك ثورات سياسية حقيقية، يبدو أنها تجري من خلف ستار غبار الديماغوجيا الإعلامية ودعاية الشارع، محاولة متحققة لفرض تعتيم على معلومات هامة وتاريخية. ولكن هذا أفضل، ومع الشد على الأسنان وفي ظل مواجهة كورونا والمعارضة المجنونة.
السودان، الذي يوشك على التطبيع معنا، هو دولة ضخمة في مسيرة تغيير الهوية، وعليه يصبح دولة عربية أقل وأفريقية أكثر.
السودان، لم يكن جاهزا للاتفاق مع إسرائيل بضغط أمريكي، ووافقت واشنطن على نهجهم، وأوضحوا أنه سيتم إخراج السودان من قائمة دول الإرهاب، على أن يتم التطبيع مع إسرائيل، في الوقت المناسب للخرطوم.
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وخلال عودته من زيارة سابقة لواشنطن مطلع 2020، توقف لعقد لقاء مع رئيس السودان عبد الفتاح البرهان في السودان.
لا يزال يوجد تخوف لسيناريو من جهة موريتانيا، دولة الصحراء التي كانت لإسرائيل معها علاقات الى أن وقع فجأة انقلاب.
السودان لم يستقر بعد الانعطافة التي طرأت عليه قبل نحو تسع سنوات، ولكن يحتمل أن إسرائيل بالذات ستصبح عامل استقرار في دورها كملكة المياه في الشرق الأوسط.
وعلى إسرائيل عدم التدخل في النزاع المحتدم حول سد النهضة، حيث يوجد السودان في الوسط بين إثيوبيا ومصر.
"عربي 21"
23 أكتوبر/ تشرين أول 2020
المصدر موقع ( لا ) الإخباري