حاوره: مالك الشعراني / لا ميديا -

بدأت نجوميته في 2009، وبسرعة الصاروخ، نافس على لقب هداف الدوري في موسم 2012 برصيد 14 هدفاً مع فريقه العاصمي شعب صنعاء. إنه النجم الخلوق والمهاجم السابق علي عبدالكريم البعداني. ونتيجة لمستواه المدهش وبروزه الملفت للأنظار، أحبته الجماهير، وتوقع واستبشر الفنيون والمحللون والمتابعون الرياضيون بولادة نجم ومشروع هداف جديد، سيكون خليفة للنجوم الهدافين السابقين، ولكن لم يمض على ذلك سوى موسمين تقريباً وتوقفت تلك الأمنيات والتوقعات بتوقف قدمي اللاعب نفسه عن الركض بالكرة وهز الشباك.
 في الحوار التالي يكشف البعداني ولأول مرة عن أسباب بروزه السريع وأسرار اختفائه ووجهته الجديدة مع معشوقة وساحرة الملايين كرة القدم.
 نرحب بك كابتن علي ضيفاً عزيزاً على صفحات الملحق الرياضي لصحيفة "لا"!
- أهلا وسهلاً بك وبجميع متابعي ملحق صحيفة "لا".

بداية أهلاوية ونهاية شعباوية
 كيف بدأت نشاطك ومشوارك مع كرة القدم؟
- بدايتي مثل كل لاعب كرة قدم من الحارة، ثم إلى المدرسة، ثم التحقت ببراعم نادي أهلي صنعاء، ولم أستمر كثيراً في الإمبراطور، فانتقلت إلى نادي شعب صنعاء.
 لماذا انتقلت من النادي الأهلي إلى شعب صنعاء؟ ولماذا فضلته على غيره من الأندية الصنعانية؟
- بسبب دارستي وقرب نادي شعب صنعاء من سكني ومن المدرسة التي أدرس فيها. أيضاً كان هناك أكثر من لاعب في الحي يلعبون في صفوف الفتيان، مما سهل التحاقي بنادي الشعب.
 أين يتواجد الكابتن علي البعداني الآن؟
- أنا متواجد منذ سنوات في السعودية وأعمل في مجال التدريب.

أسباب النهاية المبكرة
 ظهورك وبروزك كان سريعاً مع فريقك شعب صنعاء، خصوصاً في موسم 2012، لكنك اختفيت بعد ذلك الموسم، لتظهر في 2015 وتخوض تجربة احترافية خارجية مع نادي الشعلة السعودي، ثم اتجهت للتدريب في إحدى الأكاديميات هناك، كيف حدث ذلك؟ وما سر تنقلاتك من محطة إلى أخرى بتلك السرعة؟
- بداية ظهوري كان في 2009، وكنت في كل موسم أنافس على لقب هداف دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، واختفائي كان بسبب الإصابات المتكررة التي لحقت بي، وبعد تماثلي للشفاء خضت تجربة احترافية مع نادي الشعلة السعودي، كانت تجربة ممتازة، لكن الظروف وإصابتي مجدداً منعتني من مواصلة اللعب، وأصدقائي اللاعبون القريبون مني يعرفون ذلك.
 وبالنسبة لاتجاهي إلى مجال التدريب، فقد دفع بي أحد الأصدقاء وشجعني على الانخراط في مجال التدريب، فأعجبتني الفكرة، وعملت على تطوير نفسي بدنياً وعلمياً، والحمد لله حصلت على الرخصة الآسيوية C، وحالياً رشحني الاتحاد السعودي لنيل الرخصة الآسيوية B، ومازالت أطمح لتطوير قدارتي الفنية أكثر، وهدفي من ذلك هو خدمة الوطن وكرة القدم اليمنية.
 أعتقد أن الإصابة ليست السبب الرئيسي في انهاء مسيرتك المبكرة، وأن هناك أسباباً أخرى قد لا تريد الإفصاح عنها؟
- نعم، الوضع الذي يعيشه اللاعب اليمني لا يساعده على الإبداع. أيضاً الإصابات المتكررة بالفعل أوقفت مسلسل بروزي وتألقي.

عاندنا الحظ كثيراً 
 هبوط فريقك الصنعاني المتكرر إلى دوري الثانية، ورغم امتلاك الفتيان لمشروع استثماري جيد ووجود كوكبة من ألمع النجوم، إلا أن حكايته حكاية وله مسلسل طويل مع الهبوط والصعود، ما الأسباب الحقيقية وراء ذلك من وجهة نظرك؟
 - الأسباب كثيرة، منها: عدم وجود استقرار فني، وعدم دعم الفريق مادياً ومعنوياً، وكذلك عشوائية اختيار اللاعبين المحترفين في بعض المواسم، بالإضافة إلى أن الحظ كان يعاندنا، خاصة في المواسم التي نقدم فيها مستوى جيد.
 أطلعنا على مشاركاتك القصيرة مع المنتخبات الوطنية، ولماذا لم تبرز موهبتك في مباريات المنتخبات مثلما برزت في مباريات الدوري؟
- لعبت لمنتخب الشباب الوطني في تصفيات النيبال، وشاركت مع المنتخب الأولمبي في تصفيات أستراليا المؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012، وتأهلت مع منتخب تحت سن 22 عاماً إلى نهائيات كأس آسيا التي أُقيمت في عُمان، أيضاً استدعيت لمعسكر المنتخب الأول، استعداداً لتصفيات كأس العالم 2014.

سلبيات الكرة اليمنية
 ما أبرز السلبيات التي تعيق تطور اللاعب اليمني؟
- كما حدثتك سابقاً، البيئة نفسها التي يعشها اللاعب اليمني لا تساعده على تطوير قدراته ومهاراته، وعدم وجود الدعم المادي والمعنوي الكافي، وكذلك عدم وجود دوري قوي.

 الكرة اليمنية في تذبذب مستمر، هل بالإمكان أن نكون في مستوى أفضل؟ ومن يتحمل مسؤولية تأخرنا كروياً؟
- كل مسؤول له سلطة، يتحمل مسؤولية تراجع كرتنا في الفترة الماضية. ولكن في السنوات الأخيرة أرى أن الحرب هي السبب، وبالتالي من الطبيعي أن نصل إلى هذا الوضع وإلى هذا المستوى، وحالياً من الصعوبة أن يتطور مستوانا، نحتاج بعض الوقت لترتيب أوضاعنا الرياضية.
 حصلت على دورة تدريبية وشهادة C في التدريب العام الماضي، هل لناديك أو لاتحاد الكرة بصمة في ذلك؟ وكيف تقيم تواصل واهتمام الأخير بك وباللاعبين الدوليين السابقين؟ 
 - حصلت على أكثر من عشر دورات تدريبية معتمدة من الاتحادين السعودي والآسيوي، وكلها على حسابي الخاص. أتمنى من رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم وقيادة الاتحاد الوقوف مع الكوادر والمدربين الشاب، وأعدهم أنهم سيكون لهم شأن وبصمة في تطوير الكرة اليمنية.

بالتوفيق لمنتخباتنا
 ثلاثة منتخبات وطنية (ناشئين، شباب، أول) ستخوض في الأشهر القادمة نهائيات كأس آسيا والتصفيات المزدوجة لكأس آسيا 2023 ومونديال 2022، قراءتك وتوقعاتك الفنية لمنتخباتنا في هذه الاستحقاقات المهمة؟ 
- أتمنى التوفيق لجميع المنتخبات رغم الظروف الصعبة التي يمرون فيها، وأتوقع وأملنا في منتخبي الناشئين والشباب كما عودونا أن يقدموا مستوى مشرفاً ويرفعون رأس كل يمني في الداخل والخارج، وأتمنى أن يفوز المنتخب الأول في المباراتين القادمتين ويتأهل إلى نهائيات كأس آسيا، نحن سند لجميع لاعبي المنتخبات الوطنية في كل الظروف وأتمنى لهم التوفيق.
 ما هي طموحاتك؟ وهل تنوي العودة إلى الوطن وتدريب فرق أحد الأندية؟
- طموحي الوصول إلى مركز متقدم في التدريب. وحالياً كل تفكيري في تأهيل نفسي والحصول على دورات تدريبية وشهادات عليا، وبعد ذلك لا بد من الرجوع إلى أرض الوطن وخدمة الأندية والكرة اليمنية.
 كابتن علي، يبدو أن الوقت حان لإنهاء هذا الحوار، هل لديك كلمة تود قولها؟
- أشكرك أخي، وأشكر القائمين على صحيفتكم، أسعدتني هذه المقابلة، حقاً كانت مقابلة رائعة، أتمنى من الجميع الوقوف بجانبي بكلمة أو بأي شيء يحفزني ويمنحني طاقة إيجابية أكثر.