حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -

بطل من الوزن الثقيل. التحق برياضة رفع الأثقال منذ سن مبكرة، ليحمل اللعبة على كاهله لاعباً ومدرباً.
حقق الكثير من الألقاب داخل وخارج بلده. أسس أشهر أندية بلاده في هذا المجال، ففي ضيعة سلحب (ضيعة الشهداء والأبطال) الضيعة الواقعة على أطراف ريف محافظة حماة قام بتأسيس نادي سلحب الرياضي لرفع الأثقال، الذي ما يزال معلماً رئيسياً ومصنعاً لنجوم ونجمات اللعبة، وخزينة غنية بألوان المجد القادمة ذهباً وفضة وبرونزاً، من الداخل السوري ومن مختلف قارات العالم.
على الدوام يشار بالبنان إلى هذا الرجل الممتلئ بالعزيمة والإصرار والتحدي. إنه صانع نجوم الأثقال السورية ورب عائلة الأبطال الذين حققوا لوطنهم النصر.
ملحق "لا الرياضي" التقى البطل والمدرب السوري العالمي في رياضة رفع الأثقال البطل الحديدي محمد رشة، الذي فتح قلبه وسرد العديد من محطات مشواره الرياضي، وقصة كفاحه وعشقه وآماله مع أبنائه النجوم في لعبة أكسبت سورية الذهب في مختلف محافل العالم.


في البداية دعنا نرحب بك في الملحق الرياضي لصحيفة "لا"!
- مرحبا بك وبصحيفتكم وكامل محبتي لشعب اليمن.
 هلا تطلع الجمهور الرياضي والمتابعين على بداية قصتك مع رياضة رفع الأثقال؟ وبمن تأثرت؟ ومن شجعك على اختيارها؟
- بدأت التدريب برفع الأثقال في غرفة في منزلنا عام 1980. وشجعني زملائي، لأنني كنت أمتلك قوة وتصميماً وإرادة تختلف عن بقية زملائي. وتأثرت ببطلنا القاري طلال نجار.

نقطة الانطلاق
 ما هي أول بطولة حققتها؟ وكيف كان أثرها على مسيرتك مع اللعبة؟ وما هي البطولة الأغلى على قلبك؟
- انطلاقتي الأولى كانت في بطولة محافظة حماة، عام 1982، وكانت هي نقطة انطلاقي للمشاركة في البطولات، وأحرزت المركز الأول، ومنها تشجعت وشجعت بقية زملائي على ممارسة هذه اللعبة.
والبطولة الأغلى على قلبي بطولة الجمهورية عام 1986 في محافظة حمص، لأنني خلال تلك الفترة كنت أتابع دراستي في معهد التربية الرياضية في حمص.

تميز تدريبي
 حصلت على درجة الامتياز في دبلوم علم الأثقال في إحدى الجامعات الألمانية، وهذا شيء نادر لمتخصصي اللعبة في المنطقة العربية. هلا تشرح لنا كيف جرى معك الأمر؟
- أحرزت المركز الأول في تخصص علم التدريب لرفع الأثقال، وقد نلت العلامة التامة 1/1، يعني عشرة على عشرة. الدورة استمرت 6 أشهر، وكنا فقط 8 أشخاص من كل الوطن العربي. والحمد لله حصلت على هذه الشهادة بامتياز، نتيجة حبي وعشقي لهذه اللعبة، ولم أضيع دقيقة واحدة من وقتي هناك إلا وفيها فائدة أستغلها من أجل أن أكون من المميزين في هذه الدورة.


20 عاماً من الريادة
 بعد مسيرة زاخرة بالإنجازات المحلية والدولية اتجهت للتدريب، وكنت من أبرز من دربوا نادي سلحب ومنتخبات حماة والجيش وسورية... حدثنا عن هذه التجارب وأبرز الإنجازات التي حققتها كمدرب حتى اليوم!
- أنا أدرب في نادي سلحب الرياضي، وأدرب منتخبات حماة، وأدرب تجمع المنتخب الوطني لرفع الأثقال في سلحب الصفا، وأدرب منتخبات الجيش.
الإنجازات التي حققتها هي: المركز الأول على مستوى سورية لكل الفئات (أشبال، ناشئين، شباب، شبلات، ناشئات، شابات، سيدات) أكثر من عشرين عاماً ونحن في المراكز الأولى على مستوى الجمهورية بكل هذه الفئات، وفريق رجال الجيش الذي أشرف على تدريبه يحرز المركز الأول، وحماة تأتي بعد الجيش في الترتيب بالنسبة للرجال، وكذلك الأمر بالنسبة لفرق الناشئين وشباب الجيش.
وأفضل الإنجازات الدولية هي نيل فريق نادي سلحب المركز الأول في بطولة كأس الأندية الآسيوية، وسميت كأس القائد الخالد حافظ الأسد، في تاريخ 5/12/2007. وأحرزنا عشرات البطولات العربية والقارية، والمركز الثاني على مستوى العالم عن طريق اللاعب عهد جغيلي.

تأسيس نادي سلحب
 هلا تعطينا نبذة عن تأسيسك نادي سلحب لرفع الأثقال، هذا النادي الواقع في ضيعة سلحب في ريف حماة؟ وكيف جاءت الفكرة؟
- تأسس النادي عام 1993. في البدء قمت بإنشاء غرفتين بجانب منزلي، وخطر ببالي فكرة تأسيس النادي، لأننا نحن في قرية شبه جبلية ويوجد لدينا مجموعة من الشباب الذين يمتلكون البنية القوية والإرادة الصلبة، ولذلك قمنا بجمع الشباب الموهوبين، ومن هنا انطلقنا من الغرفتين، وكان ذلك بجهود شخصية، مع مساعدة الاتحاد الرياضي في محافظة حماة، الذي وفر لي الديسكان والحديد.
 كيف استطاع نادي سلحب بإمكانياته البسيطة أن يكون مصنعاً لنجوم اللعبة وخزينة غنية بالإنجازات الملونة، ليس على مستوى سورية، بل على مستوى المنطقة العربية والقارة الآسيوية والعالم؟
- بالصدق والصبر والاتكال على الله ومحبتنا لبعضنا البعض والالتزام بالتدريب، استطعنا تحقيق الإنجازات.


صناعة الأبطال
 من هم أبرز النجوم الذين خرجوا من تحت يدك أو أشرفت على تدريبهم؟
- الأسطورة الذهبية البطل عهد جغيلي، والبطل القاري محمد علي، والبطل القاري علي جديد، والبطل الآسيوي ليث الحكيم، والبطلة منى رشة، والبطلة ثريا صبح، والبطلة الآسيوية ماري جغيلي، والبطلة ميرنا حسن... وهنالك العشرات من الأبطال العرب والدورات الدولية.
 "رشة"، "جغيلي"، "ساعود"، 3 أسر من محافظة واحدة لمعت إبداعاتها في عالم لعبة رفع الأثقال. ما هو سر إبداع هذه الأسر؟
- نحن في هذه المنطقة نعتبر أنفسنا كلنا أسرة واحدة، وأغلب الخامات البدنية القوية كانت من هذه الأسر.

أسرة رياضية
 زوجتك، ختام ساعود، مدربة قديرة. وأبناؤك، علي ونغم وريما والطفلة نايا، حدثنا عنهم وعن إنجازاتهم في رياضة رفع الأثقال؟
- بالنسبة لزوجتي مدربة منتخبات حماة للشبلات والناشئات، ومدربة المراكز، ومدربة مركز تدريبي قاعدي معتمد من الاتحاد الرياضي العام، بالإضافة لذلك هي مدربة لياقة، وحكم لرفع الأثقال، وشاركت بـ3 لاعبات في الأولمبياد الوطني على مستوى سورية، وأحرزت اللاعبات الثلاث المركز الأول على مستوى الجمهورية.
ابني علي بطل على مستوى العرب وآسيا. وابنتي نغم بطلة عرب وغرب آسيا. وابنتي ريما بطلة عرب. وابنتي نايا تشارك مع البراعم في افتتاح بطولات الجمهورية.
 في آخر بطولات شاركت فيها ريما ونغم، حققت ريما 3 ذهبيات و3 فضيات في وزن 76 بالبطولة العربية في الأردن، وحققت نغم ذهبية وزن 53 كجم في بطولة غرب آسيا بالإمارات. ما الذي تتوقع أن تقدمه هاتان البطلتان مستقبلاً؟ وكيف هي استعداداتهما للظفر بالألقاب؟
- البطلتان نغم وريما على أتم الاستعداد للمشاركة في البطولات القادمة.
 لماذا توقفت إنجازات علي؟ وهل تعد نايا بطلة مستقبلية؟
- بالنسبة لإنجازات علي توقفت لأنه اتجه للتدريب، فهو ولدي الوحيد، لذلك يساعدني الآن في التدريب ويتابع دراسته الجامعية في مجال اللغة الإنكليزية. بالإضافة إلى أنه متزوج ولديه طفلان، وزوجته طالبة جامعية.
وبالنسبة لـ"نايا" يتم إعدادها ضمن منتخب الشبلات للبطولات القادمة.


جغيلي أسطورة
 بالمناسبة البطل السابق في رفع الأثقال عهد جغيلي كان من الأبطال الذين قدمتهم للعالمية وأحد الذين حققوا تحت إشرافك 56 ميدالية لسورية في البطولة العربية بالأردن أواخر العام الفائت. كيف ترى اليوم طريق هذا النجم؟
- بالنسبة للأسطورة عهد جغيلي كان هذا البطل متألقاً محلياً وعربياً وعالمياً، وسيكون متألقاً في تدريب المنتخب الوطني. عهد بدأ بتدريب المنتخب الوطني مطلع العام الماضي، وحقق اللاعبون الذين يدربهم إنجازات عربية وقارية ودولية، مثل اللاعبة ماري جغيلي التي أحرزت 6 ميداليات فضية في بطولة آسيا واللاعبة ميرنا حسن التي حققت 9 ميداليات برونزية في بطولة آسيا، بالإضافة إلى مجموعة من الأبطال الذين حققوا المراكز الأولى على المستوى العربي والدولي.

الإدارة الجديدة أفضل
 مؤخرا انتخبت إدارة جديدة للاتحاد السوري لرفع الأثقال. كيف تقيم الإدارة الجديدة؟ وماذا عن السابقة؟
- حقيقة، الإدارة الجديدة تضم أفضل الأبطال والخبرات الدولية. والإدارة القديمة كانت غير منصفة بالنسبة لحقوق اللاعبين.
 نجوم سوريون تتوقع لهم مستقبلاً زاهراً في رياضة رفع الأثقال؟
- من فئة الذكور البطل كامل الأسمر الملقب بـ"زادا سورية"، والبطل علي اسماعيل الملقب بـ"البلدوزر"، والاثنان فئة ناشئين.
وبالنسبة للإناث البطلة ماري جغيلي والبطلة ميرنا حسن.


قهرنا الحرب وكورونا
 كيف أثرت الحرب على سورية منذ 9 سنوات في رياضة رفع الأثقال خاصة، والرياضة السورية بشكل عام؟
- أثرت الحرب بشكل طفيف على أنشطة رفع الأثقال. نحن السوريين والحمد لله نمتلك الإيمان بالله والصبر على المعاناة. بالنسبة للتدريب قائم، لم نتعطل يوما على الإطلاق عن مزاولتها، في الحرب أو السلم أو الكورونا. نحن متابعون وجاهزون لتمثيل هذا البلد في كل الظروف، والدليل إحراز نادي سلحب أكثر من 55 ميدالية في البطولة العربية في الأردن في ديسمبر الماضي، وأكثر من 35 ميدالية في بطولة غرب آسيا التي أقيمت في إمارة دبي في فبراير الماضي، وأغلب هذه الميداليات كانت ذهبية.
 وماذا عن كورونا؟ هل أثرت هذه الجائحة على أجندتكم في المشاركات الوطنية والخارجية؟ وما هي المشاركات التي كانت تستعد لها الأثقال السورية؟
- تم توقيف المشاركات بالبطولات العربية والقارية والعالمية. أيضاً كنا نستعد للمشاركة ببطولة العالم في رومانيا، إلا أنها أرجئت بسبب جائحة كورونا.

مستقبل زاهر
 كيف ترى مستقبل اللعبة في سورية؟
- مستقبل اللعبة أراه مزدهراً بإذن الله، وستكون هناك قفزة نوعية للرياضة السورية بشكل عام، وللأثقال السورية بشكل خاص، والسبب وجود بطل عالمي، وأسطورة في السباحة، محب للرياضة ومحب للرياضيين، وهو الأستاذ فراس هاشم معلا، رئيساً للاتحاد الرياضي العام، أعلى سلطة رياضية في سوريا.
 هل نال الكابتن والتربوي الفاضل محمد رشة حقه من التكريم؟
- نعم، وكان أفضل تكريم لي هو لقائي بالسيد الرئيس بشار الأسد عام 2012 قبل سفرنا للمشاركة بأولمبياد لندن.
 ما هي اللحظة الأسعد في حياتك؟
- أسعد لحظة في حياتي هي لقائي بالسيد الرئيس بشار الأسد.
 وما هي الأسوأ؟
- أسوأ لحظة هي عدم إحراز بطلنا القاري عهد جغيلي الميدالية الذهبية، واكتفينا بالفضية في دورة ألعاب المتوسط في تركيا عام 2013.
 كيف يقضي الكابتن محمد رشة حياته اليومية؟
- أقضي أغلب حياتي اليومية في التمرين لمدة 11 ساعة، وكذلك أقوم بإعداد البرامج التدريبية.
 ما هي الرسالة التي توجهها عبر صحيفتنا لعشاق رياضة رفع الأثقال؟
- الابتعاد عن الغرور والسهر والتدخين والمنشطات، والالتزام بتعليمات وتوجيهات المدرب، وأن يتحلى عشاق رفع الأثقال بالأخلاق العالية، وأن يكونوا متواضعين وإنسانيين في تعاملهم.


 كلمة تختتم بها هذا اللقاء كابتن محمد؟
- شكرا لحضرتكم واهتمامكم بالأثقال السورية، وخاصة أثقال نادي سلحب الرياضي، وجزاكم الله عنا خيراً.

 بطاقــــة بطـــــل
- محمد إبراهيم رشة.
- مواليد 1967- حماة.
- متزوج من المدربة ختام ساعود ولديهما 4 أبناء، هم علي ونغم وريما ونايا.
- يحمل شهادة مدرب دولي وحائز على شهادة دبلوم من ألمانيا جامعة لايبزيغ بتقدير امتياز منذ عام 1994.
- مساعد مدرس تربية رياضية، مدرب وطني درجة أولى، وحكم وطني درجة أولى منذ عام 1988، رئيس اللجنة الفنية لرفع الأثقال في محافظة حماة.