امتحانات الشهادة العامة 2020... تكميم وتظليل
- تم النشر بواسطة بشرى الغيلي/ لا ميديا

بشرى الغيلي / لا ميديا -
تميزت امتحانات الشهادة العامة (الأساسية والثانوية) هذا العام بكونها جاءت في ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة للوقاية من جائحةِ "كورونا" التي اجتاحت العالم، كما أنها جاءت عقب توقف الدراسة خلال الشهور الأخيرة من العام الدراسي الجاري، مما جعل الكثير يتخوفون من احتمالية فشل العملية الامتحانية ومدى الاستعدادات التي اتخذتها الجهات المعنية للوصول بها إلى بر الأمان.. وفي هذا الإطار اعتمدت وزارة التربية والتعليم طريقة جديدة للامتحانات تراعي الظروف التي مر بها الطلاب. كما أن الوزارة أعدت جميع طواقمها العاملة في الميدان ممثلة بمكاتبها على مستوى كل مديرية في اليمن، لإنجاح العملية الامتحانية، حيث نفذت -قبل فترة الامتحانات- دورات مكثفة حول كيفية تسيير العملية الامتحانية، وذلك لقطاع المراقبين والمراقبات، ومدراء المراكز الامتحانية والطلاب والطالبات، ورافق تلك الاستعدادات الاهتمام بحضور الجانب الصحي ليجري الطلاب امتحاناتهم بأمانٍ واطمئنان.. "لا" نزلت ميدانيا إلى مديرية الثورة بأمانة العاصمة واطلعت على سير العملية الامتحانية عن كثب، ونقلت صورة الوضع من الميدان للقارئ الكريم ضمن السياق التالي.
انضباط
عصام الخالد، مدير منطقة الثورة التعليمية بأمانة العاصمة، تحدث لصحيفة "لا" عن الاستعدادات والإجراءات المتخذة، سواء المرافقة لامتحانات الشهادة العامة (الأساسية والثانوية) أم قبل البدء بها، قائلا: "الامتحانات هي حصيلة عام دراسي كامل، ولذلك فإن وزارة التربية بكل مكاتبها التنفيذية، سواءً مكاتب التربية في المحافظات، أم مكاتب التربية في المديريات، تستنفر كل جهد من أجل تحقيق أعلى درجات الانضباط في امتحانات شهادتي الثانوية العامة والأساسية".
وأضاف: "تم استنفار جهود العاملين وتهيئة الجو العام، سواءً المعلمين والملاحظين، أم من حيث اختيار رؤساء المراكز ممن لديهم الخبرة الكافية في كيفية التعامل مع الطلاب والطالبات أثناء تأديةِ الامتحانات".
سهولة الطريقة الجديدة
زهراء منيف السقاف، من ذوي الاحتياجات الخاصة، طالبة ثانوية عامة، اقتربنا منها بعد أن تم قراءة الأسئلة (مادة اللغة الإنجليزية) عليها من قبل الملاحظِة، وسألناها عن طريقة الأسئلة الجديدة المتبعة هذا العام، فقالت: "أسئلة الطريقة الجديدة يحلها الطالب المذاكر والشاطر، وبطبيعة الحال القطعة تكون من خارج المنهج لكنها سهلة جدا في حال تم مذاكرة جميع قواعد اللغة في السنين الماضية".
توجيهات بقبول طلاب "الأهلية" دون أرقام جلوس
وحول ما تقوم به بعض المدارس الأهلية من بيع بطاقات أرقام الجلوس لطلابها، بمقابل يصل في بعضها إلى 25 ألف ريال، رغم توجيهات الوزارة بأن توزع أرقام الجلوس مجاناً. وعن صحة ما تم تداوله أوضح عصام الخالد قائلا: "أود توضيح شيء مهم جدا، في البداية ليس هناك حاجة اسمها 25 ألف ريال قيمة رقم جلوس، وإنما هي رسوم متبقية على الطلاب، وقد تكون 20 ألف، 100 ألفاً، 50 ألفاً... إلخ، فتقوم بعض المدارس بربط الطالب برقم الجلوس لكي يستكمل الرسوم الدراسية لديه، ومع ذلك تجاوزنا هذه المسألة وأبلغنا جميع المدارس الأهلية بعدم حجز أرقام جلوس الطلاب من أجل بقية الرسوم المتبقية لديهم".
واستطرد الخالد: "وجدنا أن بعض المدارس الأهلية لم تتجاوب مع هذا التوجيه، فأبلغنا بحسب توجيهات الوزارة ومكاتب التربية كل رؤساء المراكز الامتحانية بقبول طلاب المدارس الأهلية بدون أرقام جلوس، نظرا لحجزها من مدارسهم، والدخول بالبطاقات الشخصية الموجودة بالمركز الامتحاني".
تهيئة المراكز الامتحانية صحيا
في هذا العام أشياء كثيرة استجدت أثناء تأدية الامتحانات النهائية، منها حضور الجانب الصحي، حيث تم التنسيق بين كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف، من أجل تهيئة الأجواء الصحية في المراكز الامتحانية لإجراء الامتحانات في أجواء آمنة. يقول عصام الخالد: "تم توفير أجهزة الفحص الحراري، والمعقمات، والكمامات، فيدخل الطالب قاعةِ الامتحان وهو مجهز بالكامل، وهذا كسلوك يومي أمام بوابة كل مركز امتحاني. كما تم إخضاع القاعات الامتحانية لطريقة التباعد الاجتماعي، فقد كانت قاعة الامتحان في السابق تضم حوالي 25 ـ 30 طالباً، أما اليوم فقد تم تقليص العدد إلى 15 طالبا فقط وتخفيف الازدحام حتى نوفر الحماية الداخلية للطلاب".
وعن الجانب الصحي تحدثت أيضاً هاجر جحاف، مشرفة صحية في المركز الامتحاني "اليمن السعيد" بالقول: "قمنا بنزول ميداني للتوعية قبل الامتحانات وأثناء فترة الامتحانات رغم التخوف الذي سبقها".
وختمت حديثها: "فبمجرد دخول الطالبة نقوم بتعقيم اليدين، وقياس الحرارة، وإعطائها كمامة لتؤدي امتحانها في بيئةٍ صحية مهيأة لذلك، وهذا كله نتيجة عمل مشترك بين المشرف الصحي ومندوب الهلال الأحمر".
صرف الحوافز
لطفية محمد غلاّب، مديرة المركز الامتحاني "اليمن السعيد" ومديرة مدرسة فاطمة الزهراء، تحدثت عن الاستعدادات التي كانت قبل بدء الامتحانات وبعض الصعوبات التي تم تجاوزها، قائلة: "بدأنا في الامتحانات بداية مرتبة ومنظمة جدا، كل مدير مركز توجه إلى مركزه، وذلك لا يخلو من الصعوبات التي رافقت ذلك، مثـــــــــل: بُعــد المركز الامتحانـي عـــن الطالبــات، وعــــن المعلمات، لأنهن من مدارس بعيدة ويجمعهن مركز امتحاني واحد (مركز اليمن السعيد)، فكان هذا من المعوقات. كذلك الملاحظِات (المراقبات) من مدرسة يحتجن لمواصلتين (باصين) لأنه بعيد من الزهراء إلى هنا، غير المشي الفرعي. ومع انقطاع المرتبات كنا نتمنى صرف الحوافز قبل الامتحانات، رغم أنها شيء بسيط ورمزي، لكي نتمكن من التنقل بسلاسة وسهولة، والحمد لله تم صرفها بعد ذلك وإن تأخرت قليلا".
امتحانات بأسلوب الأتمتة إلكترونياً
من الأشياء المستحدثة في الامتحانات طريقة الأسئلة والتي أيضا تم الاستعداد لها من قبل مكاتب التربية والتعليم بتدريب خاص للمعلمات والطالبات لكلا المرحلتين (الأساسية والثانوية). عن طريقة الأسئلة وكيفية الحل، تقول غلّاب: "رغم التخوف من ذلك إلا أنه ولله الحمد تم تقبل ذلك واستيعابه، رغم أن هذه الطريقة الجديدة يتم اعتمادها في الامتحانات لأول مرة ".
إيجابية وتميز
ظفران المقري، رئيس قسم الإعلام التربوي والقناة التعليمية بمديرية الثورة، وكجانب إعلامي، تحدث قائلا: "تميزت امتحانات هذا العام بالكثير من الإيجابية عن باقي الأعوام السابقة، أبرزها: الطريقة الجديدة (الأتمتة)، والتوزيع الرائع والمنظم للطلاب والطالبات، والوعي الصحي المصاحب لذلك، فالظروف الاستثنائية هذا العام تعتبر تحدياً ورهاناً لإنجاح الامتحانات بالشكل المطلوب".
بُعد المسافات
ملوك العماد، من كنترول مدرسة صفية بنت عبدالمطلب، لم تبتعد كثيرا في رأيهــا حــــول الاستعدادات عن الآراء السابقة، وهي استعدادات ترى أنها "من ثمار الجهود التي بذلت من أجل إنجاح العملية التعليمة المتوجة بالامتحانات والتي تميزت عن غيرها من الأعوام وكان لها طابع مختلف".
جميع الآراء التي تحدثت عن الأجواء التي تجرى فيها الامتحانات وحجم الاستعدادات التي اتخذت لإنجاحها عكست وعيا كبيرا لدى الجميع، سواءً القائمين على العملية التعليمية، أم الطلاب. ورغم تخوّف الآباء من الوضع الصحي، إلا أن الجهود تضافرت من التربية والصحة والتزم الجميع بتهيئةِ الظروف الآمنة، فقط معضلة واحدة وهي بُعد المراكز عن مواقعها مما سبب قليلا من التوتر في عدم الحضور بالوقتِ المتاح، وهي نقطة نأمل تفاديها مستقبلا من قبل الوزارة التي أثبتت جدارة كبيرة في التنظيم والتجهيز.
المصدر بشرى الغيلي/ لا ميديا