حاورهما: طلال سفيان / لا ميديا -

نجمتان تبزغان بقوة في سماء الرياضة اليمنية. تجمعهما صداقة وثيقة وحب وشغف في لعبة الكاراتيه.
على الرغم من الفترة البسيطة لهاتين النجمتين على بساط الكاتا إلا أنهما كانتا على القمة من خلال إدائهما واتقانهما للعبة بشكل يثير الدهشة والإعجاب؛ ولم لا طالما هذا الإبداع يصبغ على يد أشهر مدربي الكاراتيه في اليمن؟!
ليلى وملاذ في لقاء خارج البساط تبوحان فيه لملحق "لا الرياضي" عن آلامهما وآمالهما وتطلعاتهما لغد أكثر إشراقاً.
 هلا تعرفاننا عن نفسيكما؟
- ليلى عبدالله علي عبدالرحمن المصباحي، السن 14 سنة، أدرس في الصف التاسع أساسي.
- ملاذ محمد حسن الجماعي، السن 14 سنة، انتقلت لصف تاسع أساسي.
 كيف كانت بدايتكما مع لعبة الكاراتيه؟
- ليلى: قبل 3 سنوات وبعد انتهائي من اختبارات الصف السادس، وأثناء الإجازة سجلني أبي وأمي في معهد صنعاء للكاراتيه من أجل التقوية والدفاع عن النفس. ومع المدرب عدنان الريمي وتشجيع والديَّ تطورت وتقدمت مهاراتي في الكاراتيه.
- ملاذ: بعد إكمالي اختبارات صف سادس أساسي كنت أبحث عن معهد للألعاب القتالية، وكان ابن الكابتن عدنان يدرس مع والدتي كمبيوتر في جامعة الرازي، وعندما سألته والدتي عن مركز للألعاب القتالية أخذنا للتعرف على معهد صنعاء، والحمد لله أعجبنا المعهد وبدأت أمارس موهبتي وترقيت من حزام إلى حزام ووصلت إلى ما أنا فيه اليوم.

حب الفنون القتالية
 لماذا اخترتما الكاراتيه دون غيرها من الرياضات الأخرى؟
- ليلى: بصراحة اللعبة أعجبتني ولقيت تشجيعاً كبيراً واهتماماً من الكابتن عدنان، وهذا ما جعلني أحب هذه الرياضة.
- ملاذ: منذ صغري وأنا أحب الفنون القتالية وكنت دائماً أتساءل: لماذا نحن البنات لا يوجد من يطور لنا مواهبنا الرياضية؟! ولماذا القتال فقط مخصص للأولاد؟! الكاراتيه كانت تناسب مواهبي، بالإضافة إلى الخلفية التي كانت عندي من قبل عن هذه الرياضة.

تشجيع كبير
 من شجعكما أكثر في ممارسة هوايتكما؟
- ليلى: والدي ووالدتي وشقيقي وسام.
- ملاذ: والدي ووالدتي وأعمامي وجدي وجدتي.
 ليلى، كيف تعامل معك المقربون بعد معرفتهم أنك أصبحت لاعبة كاراتيه؟
- الكثير شجعوني وطلبوا مني أكمل ما اخترته. صديقاتي يطلبن أن يشاهدنني أؤدي حركات كاراتيه أمامهن، ومدرساتي يطلبن مني أن أشارك في أداء عروض الكاراتيه في احتفالات المدرسة... أحياناً أخجل وأرفض والكثير من الأحيان أتشجع وأوافق.

نظرة قاصرة
 ملاذ، كيف وجدت نظرة المجتمع تجاهك كفتاة تمارس لعبة خشنة؟ وهل تعرضت لمضايقات؟
- طبعاً نظرة المجتمع مازالت قاصرة تجاه رياضة المرأة، ونادراً ما تجد بعض الناس متفهمين لرياضة الأنثى وأنه يحق للبنت أن تتقوى وتحسن مواهبها القتالية، ومن الضروري أن تكون البنت قوية وقادرة على الدفاع عن نفسها. أنا كنت في بعض الأحيان أتعرض لبعض المضايقات، لكن كان أهلي واقفين بقوة مع قراري واختياري، وهذا ساعدني على تجاوز كل الإشكاليات، وساهم في مواصلتي مشوار اللعبة التي أحبها، وتعودت صديقاتي على الأمر وبدأن يشجعنني.
 ما هي الأحزمة التي حصلتما عليها؟
- ليلى: الحزام الأزرق.
- ملاذ: بفضل الله وصلت اليوم للحزام البني.

سنواصل مشوار الكاراتيه
 ما هو طموحكما مستقبلاً؟
- ليلى: إن شاء الله أواصل الكاراتيه وأطمح لأن أكون طبيبة قلب.
- ملاذ: بعون الله أواصل مشواري في رياضة الكاراتيه، وعندي هوايات أخرى كالرسم والخط والتصوير، وإن شاء الله أكمل دراستي وأتخصص في الطب البشري.
 هل شاركتما في بطولات محلية أو خارجية؟
- ليلى: لا، لم أشارك في اي بطولات رسمية حتى الآن، واقتصرت مشاركتي فقط على البطولات التي ينظمها معهدنا مع المراكز الأخرى. كما شاركت في بطولة مصغرة لمراكز الألعاب القتالية في مدينة ذمار، وهناك شاركت في نزالات مع لاعبين أكبر مني بعد أن طلب مني الكابتن المشاركة في وزن 50 كجم وأنا وزني 40، والحمد لله فزت وحققت المركز الأول.
- ملاذ: لا، لم يسبق أن شاركت في بطولات، فعندما كان ينظم معهدنا بطولات داخلية كنت أغيب عنها، إما بسبب مرض وإما بسبب السفر.
 لاعبو كاراتيه لفتوا أنظاركما؟
- ليلى: طبعاً لفت نظري صديقتي ملاذ وأخي وسام.
- ملاذ: صديقتي ليلى، وكذلك هند وهديل ابنتا الكابتن عدنان.

طموحات عالمية
 هل تتمنيان المشاركة في بطولات للكاراتيه وتشريف اليمن؟
- ليلى: نعم أطمح للمشاركة في بطولات الكاراتيه، وأتمنى بالذات المشاركة في بطولة عالمية.
- ملاذ: أطمح لتحقيق الكثير من الإنجازات في الكاراتيه والوصول طبعاً للعالمية.
 من هو مثلكما الأعلى؟
- ليلى: الكابتن عدنان الريمي مدربي.
- ملاذ: أنا أيضاً الكابتن عدنان، وفي الحياة والدي ووالدتي اللذان يوجهانني دوماً للخيار الصحيح.
 ليلى، ماذا لو جمعتك إحدى المواجهات مع ملاذ؟
- دائما ألعب مع ملاذ في نطاق التدريبات، لكن لا أتمنى أن أواجهها في بطولة ذات يوم، حتى لا أصيبها وتزعل مني.
 وماذا عنك ملاذ؟
- نحن في المستوى نفسه ونفهم حركات بعض، لكن لا أتمنى أن يجمعني نزال أمام ليلى حتى لا أصيبها، وعندما يكون إنسان قريباً من قلبك تخاف أن تؤذيه وتفضل أن يفوز عليك.

فيديو استعراضي
 ظهرتما مؤخراً بفيديو تؤديان فيه بعض مهاراتكما في الكاراتيه؟
- نعم، كان عبارة عن استعراض في الفنون القتالية، ولم يكن موصلاً للضربات، حتى قواعد اللعبة وقواعد البطولات هي تتش ولا تكون فيها الضربات بقوة، وإذا وصلتها قوية تكون خطأ عليك.
 ليلى، هل من رسالة تودين أن توصليها؟
- نعم، أشكر بابا وماما وأخي وسام وخالاتي وكل أهلي. كما أشكر الكابتن عدنان وابنتيه هديل وهند.
 ملاذ، ما هي الكلمة الأخيرة لك في هذا اللقاء؟ ولمن توجهيها؟
- أوجهها أولاً لمجتمعنا: طوروا مواهب الفتيات في اليمن، لأننا نواجه مشاكل في اختلاف الثقافات. مع احترامي للكل لا بد من العمل على تطوير وتنمية مهارات الفتيات وتشجيعهن حتى يبدعن في المجالات التي يحببنها، ولا بد أن يتلقين الدعم من الأهل نفسياً ومادياً ومعنوياً، فالبنت لها شعور وحقوق مثلها مثل الولد، وهي معرضة للخطر وتحتاج للوقوف معها لتعزيز ثقتها بنفسها والتدرب للدفاع عن نفسها. كما أشكر ماما وبابا من كل قلبي لأنهما أدخلاني هذا المجال الذي أحبه. وأشكر مدربي الكابتن عدنان وأشكر كل من دعمني وشجعني وحسن من مهاراتي.