حاوره: حسن العنس / لا ميديا -

مدرب يحقق النجاح بشكل مثير. يمتلك كاريزما خاصة في التعامل وتحقيق الصعاب.
ما يقارب العام خاض محمد النفيعي مع فتيان اليمن الصغار غمار التصفيات الآسيوية وحقق الصعود إلى النهائيات.
كان المنتخب الناشئ يومها لافتاً للنظر، واستحق بكل جدارة أن يخطف قلوب اليمنيين بأدائه البطولي.
تأهلت اليمن إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين (تحت 16 سنة) وعاد المنتخب الفتي إلى دياره محمولاً على الأكتاف. وتوقفت بعدها العجلة عن الدوران بسبب جائحة كورونا.. مازالت الأسئلة تتدفق على الملعب.
إلى أين سنمضي على خط القارة الصفراء؟!
ملحق "لا الرياضي" حاور المدرب الهمام محمد النفيعي، مدرب منتخبنا الوطني للناشئين، وطرح الرجل النقاط على الحروف.

برنامج تدريبي احترازي
 أمامكم مهمة وطنية، هي النهائيات الآسيوية في البحرين خلال أكتوبر القادم، ما هي آخر التطورات بالنسبة لمنتخبنا الصغير؟!
- كما تعلم أن الرياضة متوقفة في بلادنا وفي بقية بلاد العالم بسبب وباء فيروس كورونا، الذي نسأل من الله أن يجيرنا ويجير شعبنا وبلادنا منه. بعد تأهلنا إلى نهائيات كأس آسيا للناشئين حرصنا على إعداد اللاعبين. بالنسبة للاعبي منتخبنا وبعد أن تأهلنا في التصفيات التمهيدية من قطر، أنا متواصل مع كل اللاعبين في المنتخب، بسبب توقف الرياضة بلادنا، وبحيث لا يؤثر على مستويات كل لاعب، أنشأنا "جروب" لجميع اللاعبين، ووضعت فكرة ومبادرة شخصية مني ومن بقية أعضاء الجهاز الفني لدينا، وأنزلنا برنامجاً أسبوعياً تدريبياً عاماً فردياً، حتى يطبقه كل لاعب في محافظته، مع اتباع طرق الوقاية من فيروس كورونا أثناء الاستعداد والتدريب العام. تجاوب معي كل اللاعبين وبدؤوا تطبيقه والعمل به كمرحلة أولى. وحرصاً منا على البرنامج التدريبي، سنصل باللاعبين إلى جاهزية لا بأس بها، بحيث نبدأ بتجميعهم لاحقاً لنبدأ من مرحلة الصفر للدخول في مرحلة الإعداد الخاص للاعبين.

البعض قد لا يواصل المشوار
 على أعتاب موعد انطلاق النهائيات الآسيوية، ما هي أبرز المعوقات التي تواجهكم؟
- هناك معوقات كثيرة تواجهنا، أبرزها كما تعلم أن النشاط الرياضي متوقف، ليس لدينا فحسب، بل في جميع دول العالم. وأكثر ما يعيق المنتخب هو عدم استطاعتنا تجميع اللاعبين في معسكر، وخاصة أن منتخب الناشئين خاضع للفحص المتواصل لمعرفة مدى تجاوز بعض اللاعبين للسن المحددة من قبل الاتحاد الآسيوي منذ البداية. وبعد مشاركتنا التمهيدية وتأهلنا سنرى ما إذا كان بعض اللاعبين سيواصلون معنا بعد أن نجري الفحوصات الخاصة بالعظام.
 سمعنا أن هناك بعض التغييرات التي ستجرى باستبعاد بعض اللاعبين من منتخب الناشئين، هل هذا صحيح؟!
- لم نصرح بأي استبعاد لأي لاعب لدينا. وإجابتي على هذا السؤال هي كما أسلفت: منتخب الناشئين في أي دولة في العالم منتخب يخضع للفحوصات المتواصلة، يعني مطلوب أعمار رسمية لا يمكن أن نتجاوزها. والحمد لله منذ أن شاركنا وملفنا سليم وبشهادة الاتحاد الآسيوي، وتأهلنا بكل جدارة وتوفيق من الله عز وجل. وأقول للجميع وعبر صحيفة "لا" بأنه لن يتم استعباد أي لاعب، إلّا إذا خرجت نتيجة فحص العظام سلبية وتجاوز السن المحددة. واليمن ولَّادة بالنجوم، وأي لاعب يتمنى الانضمام للمنتخب. سنبحث عن لاعبين أعمارهم صغيرة ومن يثبت نفسه سيكون معنا وسيفيد المنتخب من خلال مستواه.

الأولوية لمن يثبت جدارته
 هلا تطلعنا على موضوع أعمار اللاعبين، وما هي الأعمار المحددة فعلياً التي حُددت من قبل اللجنة المنظمة للبطولة الآسيوية لاستبعاد البعض من اللاعبين ممن تجاوزوا السن القانونية؟
- أحب أن أنوه بأن منتخب الناشئين دائماً يخضع للفحص الطبي لكل اللاعبين، وليس كمنتخب الشباب أو الأولمبي اللذين يعتمدان على الوثائق فقط. اللاعبون الناشئون ضمن المنتخبات يجرى لهم فحص دوري، سواءً كانوا لاعبين سابقين أم جُدداً.
وأكرر: لاعبينا كما هم، ولن يستبعد أي لاعب، إلَّا إذا اتضح من الفحوصات الطبية تجاوز البعض منهم للسن القانونية، فسبحان الله ربما بعض اللاعبين اكتمل العظم لديه ونما، لعدة أسباب، إما بسبب التغذية الجيدة والبنية البدنية له، أو هذا خاضع لإرادة الله، فهذا شيء لا نتعارض فيه. وبالنسبة لفحوصات اللاعبين منذ أن شاركنا قمنا بإرسال فحوصات كل لاعب، وأشرف عليها الدكتور محمد مطهر، الذي هو معتمد من الاتحاد الآسيوي ولجنته الطبية، وكانت أمورنا طيبة منذ البداية في صنعاء، وتم رفع الملف للجنة الطبية للاتحاد الآسيوي، ولو أن أي شيء مزور أو مريب لما كان الاتحاد الآسيوي قبلنا، بل لكان عاقبنا بعد تأهلنا من تصفيات الدوحة، لكن الحمد لله دخلنا البطولة بملف مضبوط وسليم ولعبنا وتأهلنا، وكما يعلم الجميع هناك ناس يعجبهم القيل والقال والبلبلة.
ومن ناحية أعمار اللاعبين، هذا أمر طبيعي، فقد حصل لبعض لاعبي منتخباتنا السابقة بعد أن شاركوا في التصفيات التمهيدية الاستبعاد من اللعب في النهائيات لأنهم تجاوزوا السن القانونية والنمو لديهم للعظم اكتمل. الاتحاد الآسيوي لديه ملف متكامل عن أعمار لاعبينا، والمنتخب كله سيجري عدة فحوصات طبية، وفق مستويات أولية وثانية وثالثة ورابعة وخامسة، للتدقيق في عمر كل لاعب، وأيضا المنتخب لجميع اليمنيين من الشمال إلى الجنوب، لا خلاف، أي لاعب سيثبت نفسه ويكون متوافقاً مع الشروط سنستدعيه للانضمام لصفوف المنتخب وتشريف اليمن.

بلادنا تسير بالعكس
 كيف أثر وباء كورونا وتوقف الأنشطة الرياضية على المنتخب وعلى فترة الاستعداد؟
- نعم كان لوباء كورونا تأثير كبير، والدليل توقف جميع الأنشطة الرياضية للأندية والمنتخبات، ليس في بلادنا فحسب، بل في جميع بلدان العالم، والآن بدأت معظم دول العالم تعود تدريجياً للنشاط الرياضي، لكن في بلادنا الأمر يسير بالعكس.
ما يحزنني هو أني أشاهد أسواق القات ممتلئة بالمواطنين، والملاعب الرياضية مغلقة، فما هو أكثر ضرراً، أسواق القات أم الملاعب الرياضية؟! وقد شاهدنا بعض الدوريات والأنشطة الرياضية تقام في الحارات وبعض الملاعب في بعض المحافظات بلا ضوابط وبشكل عشوائي. وهنا أوجه السؤال لقيادتنا السياسية: لماذا لا يتم السماح للأندية والمنتخبات بعودة النشاط الرياضي مع الأخذ بكافة الإجراءات الوقائية والاحترازية من هذا الوباء؟! وأنا متأكد من أن الأندية والاتحادات ستعمل بشكل منظم لعودة النشاط تدريجياً، وأسعدني ما قامت به اللجنة الأولمبية مؤخراً بالمطالبة بعودة النشاط الرياضي.

البحث عن حلول
 هل هذا يعني أن الاتحاد العام لكرة القدم يتجاهل هذه المسألة ولا يعي أهمية الاستعداد للبطولة الآسيوية كونها سمعة للوطن؟
صراحة، الاتحاد لم يقصر في أي شيء، لا مع منتخب الناشئين ولا منتخب الشباب ولا غيرهما. نحن على تواصل ونبحث عن حلول لتسهيل مهام المنتخبات الوطنية للمشاركة خارجياً في الاستحقاقات القادمة.

دعوة لتسهيل إقامة معسكر تدريبي
 ما هي الكلمة التي توجهها إلى من يهمه الأمر لتلافي إضاعة الوقت وضرورة الاستعداد لخوض البطولة الآسيوية؟
- أوجه كلمتي إلى كل من يهمه الأمر، عليهم أن يلتفوا حول منتخباتنا، الناشئين والشباب والأول، فهم ممثلون لكل فرد من أبناء الشعب اليمني بلا استثناء، لذلك أدعو كل من يصله كلامي هذا بأن يسهلوا ويذللوا كافة الصعوبات لإقامة معسكرات تدريبية في أقرب وقت للاعبين.
 وبالنسبة للاعبي منتخب الناشئين، ما الذي تقوله لهم اليوم؟
- أوجه رسالة خاصة إلى كل لاعبي منتخب الناشئين بأن يكونوا عند حُسن الظن، وأن يكونوا في الموعد، وأن يهتموا بأنفسهم بشكل فردي ولا يتأثروا بتوقف الرياضة، وأن يكونوا عند الحدث.

 كلمة أخيرة كابتن محمد...؟
- أتمنى من الجميع أن يكونوا يداً واحدة في صف الوطن، ومع المنتخبات الوطنية، ويلتفوا حولها ويدعمونها. الرياضة هي السلام والجامعة للكلمة اليمنية. أي منتخب هو شرف للرياضة اليمنية. أيضا أحب أن أوجه رسالة خاصة إلى العالم بأننا مازلنا بخير، ونحن اليمنيين في الوطن بخير، ورياضتنا حية، وستعود وسنمارسها. ونصيحتي للإعلام الرياضي اليمني: ابتعدوا عن الإساءة لأي منتخب وطني، وكونوا سنداً ودعماً لنا في مهمتنا الوطنية القادمة، وبكم تنجح الرياضة اليمنية. وأسأل الله أن يبعد عنا هذا الوباء العالمي ويحفظ شعبنا ووطننا من كل سوء ومكروه.
 كابتن محمد سعدنا بالحديث معك وشكراً للتوضيح.
- أشكركم أخي العزيز، وأشكر صحيفتكم الغراء، حيث إن هذا هو أول حوار أجريه مع صحيفة "لا"، وأتمنى لكم كل التوفيق والنجاح.