يوسف باسنبل / لا ميديا -

صالح بن ربيعة اسم لامع وقامة كروية يمنية قدمت الكثير للرياضة اليمنية. دخل التاريخ من أوسع أبوابه، وامتدت مسيرته الكروية أكثر من 23 عاما عرفته خلالها الجماهير الرياضية اليمنية من أقصى الوطن إلى أقصاه. كان اللاعب صالح سعيد بن ربيعة مثالا للنجومية والإبداع الكروي غير المنقطع النظير، وذاعت شهرته على المستوى المحلي والإقليمي، بعد أن أقدم على هدم سور الصين العظيم بقذيفة لا تصد ولا ترد في تصفيات كأس العالم 1994. دخل اللاعب صالح بن ربيعة قلوب الجماهير اليمنية قاطبة دون استئذان بعد أن نجح في إحراز أول فوز يمني على منتخب المليار نسمة ليعود بن ربيعة إلى الديار متوجا بأكاليل شهريار واستمرار مسيرة التألق ليكون أحد أبرز مدافعي الكرة اليمنية في عقودها الأخيرة ونموذجا للتواضع والأخلاق وقائدا داخل وخارج الملعب.

بداياته
يحكي الكابتن صالح سعيد بن ربيعة المولود في المكلا عام 1967 أن مشواره الكروي بدأ مبكرا أثناء دراسته للمرحلة الإعدادية عند انضمامه لفريق مدرسة أكتوبر بديس المكلا، ثم فريق شباب أكتوبر ليلعب له في مركز الهجوم، وفجأة وجد الإدارة الشعباوية تخطب وده، فقد حباه الله سبحانه وتعالى بمهارات ميزته عن غيره، حيث امتاز بطوله الفارع. والتحق بفريق الناشئين بنادي شعب حضرموت وتدرج في الفئات العمرية ولعب لفئة 18 عاما. ومن خلال اجتهاده في التمارين وغير ذلك تم استدعاؤه للفريق الأول الذي كان يحلم بأن يلعب له، وكانت أول مباراة رسمية يلعبها في موسم 1986 ضد فريق الشرطة ولعب فيها مدافعا وخرج مصابا. وبعدها شارك في خط الوسط في مباراتين أخريين أي أنه تنقل بين جميع المراكز ومنها الهجوم عدا حراسة المرمى ليجد نفسه يعود للدفاع مرة أخرى ويتمركز كقلب دفاع حتى ختام مسيرته الكروية.

تألقه
مازال "بن ربيعة" يتذكر أن طموحاته وأحلامه تحققت بسرعة في موسم 1986/87م ليصبح ليبرو الفريق بعد أن غادر زميله المدافع جمعان باحشوان إلى السعودية، ووضع النادي ثقته فيه رغم صغر سنه، لكنه كان عند حسن ظن الجميع. وفي ختام الموسم الكروي آنذاك تم استدعاؤه لصفوف المنتخب الوطني لفئة الناشئين ليلعب في الكويت ضمن تصفيات آسيا بعد معسكر خارجي أقيم في جيبوتي، ثم شارك مع منتخب الشباب في فلسطين والمنتخب الأول في دورة الصداقة والسلام بالكويت عام 1989، وواصل مسيرته مع المنتخبات الوطنية حتى عام 1996، لعب خلالها 90 مباراة دولية سجل خلالها هدفين أحدها في مرمى المنتخب الصيني في تصفيات كأس العالم 1994 من على مسافة  35 مترا، هدف لايزال الجميع يتذكره، في المباراة التي أقيمت في مدينة أربد الأردنية.

عروض خارجية
خلال مسيرته الكروية تلقى العديد من العروض، كان بعضها للعب خارج الوطن، وخصوصا بعد تألقه مع المنتخب في تصفيات كأس العام 94م، تلقى عرضا من نادي الريان القطري، لكن حبه للنوارس الحضرمية ناديه شعب حضرموت وحبه لحضرموت جعله يبقى مع الشعب ويعود إليه مدافعا عن صفوفه وترك فرصة الاحتراف الخارجي التي كانت ستفتح له آفاقا كثيرة للتألق. لكنه غير نادم على هذه الفرصة، لأنه يكفيه حب الجماهير التي مازالت تبادله الحب والاحترام رغم غيابه عن الملاعب منذ سنوات.

نجوم تأثر بهم
خلال مسيرته تأثر بمدافع الشعلة حسين صالح وبلاعب نادي المكلا المرحوم طاهر حاج باسعد أفضل مدافع حضرمي، الذي ارتبط معه بعلاقة حميمة. واستفاد خلال مشواره الكروي من العديد من المدربين، منهم سعيد بامؤمن ومحمد العكبري (موف) وفرج بايوسف والبرازيلي أحمد لوسيانو وعمر باشامي والمرحوم عوض سالم عوض (عوضين) وعبدالله باعامر والعراقي كريم علاوي.

اعتزاله
مهرجان اعتزال الكابتن صالح بن ربيعة، يرى جمهوره أنه تأخر كثيرا ولم يكتب الله له أن يسير وفق ما خطط له، بأن يكون مهرجانا يليق بما قدمه طوال مشواره الكروي بعد أن تلقى وعودا من شخصيات رياضية بإقامة مهرجان اعتزال يليق به يتم فيه جلب أحد الأندية العربية للعب على ملعب الفقيد بارادم بمدينة المكلا ليكون ختام مشوار النجاح للنجم صالح بن ربيعة الذي هز سور الصين العظيم.