الفهد الأسمر خالد مياس نجم طليعة تعز السابق لـ «لا الرياضي»: لعبت مع الأساطير وعشت خارج المنتخبات
- تم النشر بواسطة طلال سفيان/ لا ميديا
حاوره : طلال سفيان / لا ميديا -
لاعب مجتهد وعاشق كروي حد الثمالة. عُرف كثيراً بمهاراته الكروية وإبداعاته مع فريق طليعة تعز.
سجّل حضوره منذ الوهلة الأولى، وكان رقماً صعباً في معظم الأوقات مع كتيبة طاهش الحوبان.
امتاز بسرعته وتحركاته السليمة وقراءة مجريات الملعب بشكل سليم. ومع ذلك ظُلم هذا الموهوب كثيراً بعدم ارتداء فانيلات المنتخبات الوطنية، مياس الكرة اليمنية في حوار سلس مع ملحق «لا الرياضي».
في البداية دعنا نرحب بك في ملحق "لا الرياضي"!
- تسلم أخي طلال على هذه الاستضافة، وأهلاً وسهلاً بصحيفة "لا" وملحقها الرياضي.
عشقت الكرة لمجاورتي "الشهداء"
كيف بدأت قصة عشقك لكرة القدم؟
- القصة بدأت من كون منزلي ملاصقاً لملعب الشهداء، وكنا نذهب لمشاهدة الفرق أثناء التدريبات وندخل خلسة لمشاهدة المباريات أيام الطفولة. كما أن نادي أهلي تعز كان قريباً من منزلي، لذا أخذني أخي الأكبر سمير وسجلني فيه، وذلك جعلني أتعلق بكرة القدم بشكل أكبر.
محظوظ بـ"الطليعة"
مع طليعة تعز برز اسمك، كيف سارت أمورك منذ البداية مع النادي الأبيض؟
- أنا محظوظ جداً لانضمامي لنادي الطليعة، رغم بُعده عن منزلي، ولكن لقيت فيه كل الاهتمام والرعاية، وكان الفضل في ذلك للكابتن فؤاد القيفي، الذي تعلمت منه الكثير ليس فقط في كرة القدم بل في عدة مجالات أخرى.
تدرجت في الفئات العمرية بسرعة وضمني الكابتن عبدالقادر القادري للفريق الأول أنا وطارق عبدالرحمن من فريق الشباب، وكنت أصغر لاعب بالفريق تقريباً.
كنت من أفضل المواهب في الملاعب اليمنية، لكنك ظُلمت كثيراً بعدم الانضمام للمنتخبات الوطنية ابتداءً من منتخب الناشئين الذي لعب في مسقط 92. ما الأسباب؟!
- لا أدري بالفعل لماذا لم أستدع لتمثيل المنتخب يومها، ربما لوجود لاعبين أفضل في تلك الفترة أو لعدم الاهتمام بلاعبي المحافظات في ذلك الوقت! ولكن هناك فترة كنت أعتقد أني أستحق الاستدعاء. عموماً لم يكن الموضوع مؤثراً بالنسبة لي.
شخصيات مميزة
لديك العديد من المواقف كلاعب في الطليعة، سواءً على مستوى علاقتك مع زملائك أو مع المدربين أو الإداريين. يا ليت تنبش لنا أشياء من هذه الفصول!
- علاقتي مع المدربين واللاعبين كانت عادية جداً معظم الأوقات، لم أكن اجتماعياً بشكل كبير، أشارك في التمارين وأذهب للبيت، لكن هناك شخصيات تبقى مميزة لتأثيرها الشخصي كالكابتن عبدالقادر القادري، والمدرب العراقي واثق ناجي، اللذين كنت على علاقة متميزة معهما، ومن اللاعبين عادل سلطان والكابتن نوفل أمين والكابتن صلاح السيد.
طبعاً لي الفخر كوني لعبت في بداية مشواري مع لاعبين أقل ما يقال عنهم إنهم أساطير كصلاح السيد، بدر النهمي، نوفل أمين، المرحوم علي أسعد، فارس عثمان، وأسعد محمد عبده...
في أحد المواسم تقلدت شارة القائد للكتيبة البيضاء. كيف؟ ولماذا؟
- تقلدت شارة الكابتن في بطولة اتحاد كرة القدم بتعز ووصلنا إلى المباراة النهائية، لا أتذكر لماذا! ولكن أعتقد أن اللاعبين الكبار كانوا حينها يشاركون مع فرق معسكراتهم في البطولة.
أثناء لعبك، هل تلقيت عروضاً من أندية أخرى؟ وما هي القطاعات الأخرى غير النادي التي مثلتها؟
- لم أتلق أي عرض، وحتى لو تلقيت كنت سأرفض الانتقال من الطليعة، لعبت للفريق العسكري للواء 33 وجامعة تعز.
أفضل مباراة لك، وأخرى هي الأسوأ؟
- أفضل مباراة ضد شمسان عدن، في عدن، وفزنا 4/1، والأسوأ أمام الشعلة بعدن ولا أتذكر نتيجتها.
تسببت بشجار بين الحشيبري وشكري
موقف طريف وآخر حزين لك؟
- الموقف الطريف حصل في أثناء سفرنا إلى أبين لمقابلة حسان أبين، وخلال السفر كنت أنا والكابتن عادل سلطان نرمي الحصى على الكابتن شكري علي شكري، وكان يعتقد أن زميلنا الصاعد في ذاك الوقت سامح الحشيبري هو الذي يرميه، وكان يطلب منه التوقف بينما سامح لم يكن يعرف عن الموضوع شيئاً، وكان غير مستوعب ما الذي يجري، وبقينا نرمي الحصى وكان شكري يلتفت ويطلب من سامح التوقف، وسامح مازال لا يعرف شيئاً حتى نشب شجار بينهما أثناء سير الباص، وقتها قلنا لشكري نحن الجناة، ولكنه أصر أن سامح هو الفاعل.
الموقف المؤلم حين هاجمتنا جماهير المكلا في سيئون عقب تأهلنا للممتاز ومحاصرتنا داخل غرفة في ملعب سيئون، حتى جاءت قوات أمنية خاصة وأخرجتنا.
من أكثر من شجعك؟ ومن المدرب الأفضل الذي تدربت معه؟!
- أكثر من شجعني الكابتن عبدالقادر القادري وواثق ناجي، والأفضل هو المدرب العراقي واثق ناجي.
لاعب أو أكثر كان الأقرب إلى قلبك؟
- عادل سلطان والمرحوم محمد بخيت، وبعدهما واثق عبدالرحمن وطارق صالح.
مثلك الأعلى (اجتماعياً ورياضياً)؟
- مثلي الأعلى اجتماعياً إخواني طه وسمير. رياضياً الكابتن الدكتور صلاح السيد.
فضلت الدراسة على كرة القدم
تركت فجأة اللعب للطليعة رغم أنك في قمة مستواك. ما هي الأسباب؟ وإلى أين اتجهت؟
- تركت كرة القدم في فترة كنت أعتقد أنها أفضل فترة لي كلاعب، والسبب أنني حصلت على فرصة للدراسة في الهند، في حين أيقنت أن كرة القدم لن تفيدني أو تعطيني أي شيء، وكان أمامي العديد من الأمثلة للاعبين أفضل مني ومثلوا الوطن لسنوات وانتهى بهم الأمر عاطلين عن العمل وبدون أي مؤهلات تساعدهم على كسب العيش.
رفضت اللعب لنادي هندي
أثناء دراستك في الهند، هل لعبت مع نادٍ أو جامعة هناك؟
- في الهند حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن كرة القدم مع الحفاظ على التمارين اليومية، ولكن الصدفة قادتني للعب لفرق المنطقة التي كنت أدرس فيها، في إحدى البطولات المحلية أحرزنا المركز الثاني، وحصلت على أفضل لاعب وهدّاف البطولة، بعدها تم التواصل معي من قبل مسؤول الفريق وطلب مني السفر إلى مومباي، كونه تحدث مع أحد الأندية هناك للعب لها، ولكني رفضت خوفاً من تأثير كرة القدم على دراستي.
ما الذي أعطتك الرياضة؟ وما الذي أخذته منك؟ وماذا عن اللاعب اليمني بشكل عام بهذا الخصوص؟
- أعطتني الشهرة وحب الناس، وأخذت مني وقتاً مهماً كان يمكن الاستفادة منه بأشياء أهم، ولكن لا يوجد لدي أي ندم على ذلك.
لاعبون مظلومون
هل من الممكن أن تحدد لنا لاعباً يمنياً ظُلم كثيراً بعدم تمثيل المنتخب؟
- هناك الكثير من لاعبي الطليعة مازلت لا أجد أي إجابة لعدم مشاركتهم بشكل أكبر مع المنتخبات كـ: نوفل أمين، صلاح السيد، بدر النهمي، وأسعد محمد عبده. لقد كانوا من أفضل اللاعبين في اليمن في تلك الفترة.
ما هي مشكلة الكرة اليمنية؟
- مشكلة الكرة اليمنية تتلخص بعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
شبيه تيري هنري
الكثير كان يشبهك باللاعب الفرنسي تييري هنري، وعُرفت بعشقك لناديي أجاكس الهولندي وآرسنال الإنجليزي...؟
- نعم، في صغري كنت أحب أجاكس امستردام لطريقة لعبهم التي هي أيضاً مشابهة للعب فريق آرسنال لاحقاً، وبالنسبة لتشبيهي بالنجم الفرنسي تييري هنري، تقريباً التشبيه كان شكلياً فقط، كوني أسمر وسريعاً كهنري.
سيطرة ميسي ورنالدو مملة
جيل اليوم يعيش في صراع بين لاعبين: ميسي، وكريستيانو رونالدو، وناديين: برشلونة والريال، كيف ترى هذا الأمر؟ ومن هو لاعبك المفضل وبطولة الدوري المفضلة بالنسبة لك؟!
- بصراحة هذا شيء سيئ لكرة القدم. في فترة سابقة كان التنافس بين عدد كبير من اللاعبين، ومن النادر أن يفوز نفس اللاعب بالكرة الذهبية لموسمين متتاليين، عكس الفترة هذه التي سيطر فيها ميسي ورونالدو على كل شيء مما يجعل الأمر مُملاً، وأصبح الموضوع صراعاً فردياً، وهذا خطأ.
لاعبي المفضل سابقاً فرانك ريبيري، وباتريك فييرا، حالياً لا يوجد، والدوري الإنجليزي أفضل الدوريات من دون منازع.
زُرت أوروبا، هل دخلت مباريات واطلعت هناك أثناء زيارتك على بنية بعض الأندية؟
- في إسبانيا زُرت ملعب ريال مدريد، وكانت تجربة فريدة، ملعب سانتياجو برنابيو أقل ما يقال عنه إنه تحفة فريدة، يعج بالزوار والمتاحف والمحلات والمطاعم، كما زُرت ملعب أجاكس في أمستردام.
هل مازلت تمارس الرياضة؟
- حالياً أمارس الرياضة بشكل متقطع، ولكن أخطط للبدء من جديد لتخفيف الوزن بعد شهر رمضان.
ما الذي تود أن تقوله في ختام اللقاء؟
- كفيت ووفيت وغطيت جميع النقاط. أشكرك مرة ثانية على إتاحة الفرصة، وأتمنى أن تعود الرياضة لملاعبنا من جديد وبشكل أفضل وأكثر ترتيباً، ويجب التركيز بشكل أساسي على الناشئين ورياضة المدارس.
خالد مياس
- مواليد: 1 أغسطس 1976.
- متزوج وله ابنتان.
- مسؤول لوجيستي لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
- مركز اللعب: خط
وسط دفاعي.
- رقم الفانلة: 21
- لعب: 8 مواسم
مع طليعة تعز.
المصدر طلال سفيان/ لا ميديا