طارق الأسلمي /  لا ميديا - 

الناشئون هم مستقبل الأندية والمنتخبات، ويساعد الاهتمام بهم في تطوير قاعدة اللعب بما يحقق الطموحات لنهضة كروية شاملة تساهم في تطوير كافة منتخباتنا وتوفير البيئة المناسبة لها لتحقيق مزيد من التطور خلال السنوات المقبلة، لأن هذه الفئة هي المستقبل وهي الأكثر احتياجا للاهتمام، وليس بغريب أن تتفوق الفئات العمرية في المنتخبات اليمنية، والتي عودتنا أن تكون الوجه المشرق لكرتنا الكسيحة وتكون ذات حضور مذهل وقوي في مشاركاتها الرياضية. وكما شاهد الجميع في التصفيات الآسيوية الأخيرة والتي تأهل فيها منتخبنا الوطني للناشئين إلى نهائيات كأس آسيا، ظهر المنتخب بأداء رائع وبمواهب فردية وبمجموعة متكاملة، برز من خلالها لاعبون مميزون وبمواصفات عالية ينتظرها مستقبل واعد، في دلالة واضحة على أن بلادنا غنية بالمواهب والأجيال القادرة على صنع الفارق. ولا يمكن أن ينسى الجميع منتخب "الأمل" الذي وصل للعالمية، حيث توقع الكثير أن يكون لهذا المنتخب الشاب حينها مستقبل كروي في اليمن تضاهي به دول الجوار، بل وتتجاوزها، ولكن سرعان ما اختفى هذا الجيل وبات في رف النسيان! ودائما تقدم منتخبات الناشئين مستويات قوية وملفتة وبمجرد الانتهاء من المشاركة تضيع تلك المواهب وتتبعثر، بسبب سوء الإدارة التي تسير اللعبة. المهم هو كيفية إدارة هذا الجيل الناشئ بإعداد برامج وخطط قريبة وبعيدة المدى من إقامة معسكرات داخلية وخارجية في الوقت المحدد، وتوفير أكبر قدر ممكن من المباريات الودية حتى يظهر منتخبنا بمستوى مميز وبصورة مشرفة في نهائيات كأس آسيا 2020، المقرر إقامتها في البحرين. وإذا لم يتم إعداد هذا الفريق والاهتمام به وبشكل متواصل حتى يصبح ركيزة المنتخب الأول خلال فترة تمتد من ثلاث إلى خمس سنوات، صدقوني فأنتم تضيعون وقتكم في رسم أحلام بعيدة عن الواقعية، كما انتهى منتخب الأمل سابقاً، وسيفشل منتخبنا الصغير كمن سبقه.
أعزائي القراء، ما يعيب إدارة اتحادنا طيلة الحقبة الماضية هو عدم التخطيط ووضع برامج وروزنامة واضحة المعالم للمنتخبات العمرية، بحيث تكون رافداً للمنتخب الأول، وتكون الاستفادة الكلية من هذه الخطط المبنية أولاً وأخيراً منصبة على الناشئين ثم الشباب.