«ملامح صوت» فاتن اليوسفي .. عميدة الأصوات الإذاعية
- تم النشر بواسطة لا ميديا / مرافئ

خاص / مرافئ لا
أول صوت نسائي في إذاعة صنعاء. كانت الحاجة ملحة إلى وجود ذلك الصوت، وكان البحث صعباً وعسيراً؛ حيث إن نظرة المجتمع للمرأة حينها كانت ما تزال تتأرجح بين الرفض والقبول.
ولدت المذيعة فاتن محمد عبد الله اليوسفي عام 1956 في القاهرة، حيث كان والدها يدرس في الأزهر. درست الابتدائية في إحدى مدارس صنعاء، ملتحقة في 1968 بإذاعة صنعاء ضمن برامج الأطفال، وبراتب شهري قدره 61 ريالاً. غير أن الطفلة ذات الاثنتي عشرة سنة كان عليها أن تتدرب للانتقال إلى برامج إذاعية أخرى، وذلك لحاجة الإذاعة إلى صوتها هناك. وفعلاً لم يمض سوى وقت قليل حتى كانت قد أصبحت ضمن طاقم الإذاعة، مشاركة في تقديم البرامج وتمثيل المسلسلات الإذاعية. مثلت دوراً في «زرعت وردة» و«موتى بلا قبور»، اللذين كتبهما عبد العزيز شائف، وقدمت برنامج «ذكرى وتاريخ» مع حسين العزي، وبرنامج «بريد المستمعين» مع إسماعيل الكبسي.
ومع هذا البرنامج بالذات تتذكر فاتن أن قذيفة هاون سقطت على الإذاعة أثناء حصار صنعاء، في الوقت الذي كانت تقدم فيه أغنية «ظالم شغل بالي»، للفنان أحمد السنيدار، فتحول اسم الأغنية عندها لا إرادياً إلى «هاون شغل بالي».
مع كل ضغوط الحصار والمخاوف من اقتحام الإذاعة، وبالرغم من كونها ما تزال طفلة، ظلت فاتن اليوسفي تعمل مع زملائها. والدها هو أيضاً لم تمنعه مشاعر الأبوة والمخاوف على طفلته من إرسالها كل يوم إلى الإذاعة.
اتجهت فاتن اليوسفي إلى تقديم البرامج الدينية، فاصطبغ صوتها لدى المستمعين بتلك الصبغة المشوبة بالدفء طيلة عقود من عمر إذاعة صنعاء. ولا شك أن برنامج «الدين والحياة»، والذي كانت تستضيف فيه اثنين من مشايخ الأزهر هما الدكتور حامد محمد إسماعيل والأستاذ علي الشيخ، وتحت إشراف الأستاذ يحيى الدرة، كان له أثره الكبير وحضوره المتميز في نفوس المستمعين.
كما أن هناك برامج دينية أخرى كانت من إعدادها وتقديمها، كـ«يوميات، جند الحق، قبس من حياة الرسول، نساء خالدات، قال رسول الله» وغيرها.
في 1975 كانت فاتن اليوسفي أول وجه من الرجال والنساء يظهر على تلفزيون صنعاء. كان المقرر أن يتم افتتاح التلفزيون في العيد الوطني لبلادنا، أي في الـ26 من سبتمبر، لكن لاعتبارات ما، تم تقديم الموعد يوما واحدا ليتوافق مع ما سمي يوما وطنيا للإعلام السعودي. حينها كان لأحد أعضاء الوفد السعودي، الحاضرين تلك المناسبة، أن يسأل فاتن: لماذا ترتدين حجاباً وبالطو ولا تضعين مكياجاً كالمذيعات في «بلدان أخرى»؟ لتجيبه فاتن بالقول: مما يؤسف له أنكم لا تملكون من الدين إلا أن الكعبة في بلادكم.
ظلت طيلة أسبوع تعمل لوحدها في تلفزيون صنعاء، إلى أن أتى زميلها محمد المحبشي ليشرعا معاً في قراءة نشرات الأخبار وتقديم العديد من البرامج التلفزيونية. عملت في التلفزيون لمدة عام ونصف. ثم عملت في الرقابة السينمائية بوزارة الإعلام.
صدر حينها قرار جمهوري بتعيينها عضوة في لجنة التصحيح المالي والإداري بجامعة صنعاء، وقرأت قرار تعيينها بنفسها في نشرة الأخبار، مذيلة إياه: المقدم إبراهيم الحمدي رئيس الجمهورية.
وتقديراً لجهودها في المجال الإعلامي، صدر قرار وزير الإعلام، يحيى العرشي، بمنحها لقب كبيرة المذيعين والمذيعات.
في 2004 توقفت فاتن اليوسفي عن العمل كمذيعة، بعد مشوار طويل استمر أكثر من 3 عقود، تاركة أرشيفاً ثرياً من البرامج الإذاعية المتميزة.
المصدر لا ميديا / مرافئ