حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا -
استطاعت القصيدة الشعبية أن تبلغ مقاما كبيرا، خصوصا في هذه المرحلة مع مواجهة العدوان الغاشم على الوطن. وكان للشعراء الكلمة العليا في وضع حجر أساس لمدرسة شعرية جديدة ضاربة في الصمود والبأس اليماني. وضيفنا هو أحد رواد الصمود، وأحد تشكيلات الطوفان الشعري الذي زلزل قوى الشر.
الشاعر أمين التركي، شاعر متمكن وذو لغة لاذعة ومقتنص للصور الشعرية الساحرة، يستطيع من خلال شعره إيصال رسالته وبجهد بسيط ليكتب قصيدة عظيمة. وله في القصائد العاطفية باع كبير، ليؤكد أن الشاعر يجب أن يتنوع في كتاباته ولا ينحصر على الحرب، فالحرب مهما طالت ستنتهي وستمتلئ الحياة بالحب والورد والعطر..
لشاعرنا حضور جوهري في منصات الصمود والمناسبات الوطنية، مرسخا اسمه ضمن الشعراء الذين أبوا أن يبقوا على الحياد ومراقبة الوضع فقط، بل خرج ضد هذا العدوان، وكان شاعرا مؤثرا له قصائد تناطح عنان جبال ناصة، وتتدفق كأمواج الساحل الغربي. وهو شاعر متذوق ومن أسرة شعرية أدبية.
• الشاعر الجميل أمين التركي، أهلا وسهلا بك في صحيفة "لا"!
ـ مرحبا بكم، وشكرا للصحيفة وطاقمها على جهودكم الرائعة.
سلاح لا يخطئ هدفه
• متى كانت بدايتك مع الشعر؟
ـ بدايتي الشعرية كانت منذ حوالي عشر سنوات، حيث كنت أكتب الشعر، ولكنه لم يكن شعراً وإنما كان سرداً ورصف كلمات لا أكثر، وكنت أواكب الأحداث، ولكنني أتقنته وطورته كسلاح صاروخي لا يخطئ هدفه منذ مشاركتي في برنامج "شاعر الصمود".
شاعر الراية
• أنت أحد المشاركين في برنامج "شاعر الصمود". ما الذي أضافته إليك هذه المشاركة؟
ـ مشاركتي في برنامج "شاعر الصمود" كانت أول ظهور لي أمام الجمهور. وقد أضافت لي هذه المشاركة أشياء كثيرة، منها حصولي على درع ولقب "شاعر الراية". وأهم من ذلك اعتزازي بذاتي لكوني شاعراً يمنياً أطلق منصات أقلامه لنسف عروش المستكبرين.
تكوين عصامي
• من الذي شجعك واكتشف فيك روح الشعر؟ ومن هو الشاعر الذي تقتدي به؟
ـ عز الله أنني شجعت نفسي، وانطلقت من منطلق "لا عذر للجميع أمام الله"، واستشعار المسؤولية. ورغم العوائق والمشقات التي أواجهها إلا أنني ماازلت أسعى جاهداً لتقديم المزيد والمزيد، وأسال من الله التوفيق.
أما عمن أقتدي به فأنا أقرأ للكثير ومعجب بالكثير من الشعراء، لكني لا أقتدي بأي شاعر منهم، فأنا أحب الانفراد بأسلوبي الخاص.
جبهة شعرية باليستية
• كيف ترى دور الشعراء، خصوصا في ظل ما تتعرض له بلادنا من عدوان جائر؟
ـ دور الشعراء في هذه المرحلة هو دور ريادي في صناعة وعي ا?مة. كما أن للشعر ا?ثر البالغ في رفع معنويات المجاهدين وتحفيز الناس على البذل والصمود والتصدي للعدوان.
فالشعراء الذين واجهوا العدوان وصمدوا بأشعارهم هم جبهة شعرية باليستية عنيفة، لا تقل عنفوانا عن الجبهة القتالية. وأنتهزها فرصة لأوجه إليهم جميعاً التحية.
الحروف الأولى في وجه العدوان
• ما هي أول قصيده كتبتها ضد العدوان؟
ـ أول أبيات كتبتها ضد العدوان كنت في حينها ما أزال بعيداً كل البعد عن المستوى الذي وصلت إليه بعد مشاركتي في برنامج "شاعر الصمود"، ومن هذه الأبيات:
الجيش احنا واللجان الشعبية
عنبيده الجيش السعودي با نبيد
تطهير واستئصال محو وتصفية
الجندي الفرد الملازم والعميد
قولوا لسلمان الرجيم الطاغية
ما فيه وفي جيشه يكفّي أو نزيد
زامل وحيد
• هل لديك زوامل تم إنشادها؟
نعم، زامل واحد لا غير تم إنشاده بصوت المنشد الشبل إبراهيم الدولة في أسبوع الشهيد، بعنوان "مجد الشهادة".
البحث عن موقع
• لماذا أنت قليل الظهور في المشهد الثقافي؟ وأين ترى نفسك اليوم من الفيضان الشعري الهائل خصوصا في هذه المرحلة؟
ـ سبب قلة ظهوري في المشهد الثقافي هو السعي خلف لقمة العيش، وهناك الكثير غيري من الشعراء الكادحين، لكن رغم ضغوطات الحياة نحاول أن نقدم كل ما نستطيع وكل ما بوسعنا للذود عن دين الله وعن هذا الوطن الحبيب.
والحمد لله رغم ضيق وقتي المخصص لكتابة الشعر إلا أني أوجدت لنفسي مكانة وموقعاً بين الشعراء البارزين على الساحة.
شهاب يطارد شياطين البشر
• ماذا يعني لك الشعر؟
ـ أقدم من خلال الشعر قناعاتي للمجتمع، وأعتبره لسان حالي في مختلف الظروف. وا?هم من هذا أن الشعر كان ولا يزال سلاحي الفعال في مواجهة ومقارعة العدوان ومرتزقته، إضافة لكونه شهابا في ا?رض يطارد شياطين البشر، يعريهم ويكشف مؤامراتهم.
النصر أمنيتي الوحيدة
• ما الذي تتمناه كشاعر يمني؟
ـ لا أتمنى شيئاً غير النصر للشعب اليمني على هذا العدوان الصهيو ـ إمريكي ـ سعودي، وأن أنقل الصورة التي تليق بعظمة وشموخ وعزة هذا الشعب الأبي، فيكفيني فخراً أنني من شعب يتمنى كل شخص في هذا العالم لو أنه ينتمي إليه.
• ما هو الموقف الذي لم تنسه طول عمرك؟
ـ الموقف الذي لن أنساه هو جرأة النظام السعودي على اتخاذ قرار الحرب وشن العدوان علينا من أحضان أمريكا ليلة الـ26 من مارس 2015م.
القصيدة تفرض نفسها
• أنت تكتب القصيدة الوطنية والعاطفية أيضا. برأيك في أي منهما تكون متميزا ومحلقا؟
ـ في كلتيهما، فالقصيدة حين تأتي تفرض شكلها ومضمونها ومفرداتها، وربما أتميز أكثر في القصيدة الوطنية، لأن بداياتي كانت بما يمر به الوطن، وانطلقت في كتابة القصائد الجهادية. والشاعر ينبغي أن يكون نتاجه متكاملاً وتجربته شاملة.
• هل انت راضٍ عما قدمت إلى اليوم؟
ـ لا، لأن ما قدمناه إلى الآن لايساوي قطرة دم واحدة من أحد الشهداء الذين قضوا نحبهم وهم يذودون عن دين الله وعن هذا الوطن. ومهما كتبنا سنظل مقصرين جداً مع موطن الإيمان والحكمة.
راجفة "الأنصار"
• ما هي القصيدة التي كتبتها وترددها باستمرار؟
ـ القصيدة التي كتبتها وارددها باستمرار هي بعنوان "الراجفة"، وأقول في مطلعها:
خضوا دم العاصفة يا شعب الانصار خض
خلّي المنايا تبلل ريقها الناشفة
واصكع أبوها لما تقلب سماها ربض
صكعة يماني تشل الحلف والعاصفة
• كلمة أخيرة تود قولها؟
أشكر صحيفة "لا" على هذه الالتفاتة وهذا الحوار الأكثر من رائع.
المصدر حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا