حاوره/ أحمد عطاء / لا ميديا -

في تهامة جمعيهم منشدون، وللجميع هنا حس سمعي مدهش، ولهم ذائقة ونظرة للإنشاد والتغيرات والتحديثات التي دخلت على عالم الإنشاد والأصوات تشعرك بمعنى أبناء الساحل.. ضيفنا هو سبط الإبداع والسحر والجمال، منشد شاب يأسرك بصوته العذب الذي يحلق بك ويجعلك تتأمل البديع فيما أبدع. التقيته في مسابقة مهرجان الرسول في جامعة صنعاء قبل عامين يشدو بأنشودة من التراث التهامي استطاع بها أن يلفت نظر الجمهور واللجنة آنذاك، لما يتميز به من بساطة في الأداء وعدم التكلف.. رغم انشغاله بالدراسة الجامعية إلا أنه يدندن كثيرا ويستمع لكبار المنشدين في اليمن والعالم العربي ويتأثر بهم. نعم هو قليل الإنتاج لشحة التسجيلات والدعم، ولكن يمكنه أن يسحرك بموال واحد يسكب فيه روحه. صوفي خاشع متبتل بمعاني الحب الحقيقي... لهذا أحببنا أن ننفرد بهذا الحوار المتواضع معه. إنه المنشد الرائع عبداللطيف السبط.

 • •  المنشد المتألق عبداللطيف السبط، أهلا وسهلا بك في صحيفة "لا"!
ـ أهلاً وسهلاً بكم، وأشكركم على إتاحة هذه الفرصة، وأسأل الله أن يمن على المبدعين بالظهور وإيصال رسالتهم إلى المجتمع بأقل جهد عبر وسائل الإعلام الهادفة.

نشأة فنية أسرية
 •  متى بدأت مشوارك الإنشادي؟
ـ كانت البداية من خلال المشاركة في الإذاعات المدرسية والاحتفالات الوطنية ابتداء من العام 2000 . و?ن أهلي يحبون الاستماع إلى الأناشيد الدينية والقيمية فقد ربوا فيَّ تلك الذائقة ونشأت فنيا على ذلك.

بذرة الحب الأولى
 •  من الذي شجعك وأخذ بيدك نحو الإبداع؟
ـ شجعني أهلي في المقام ا?ول، من خلال توفير أشرطة لمنشدين مشهورين في تلك الفترة، وكذلك إتاحة الفرصة لي ?نشد في البيت. كانت هذه هي البذرة ا?ولى لنمو حب الفن في روحي. كذلك شجعني أصدقائي، كما شجعني بقوة مؤخرا كل من الموسيقار محمد عقيل والموسيقار محمد حلبي والأستاذ المنشد عبدالخالق المهدي والشاعر أحمد عطاء وآخرون.

غلام ثروة فنية
 • من هو قدوتك ومثلك الأعلى في الإنشاد؟
ـ إذا جاز لي إعادة صياغة السؤال سيكون: من هو المنشد الذي تعتبره مدرسة فنية كبيرة، تطورت بواسطتها بسرعة أكبر؟ 
الفنان رشيد غلام، الثروة الفنية الهائلة التي يقدمها عمّقت شعوري تجاه الموسيقى ووسعت وعيي الفني وأثرت ذخيرتي الفنية.

تهامة حبلى بالموروث الفني
 • الأناشيد الصوفية لها جمال آخر وجمهور كبير، خصوصا في تهامة. كيف تقرأ ذلك؟
ـ ما تزال تهامة حبلى بالمورث الفني المتنوع، ومنه ا?ناشيد الصوفية التي تعبق بجمال ا?نسان التهامي، والتي تستميل عند سماعها الرؤوس وتستريح بها النفوس. لهذا فإنها قد لبت حاجة من حاجات الروح، فكثر جمهورها كثر الحاجة إلى الروحانية.
فن السماع، وهو ما يشبه الموشح، فن له رونق آخر، وطابع تهامي أصيل، رغم الجمال الموسيقي الذي يتميز به إلا أنه بدأ يضمحل من الساحة الفنية. وهنا في باجل يتميز بهذا اللون الفنان المثقف عبدالرحمن بنان، وأظنه الوحيد هنا. أرجو من هذا المنبر أن يتم الاهتمام بما يمتلكه هذا المبدع.

 • لماذا اختفيت من الساحة مؤخراً؟
ـ بسبب غياب المسرح الذي من خلاله أستطيع أن أوصل رسالتي إلى الجمهور، وصعوبة الوصول إلى استوديو لتسجيل الأعمال الفنية.

ثاني "الرسول الأعظم"
 • حصدت المركز الثاني في مسابقة الرسول الأعظم في مجال الانشاد بصنعاء، صف لنا تلك التجربة؟
ـ في الحقيقة كانت تجربة صعبة. كان المنافسون ذوي مهارات عالية، ولجنة التحكيم من كبار المنشدين في اليمن. وكنت أنا غارقا في هم الاختبارات الجامعية النصفية. كانت كل المؤشرات توحي بأني سأفشل، لكني قررت أن أستمتع باللحظة التي أمسك فيها المايك وأعيش أجواء الكلمة واللحن دون التفكير بالفوز. والحمد لله تأهلت إلى النهائي وحصدت المركز الثاني.

الشهيد الحي
 •  ما هو حلمك كمنشد؟
ـ حلمي أن يتم معالجة سبب اختفائي من الساحة الفنية، الذي أشرت إليه في سؤال سابق.

 • ما هو العمل الذي تفتخر به؟
ـ هما عملان: أنشودة "الشهيد التهامي"، و"رمضان شهر الله".

هبوط مستوى الإنشاد
 •  كيف ترى مستوى المنشدين في هذه المرحلة؟
ـ هناك هبوط ملحوظ في مستوى الإنشاد والمنشدين، فقد اختفت ا?ناشيد الروحانية والإنسانية والقيمية بشكل يوحي بغياب الهدف ا?سمى وهو حب الله وا?نسان والحياة.

مواهب ينقصها حق الظهور
 •  مــــا الذي ينقص المنشد التهامي كي يبدع ويتألق؟
ـ ينعكس الثراء الحضاري والثقافي لتهامة في ظاهر وجوهر ا?نسان التهامي، فهو في الحقيقة لديه القابلية ?ن يرتقي، ولكن ما ينقصه لكي يبدع ويتألق هو توفر قناة تلفزيونية تهامية خاصة بالمواهب تمنحه حق الظهور، با?ضافة إلى الوسائل ا?خرى التي من خلالها يستطيع بها الظهور، كالمسرح واستوديوهات التسجيل الفني وغير ذلك.

 •  هل هناك عمل إنشادي قمت به وندمت؟
ـ لا، أبداً.

الزامل الأكثر انتشاراً
 •  ما رأيك في الزامل من حيث الصوت والطابع والصدى؟
ـ الزامل فن جميل، ولكن البعض يغلب عليه اللحن المكرر الممل، ومع ذلك نلاحظ أنه الأكثر انتشارا في أوساط الناس، وله جمهور طاغ.

 • هل صدر لك زامل؟
ـ لا.

 •  من هو الشاعر الذي تتمنى لو تنشد له؟
ـ الشاعر عجلان ثابت.

 •  ما هو آخر أعمالك؟
ـ أنشودة "شهر الهدى".

 •  برأيك ما هو الفرق بين المنشد التهامي والمنشد الصنعاني؟ وأيهما أبدع؟
ـ الفرق بينهما يكمن في توفر الفرصة، تتوفر الفرص للمنشد الصنعاني أكثر من المنشد التهامي. لا أستطيع تحديد من ا?بدع، ?نهما ينشدان لونين مختلفين، فلا يمكن المقارنة بين مختلفين.

 •  كلمة أخيرة تود قولها؟
ـ الفن نتاج الروح، فكلما كان الفن أعمق، أنقى، وأرقى، دلت هذه الصفات على طبيعة الروح. ليس كل مسموع فن بالمعنى ا?عمق، إنما قد يكون فنا بالمعنى الأجوف الذي نتداوله في يومنا العادي. الفن لغة الروح، والروح سر من أسرار الله.