حاوره عبدالرقيب المجيدي / لا ميديا -

التجهيز لحوار ممثل ومذيع مثل أسعد الكامل أمر مشوق للغاية. وانتقاء الأسئلة يتطلب مفاضلة مرهقة، خاصة إذا كان الضيف بقامة أسعد الكامل.
انسجم المذيع أسعد الكامل مع ذاته في نقل كل ما يشعر به وما يراه. ومن المؤكد سيكون لبرامجه مكانة سامقة، لأنه يتناول قضايا مهمة لا قضايا هشَّة.
أصبح الكامل أيقونة الشاشة اليمنية من خلال تقديمه لبرامج نوعية، حيث يتصدر برنامجه «الحاصل»، الذي تم عرضه في قناة «المسيرة»، المشهد الإعلامي المرئي في الموسم الفائت.
أسعد الكامل يمتلك مخزوناً معرفياً واسعاً، وحس إنساني عميق، وقدرة فائقة على الإبداع. ولعل هذه الصفات جعلته يصل إلى قلوب الجماهير ببساطة متناهية.

• حقق برنامج "الحاصل" شهرة واسعة. هل كانت أول تجربة لك في هذا المجال؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أولاً: أشكر صحيفة "لا" لإتاحة فرصة الحديث حول هذا الموضوع. وبالنسبة للسؤال، فإنها لم تكن التجربة الأولى. لديّ العديد من الأعمال، مثل برنامج "المسلسل" على قناة "يوتيوب"، وكان له صدى كبير في الوسط الفني، لأنه كان يتحدث عن انتقادات المسلسلات اليمنية والأخطاء الوافرة فيها، ومحاولة تفاديها مستقبلاً. وأيضاً من ضمن البرامج التلفزيونية التي قدمتها برنامج "يوميات معيّد" على قناة "السعيدة" وأيضاً برنامج "اضحك مع الأيام". ولي الكثير من البرامج، لكن كان أبرزها برنامج "الحاصل"، لأنه كان يحتوي على رسائل توعوية هادفة.

• هل يمكن أن نرى "الحاصل" في الموسم القادم؟
لم أكن أريد أن أصرح في هذا الأمر، لكن تقديراً لصحيفة "لا" إن شاء الله سيتم مشاهدة "الحاصل" بشكل أسبوعي خلال الأيام القادمة.

• لاحظنا أن غالبية ضيوف البرنامج فنانون ولم نشاهد فنانات لماذا؟!
كنت مدير الإعداد مع مجموعة من الأكاديميين وبالنسبة لاختيار الضيوف كان من قبل مدير المؤسسة، الأستاذ عبدالله الوشلي. وأحياناً كان يتم اختيار الضيف حسب موضوع الحلقة وتوجهها، وغياب الكادر النسائي ضمن الضيوف يعود لسياسة المؤسسة.

 • ما الرسالة التي تريد إيصالها من خلال البرنامج وماذا تريد من المشاهد أن يعرف؟
الهدف من فكرة وإعداد البرنامج بشكل رئيسي يتمثل في نقل الوعي وإيصال الرسائل الهادفة التي غابت عن المشاهد اليمني. تطرقنا إلى مواضيع لا يدرك خطورتها أبناء الشعب اليمني، مثلاً قضية الدولار وما هو السبب في ارتفاعه ومن أين جاء هذا الدولار وما هو تاريخه ومن خلفه... حاولنا في إحدى حلقات البرنامج أن نوصل رسالة للمشاهد أن الدولار هو قاتل اقتصادي، وهو الذي يحاول أن يُركِّع كل الشعوب عن طريق فرض هيمنته كعملة عالمية تدار في السوق العالمية وكذلك تطرقنا إلى سبب تدهوره وما يسببه من حصار اقتصادي وحرب اقتصادية على اليمن... فالبرنامج كان يوضح للشعب اليمني أن هذا هو "الحاصل" والذي "يحصل" في مثل هذا الوضع.

• ما السر في عدم الاهتمام بإنتاج برامج من هذا النوع؟
سؤال جميل، وأتمنى من الجميع أن يستمع لمثل هذا الكلام. وعدم إنتاج مثل هذه البرامج يعود للشركات المنتجة التي بدأت تلتفت، وأصبح أشبه بالروتين للمسلسلات اليمنية التي تعرض في شهر رمضان فقط، رغم أننا بحاجة لمثل هذه البرامج والمنافسة فيها لكي ننقل الوعي للمشاهد. كما أننا كيمنيين قادرون على إنتاج مثل هذه البرامج، فنحن لدينا مواهب وقدرات نستطيع أن نفوق بها الكثير من البرامج العربية. وبعض البرامج العربية تستخدم الكرومة، مثل العديد من البرامج اليمنية التي تستخدم الكرومة، وأحياناً يخرجون بعض الشيء في بعض البرامج العيدية التي يضاف لها بعض الديكور. فإذا خسرت على الديكور وطورت من البرامج فإنك ستكسب قاعدة جماهيرية كبيرة وستوصل الرسالة التي تريد.
فأنا ألاحظ على بعض البرامج أنهم يحاولون أن يقتصدوا في جانب الديكور والجماليات، ومع ذلك يخسرون في جانب آخر. ونحن في برنامج "الحاصل" خسرنا كثير في جانب الديكور، لكن البرنامج لفت انتباه الجميع.

• بكل تأكيد هناك قصص شيقة في كواليس "الحاصل"، هلا تحدثنا عنها؟
هناك قصص كثيرة، فعندما كنا نصور بجانب حديقة، وعندما كنا نبدأ بالتصوير، كان هناك قطة لم نعرف أين مكانها، فالمخرج كان يقول أربعة، ثلاثة، اثنين... وكانت القطة تموء، فننتظر قليلاً حتى تهدأ، وما إن نعود فإنها تعود للمواء...

• لماذا لم يتم إظهار الجمهور المتواجد في البرنامج؟
نحن حجزنا قاعة كبيرة، وقمنا بتوسيع الديكور. المخرج لم يقم بإظهار الجمهور، لأن الكثير من الجمهور المتواجد كان يتعاطى القات.

• هناك روح فنية في أعماق أسعد الكامل. هل سنراك في أعمال درامية قادمة؟
أنا ممثل قبل أن أكون مقدم برامج، ولدي العديد من الأعمال، ربما لم تشتهر كثيراً. أنا شاركت في طفولتي في مسلسل "خطير الخطير" وبرنامج "بيت العلوم"، وشاركت في مسلسل "ماشي كماشي"، وأيضاً لديَّ أفلام قصيرة في "اليوتيوب".

• هل لك برامج قادمة؟
نحن مقدمون على عمل سيكون نقلة نوعية، هو برنامج "الشاقوص" يتحدث عن التعليم العالي، وهو مزيج من تقديم برنامج ونقد وخط درامي كمسلسل. وسيتم إنتاجه قريباً في حال عدم إنتاج برنامج "الحاصل" أسبوعياً.

 • ما الذي ينقص الإعلام المرئي من برامج؟
الإعلام المرئي ينقصه البرامج التي تحمل النقد البناء والإصلاح بين المجتمع. فنحن أصبحنا نهاجم دون أن نضع حلولاً والدراما اليمنية أصبحت مُسيَّسة وتابعة لجماعات وأحزاب وأطراف، وأصبحنا نفتقر للمادة التي تعرض الخدمات وانتقاد المشكلة وحلها ومواجهة العدو الأول والأخير، وهو العدوان الخارجي، الذي هو عدو لكل اليمنيين، فنحن في زمن كشف الحقائق، ولم يعد هناك شيء يخفى على هذا الشعب، فإعلام العدوان يظهر بكل بجاحة ليتحدث يومياً ويبرر جرائمه الهائلة.

 • ماذا يعني لك الفن والشعر؟
قال شكسبير: "اعطيني مسرحاً أعطك شعباً مثقفاً". وأنا هنا لا أتحدث عن المدرسة الأمريكية والمدرسة الأوروبية، والتي أصبحت تميل إلى الميوعة والخلاعة أكثر مما تحمل من رسالة، فالفن إذا حمل رسالة فإنه سيحكم العالم، فأمريكا وصلت إلى كل بيت بفنها عبر هيوليوود، فالماسونية والنظام الأمريكي حكم العالم عن طريق الإعلام والاقتصاد، فإذا حملنا الإعلام ونقلنا الفن بطريقتنا الإسلامية وبما نحمله من عادات وتقاليد وقيم فسيكون لنا مكانة في الوطن العربي والعالم.
بالنسبة للشعر يعتبر لسان حال كل يمني، ونحن أصل أدب وأصل اللغة العربية الفصحى وأصل العرب. وكما قال السيد حسين نصر الله: "انظروا إلى فصاحتهم، انظروا إلى بلاغتهم..."، فهناك أبيات شعرية بمثابة جبهات. وكلمة شكر وعرفان لكل شاعر يمني كان له دور كبير في مواجهة العدوان. وأسفي على الإعلاميين والشعراء الذين يحاولون أن يحافظوا على جمهورهم من خلال حيادهم ومع ذلك يخسرون كل شيء.

• بماذا يحلم أسعد الكامل؟
أحلم بدولة مستقلة، دولة نظام وقانون ودستور يُفرض على الصغير والكبير. أحلم بعدالة وبوطن مزدهر زراعياً واقتصادياً وثقافياً وسياحياً. وكذلك أتمنى من كل التكتلات السياسية أن تجتمع إلى طاولة الحوار. وعلى المستوى الشخصي أتمنى أن نستمر ببرنامج "الحاصل" أو برنامج أفضل منه.

• كلمة أخيرة...؟
شكراً لصحيفة "لا" على هذا اللقاء، وأتمنى لهذه الصحيفة أن تنتشر كثيراً، وأن نراها في كل بيت.