المنشد الكبير إسماعيل الوزير:المملكة هالكة والملك للرحمن
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي
حاوره: عبدالرقيب المجيدي-
لا يمكنني بكلمات قليلة أن أتحدث عن الأعمال الإنشادية للمبدع إسماعيل الوزير، لأنها تتميز بالصمود والتصدّي، وبالهجوم والتحدي للعدوان الأمريكي السعودي.
المنشد الكبير إسماعيل الوزير استدعى جذوة التراث، وأيقظ الحس العصري للأنشودة والزامل.
صوته نادر ويتمتع بمزايا عديدة تكفي كل مزية لتجعل منه منشداً عظيماً. كما أن صوته أضفى على أعماله مذاقاً سحرياً، وهو من أقوى الأصوات وأصفاها في بلادنا. كما أن إحساسه يقظ ومفتوح على التراث.
الزامل ثقافة مجتمع
• هل اكتمل للزامل كل المقومات لكي يبقى ويستمر؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين. الزامل تراث أصيل وضارب في جذور التاريخ. لم يكن الزامل غائباً، بل كان حاضراً في مختلف المحافل وأغلب المناسبات، ولكن نستطيع القول بأن الزامل في هذه المرحلة، أي مرحلة العدوان الغاشم على بلادنا، له أهمية كبيرة، وأصبح له حضور كبير، وصار اليوم أهم أسلوب من أساليب التوجيه المعنوي، بل أصبح ثقافة تثقف بها المجتمع. وبما أن الزامل أصبح ثقافه فهذا أكبر ضمان لأن يبقى ويستمر.
مكانة فنية مرموقة
• هل الزامل واكب المشهد الفني؟
الزامل فن من فنون الموروث الشعبي الأصيل التي تتحلى بطابع متفرّد، فهو برفعة عالية يخاطب الحمية ويستفز العاطفة، وقد استطاع بعض المزوملين المبدعين أن يواكبوا به هذه المرحلة ومن جانب فني مميز وذلك من خلال ما يقدمونه من ألحان مميزة جعلت للزامل مكانته المرموقة في الساحة الفنية.
العز في شعبي
• عمل من أعمالك تعتز به كثيراً؟
هناك الكثير من الأعمال التي أعتز بها، سواءً من الأعمال الإنشادية أو الزوامل، وبالأخص ما كان منها ضد العدوان، ومنها زامل «العز في شعبي يناديه».
أسباب الغياب
• أعمالك الإنشادية قليلة، ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟
أعمالي الفردية قليلة فعلاً، ويعود ذلك لعدة أسباب، أهمها اهتمامي الكبير بإنتاج الأعمال الجماعية للفرقة، لأني أعتقد أننا من خلالها نوصل رسالة أقوى. ثانياً انشغالي بأعمال جهادية غير الإنشاد، وبالأخص في السنتين الماضيتين، وكذلك هناك سبب يعاني منه أغلب المنشدين، وهو عدم توفر الإمكانات اللازمة لإنتاج الأعمال.
بعض الألحان تسيء للزامل
• كيف تنظر إلى الفضاء الفني اليوم سواء في مجال الزامل أو الأنشودة؟
من وجهة نظري أرى الفضاء الفني مكتظاً بالمبدعين فيما يخص الإنشاد. أما في مجال الزامل فهم قلة، ففي مجال الإنشاد برز الكثير من أصحاب الأصوات المميزة وأصبحت عملية تلحين الأناشيد فنياً وعلمياً أكثر من السابق، نظراً لتعلم الكثير من الملحنين أصول وأدبيات التلحين السليمة من النحايتين العلمية والفنية، وقد أضاف التوزيع الموسيقي أيضاً للأنشودة أجواءً جذابة أكثر، وبالأخص الأناشيد الحماسية. أما في مجال الزامل فهم قليلون كما أسلفت وليس كل ما ينتج يقال عليه زامل، فهناك زوامل تراثية قديمة معروفة، وهناك ما يلحن وفق أدبيات تلحين الزامل اليمني وجوَّه، فينطبق عليه تسمية زامل، نظراً لجو اللحن والروح التي يتمتع بها الزامل، وهناك الكثير من التسجيلات والألحان التي لا تمت إلى أجواء الزامل بصلة، بل قد تصل إلى أن تستقي هذه الألحان من أغانٍ خليجية وهذه الألحان يزدحم بها الفضاء الفني حالياً، فالأحرى ألّا تنزل هذه الألحان باسم زامل، وليطلق عليه أي تسمية أخرى، لأن هذه الألحان تسيء إلى الزامل.
من لا يهتم بالتراث ليس منشداً
• الكثير من المنشدين متهمون بعدم الاهتمام بالتراث اليمني، ما تعليقك؟
في رأيي أنه ليس هناك من ينطبق عليه فعلا مسمى منشد إلا وهو مهتم بالتراث، ولن أقول لا بد أن يكون ملماً به بشكل كامل، ولكن يجب أن يكون ملماً بالكثير منه، وأن يبقى على اطلاع مستمر به، ومن هو غير ذلك ليس منشداً مع احترامي لأصحاب الأصوات الجميلة من الذين يهملون هذا الجانب.
• إذا طلبت منك أن تختار عملاً مميزاً لك ماذا ستختار؟
بالنسبة لي هناك الكثير من الأعمال التي أعتبرها مميزة، منها ما هو إنشادي مثل أنشودة «خذني إلى النور» من كلمات الأستاذ عبدالقوي محب الدين والألحان من التراث الصوفي التعزي، ومن الزوامل «المملكة هالكة» برفقة الشهيد البطل لطف القحوم سلام الله عليه.
شرط الموهبة وجمال الصوت
• ما هي العوامل التي تصنع منشدا حقيقيا؟
هناك الكثير من العوامل، أهمها الموهبة وجمال الصوت، وهما هبة إلهية من الله سبحانه وتعالى، وإن وجدا استطاع من أراد أن يكون منشداً أن يصل لاستيفاء بقية العوامل، منها تعلم القرآن الكريم وهذا من أهم ما يساعد على النطق الصحيح، وكذلك تعلم اللغة العربية والاستماع المستمر مع التدريب، إضافة إلى الهمّة والعزيمة.
ما يعيب الملحنين
• الكثير من الملحنين يقومون بتلحين الأنشودة من مقام واحد دون تعدد المقامات برأيك لماذا؟
صحيح، هناك من الملحنين من تجد ألحانهم في إطار مقام واحد أو مقامين بالكثير، رغم اختلاف مواضيع القصائد وهذا معيب جداً، لأن لكل مقام موسيقي خصوصية تلحين مواضيع معينة، فمثلاً لا يصح أن ألحن قصيدة حماسية ثورية بمقام الصبا، لأن مقام الصبا له خصوصية تلحين الأجواء الحزينة، فلا يُطلق على من يُلحن بهذا الشكل مُلحناً، لأنه لم يأتِ للتلحين بالطريقة الفنية والعلمية. فأرى لمن يلحن بهذه الطريقة أن يدع التلحين لأهله.
في حضرة الشهيد الصماد
• ما هو جديدك؟
هناك العديد من الإصدارات الجديدة التي أصدرناها حديثاً، منها آخر عمل في ذكرى استشهاد الشهيد القائد سلام الله عليه من ألحاني وكلمات الأستاذ إبراهيم حميد الدين وهي من أدائي برفقة مجموعة من المنشدين والآن أنا في صدد إعداد عمل للشهيد الصماد سلام الله عليه.
• بماذا يحلم المنشد إسماعيل الوزير؟
لا أحلم بشيء، لأن الأحلام مجرد أوهام، لكنني أسعى لأهداف كبيرة، أبرزها طلب رضا الله تعالى من خلال ما نقدمه، وأن تكون هذه الأعمال مؤثرة في الوسط الاجتماعي، ومغيظة لأعداء الله.
كيان يجمع المنشدين
• كلمة أخيرة؟
أتمنى أن يكون هناك كيان يجمع المنشدين كمؤسسة أو قطاع أو اتحاد ومختص في هذا المجال الإبداعي، رسمياً كان أو خاصاً يهدف للارتقاء بالعمل الإنشادي وتنظيمه والابتعاد عن الأعمال العشوائية، على أن يكون هذا الكيان متوافقاً عليه من قبل جميع المنشدين، أو على الأقل من قبل جميع رؤساء الفرق المتواجدة في الساحة الإنشادية. وعبر صحيفتكم المتألقة أرسل رسالة لجميع المنشدين أقول لهم: أرجو ألا تكثروا مما لا فائدة منه من أناشيد وزوامل، وأن يكون جميع ما ينتج من أعمال من ضوء المسيرة القرآنية. وأرجو أن تكون جميع الأعمال مواكبة لتوجيهات السيد سلام الله عليه في خطاباته ومواكبة الأحداث، ويجب علينا جميعاً من الناحية الفنية أن نرتقي بأذواق الناس من خلال ما نقدمه من أعمال، وأن نهتم باختيار القصائد الهادفة والمميزة والألحان المناسبة، فليس كل قصيدة تلحن، وليس كل لحن يسمع، والله الله بالإخلاص. في الأخير رسالة أرسلها لدول العدوان ونحن في بداية العام الخامس من عدوانهم الهمجي على بلادنا، أقول لهم إن شعبنا اليوم حاضر لأن يضحي ويتصدى لمؤامرتكم، ومستمرون في جهادكم حتى يأذن الله بنصره.
وأختم كلامي بأسمى تحايا الإجلال والولاء لسيد العلم المجاهد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله، وأتقدم أيضاً بخالص التحايا والشكر والعرفان لأبطالنا المجاهدين في مختلف الميادين ولمن ارتقى منهم شهيداً الى الله، وكذلك الجرحى. ولا ننسى أسر الشهداء أيضاً. وأشكر صحيفتكم الموقرة، هذا المنبر الجهادي الحر على استضافتها، وأشكرك أخي شخصياً، فقد كان حوارك ممتعاً.
المصدر صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي