طلال سفيان/ لا ميديا -

عصامي ووحيد على المستوى الشخصي, وفنان وعازف كروي أرهق الكثير من المدافعين وحراس المرمى. هو نجم فوق العادة. هو حالة خاصة. موهوب بالفطرة... هو مشوار زاخر في كرة القدم اليمنية  ولاعب قدم الكثير على مدى عشرين عاما، كان فيها أحد فرسان الإمبراطور أهلي صنعاء  والمنتخبات الوطنية في الزمن الجميل، زمن الكرة اليمنية.

بداية مبكرة
  من أين انطلق الكابتن مختار في مشواره الكروي الطويل والحافل؟
بدأت منذ سن العاشرة، وكان ابن عمي، عبدالسلام اليريمي، ضمن النادي الأهلي، وهو الذي شجعني على الانضمام للأهلي لألتحق بصفوف الفئات العمرية مع الكابتن محمد الحيمي الذي أكن له الكثير من الاحترام نظراً لدعمه لي في بداية حياتي الرياضية, ثم تدرجت في الفئات العمرية (فرق 16 و17 سنة) مع الأستاذ سعيد العرشي الذي كان قدوتي في الملاعب عندما كان في الفريق الأول والذي تمنيت أن أصل لمستواه وتعلمت على يده الكثير في أمور الحياة (رياضياً وتربوياً)، وكان هو الأستاذ والأب الحنون لي وللاعبي الفئات العمرية بالنادي, ثم صعدت لفريق الشباب وكان مدربنا المصري سكارنو، واستطعت أن أثبت نفسي ليتم تصعيدي للفريق الأول مع بعض زملائي اللاعبين في الموسم 1982/1983 نظراً لمشاركة لاعبي الفريق الأول مع المنتخب الوطني ومنع اتحاد الكرة من مشاركتهم في مباريات الدوري أثناء تواجدهم مع المنتخب, وكانت هذه فرصة استطعت فيها إثبات جدارتي وأن آخذ مكاني الطبيعي في الفريق الأول.
 وعلى مستوى المنتخبات؟
تدرجت أيضاً مع المنتخبات الوطنية ابتداء من منتخب الناشئين ومن ثم منتخب الشباب, ثم استدعاني المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو للمنتخب الأول.

خط وسط ناري
 كنت ضمن الجيل الذهبي لنادي أهلي صنعاء؟
كان جيل الثمانينيات على مستوى أندية اليمن يتمتع بجيل من اللاعبين الذين تميزوا بالمهارات والولاء والحب وكانت الأندية تعج بنجوم عملاقة, وكان أهلي صنعاء أحد هذه الأندية، فقد كان أهلي صنعاء في تلك الحقبة يتميز بوجود خط وسط ناري مكون من الشقيقين أحمد وعبدالله الصنعاني وخالد دريبان وأنا، بعد أن استطعت أن أكون ضمن هذه الكوكبة. الأهلي كان نادي النجوم والبطولات والخصم اللدود لغريمه الوحدة في نزالات كروية ملتهبة بجماهير الفريقين على ملعب الظرافي. 

أمام التلال
 ما هي المباراة الأبرز في مشوارك الكروي؟
هناك أكثر من مباراة مع القطب الثاني لنا في العاصمة (وحدة صنعاء), لكن تبقى مباراتنا مع نادي التلال بعد الوحدة مباشرة في رمضان على ستاد علي محسن المريسي كانت المباراة الأبرز لي على مستوى البطولات المحلية.

دعم الصنعاني
 تميزت بخطورتك أمام المرمى رغم إنك لاعب وسط.. ما السبب؟
أنا لاعب وسط مهاجم, وكنت أميل إلى المراوغة بشكل مبالغ فيه, وكنت ألعب بجوار زميلي أحمد الصنعاني الذي كان مصدر دعم لي. كنت أحب أن أحتفظ بالكرة وأهاجم وأصنع الأهداف، والحمد لله كنت أتوفق كثيراً بتسجيل الأهداف وهذا بفضل الله وزملائي.

خسارة أهدت اللقب للغريم
 مباراة حزنت عليها كثيراً؟
خسارتنا أمام الشعلة على أرضنا رغم أننا كنا نحتاج للتعادل لإحراز البطولة التي ذهب لقبها لنادي وحدة صنعاء غريمنا الأزلي.

عصام المرعب
 موقف ظريف حصل معك؟
الحركات التي كان يؤديها الكابتن عصام دريبان أثناء معسكرات الفريق وقبل مباريات الفريق في المحافظات, حيث كان يرتدي قناعاً مخيفاً على وجهه ويختبئ في الدواليب، وحالة الذعر الشديدة على وجه الكابتن يحيى جعرة من هذه المقالب.. كانت فعلاً أوقات طيبة.

احتياطي في اللقاء التاريخي
 هل لعبت المباراة التاريخية بين أهلي صنعاء والرشيد العراقي؟
جرت هذه المباراة عندما كنت في بدايتي مع أهلي صنعاء. في تلك المباراة ضمن منافسات تصفيات الأندية العربية كنت ضمن الاحتياط. كان لقاء تاريخياً بمعنى الكلمة, تمكن فيه أهلي صنعاء من الفوز بهدف يحيى جعرة المذهل على نادي الرشيد الذي كان يضم يومها جل لاعبي منتخب العراق وعلى رأسهم عدنان درجال وكريم وخليل علاوي وأحمد راضي.

جيلنا أفضل فنياً
 ما الفارق بين جيلكم والجيل الحالي؟
طبعاً هناك فرق كبير، أولاً من حيث الإمكانيات، كانت إمكانيتنا متواضعة، وذلك على مستوى الدعم المادي والمرتبات وعلى مستوى المنشآت المتمثلة بالملاعب المعشبة.. وبالنسبة للمستوى الفني كان جيلنا الأفضل، سواء على أداء المباريات المحلية أو التمثيل المشرف في المباريات الخارجية، بالإضافة إلى الحماس والمتابعة الجماهيرية. كما كان الجيل القديم يتمتع بالولاء والانتماء والحب للأندية والوطن واللعبة. أما الجيل الحالي طغت عليهم الشهرة والمادة والاحتراف، وهذا ما أدى إلى تراجع الرياضة في اليمن بدلاً من تطورها وهو أمر يحتاج إلى الدراسة لمعالجته.
 لاعب تمنيت اللعب إلى جواره؟
إبراهيم الصباحي من شعب إب، وحسين جباري ومحمد فيضي من المجد.

دور إداري
 ما الذي قدمته للملاعب منذ اعتزالك؟
دخلت مجال العمل الإداري الرياضي.. حيث عملت مديراً للكرة بنادي أهلي صنعاء لأكثر من سنة، ثم مشرفاً رياضياً للأهلي وعضواً في لجنة المسابقات بالاتحاد العام لكرة القدم ومديراً لمنتخب الشباب الذي تأهل لنهائيات كأس آسيا في ميانمار2014.
 حالياً هل ما تزال تعيش ضمن الأجواء الرياضية؟
ابتعدت عن عالم الرياضة بسبب العدوان السعودي الإماراتي البربري على اليمن، والذي أوقف كل الأنشطة الاجتماعية والرياضية والاقتصادية والثقافية... بالمختصر: هذا العدوان لم يوقف فقط أنشطتنا الرياضية بل أوقف حياتنا كلها.

هؤلاء دمروا الكرة اليمنية
 ما هي مشكلة الكرة اليمنية بشكل خاص؟
الدخلاء عليها من مشائخ قبليين ورجال أعمال... هؤلاء هم أكثر من دمر الكرة اليمنية، سواء برئاستهم للأندية أو اتحاد الكرة.

البروقراطية الإدارية
 ورياضياً بشكل عام؟
بيروقراطية المؤسسة الرياضية المتمثلة بوزارة الشباب والرياضة, هذه الوزارة التي تولى مناصبها وبقرارات سياسية شخصيات (وزراء ووكلاء) من خارج الحقل الرياضي ومن أبرزهم عبدالرحمن الأكوع وحمود عباد ومعمر الإرياني, وهذا ما أثر على إداء الوزارة بخصوص دعم الأندية والاتحادات. أمثال هؤلاء من شخصيات تمتلك القرار تسببت بمشاكل لا حصر لها، ففاقد الشيء لا يعطيه. وعلى العكس أنظر إلى تولي الرياضيين لبعض المناصب في الوزارة ومدى تحريكهم للمياه الراكدة، وأبرز مثال تولي عصام دريبان لمنصب مدير قطاع النشاط الرياضي ووائل القرشي لمنصب مدير عام الاتحادات.

 ماذا تتمنى اليوم؟
أتمنى أن يتوقف هذا العدوان البربري ويجري مصالحة وطنية بين اليمنيين وأن تعود البلاد إلى وضعها الطبيعي.
 كلمة أخيرة؟
أشكر صحيفة "لا" على مبادرتها بتذكير الناس بنجوم الزمن الرياضي الجميل من خلال إتاحتها للقاءات مع كل من كان له بصمة في الملاعب، فالجيل الحالي لا يعرف مختار اليريمي وفرسان كرة القدم والرياضة عامة من الأجيال القديمة.