حوار :  أحمد عطاء/ لا ميديا -

منذ أن كنت طفلا وأنا أسمع صوته صداحا في كل مناسبة، منشداً القصائد الكبيرة والمعلقات الطويلة التي يصعب على المنشدين التغني بها، فهو منشد لأئمة الصوفية وعظماء الشعراء، أمثال عبدالرحيم البرعي وأحمد شوقي وحسان بن ثابت.. له صوت جهور يتغلغل إلى داخل الروح ويحلق بك عاليا في سماوات الخشوع والتأمل.. له باع في أداء قصائد الغزل بطريقة ساحرة تجعل المستمع يترنح يمنة ويسرة، ذائباً فيما يسمع.. في مشاركته الأخيرة في مهرجان يوم الشهيد اختير له مقطع استطاع به أن يجذب ويشنف آذان المستمعين وهو يقول:
الشهداء في غرة
أحياء يرزقون
وأمعملاء في حسرة
في امساحل يهلكون
ومؤمن لا يخون
ومؤمن لا يخون
من حظي بالاستماع إليه حتما سيعرف ما الذي يمتلكه من جوهر مكنون يداعب به قلوب الناس ويسكب طمأنينة وشعوراً من عالم آخر..
إنه المنشد الكبير الأستاذ محمد مجلي.

 •  المنشد المتألق أهلاً وسهلا بك.
حياك الله.

26 سنة إنشاد
 • أولا عرف القراء من يكون المنشد محمد مجلي؟
محمد حسن مجلي من مواليد 1986م، مدرس د. إسلامية.

 • أنت من أقدم المنشدين في تهامة، ترى كم هو عمرك الإنشادي؟
الحمد لله عمري الإنشادي 26 سنة. 

 • من الذي اكتشف موهبتك كمنشد وشجعك وأخذ بيدك؟
الكثير من الأصدقاء، منهم  أ. محمد كيال،  أ. محمد جابر عزي، الشهيد  أ. ناصر بلكم، وغيرهم من الأحبة والأصدقاء الأعزاء.

 • ما هو نوع القصائد التي تفضل إنشادها؟
كل قصيدة جميلة ورقيقة أحـب إنشادها، وخصوصاً للشعراء القدامى في أي أنواع الشعر. 

 • الأناشيد الصوفية قريبة من القلب، كيف استطعت إجادتها روحاً وفناً وأداءً؟
الأناشيد الصوفية أحب من قيلت فيه كثيراً، كما أحببت قائلها. والحمد لله على حسن الأداء والحس الصوفي. 

 • هل أنت راضٍ عن مستواك بعد كل هذا العمر؟
لا، لست راضياً عن مستواي، وما زلت أطلب الزيادة فالإنسان لايزال يتعلم حتى يموت. 

 • لو عاد بك الزمان إلى الخلف ترى ما الذي كنت ستفعل؟
وما عساي أن أفعل؟! يعود الزمان أو لا يعود، خلاص، ما فات مات، وليس كل ما يتمناه المرء يدركه، والحمد لله. 

موقف خاص
 • ما هو الموقف الذي غير حياتك؟
موقف مؤلم بالنسبة لي غير حياتي وجزء من طباعي، وهو خاص بي أعتذر عن ذكره. 

 • متى كانت أول مشاركة إنشادية لك؟
أول مشاركة إنشادية لي كانت في عرس الأستاذ الفاضل محمد عزي صايغ، سكرتير مدرسة السلام سابقاً.

أسباب عدم الظهور
 • رغم مشاركتيك الأخيرتين في مهرجان المولد النبوي ويوم الشهيد.. لماذا أنت غير ظاهر على الساحة الإنشادية كما يجب؟
عدم ظهوري له عدة أسباب ‏?‏منها:
 • ليس معي مسؤول كبير من أهلي أو صديقي.
 • لست مـن الأغنياء.
 • أنا من تهامة.. وهذا ما يؤلمني.. الإهمال.

 • ما رأيك في الزوامل التي يطلقها المنشدون ضد العدوان؟
جميلة جداً ومعبرة عن شجاعة وقوة الإنسان اليمني الذي يعتبر رمزاً للشجاعة والقوة والفداء. 

 • هل سجلت زاملاً؟ وهل لديك الرغبة في إصدار أية زوامل تواجه بها العدوان؟
للأسف لم أسجل أي زامل، وليس عنـدي أي مانع في التسجيل لو أتيح ذلك.

في أسوأ حالاته
 • ما هو رأيك في المشهد الإنشادي اليوم؟
المشهد الإنشادي اليوم في حالة يُرثى لها وفي أسوأ حالاته، ولا يستحق أن يُسمى إنشاداً إلّا ما ندر.

 • من هو قدوتك الإنشادية؟
قدوتي الإنشادية الشيخ عمر بركات، الشيخ عبدالرحمن بكيرة، الشيخ عبدلله علي، الشيخ حسن عمر، الشيخ إسماعيل حيدر صافي، وجميع هؤلاء يرحمهم الله، والشيخ يوسف حبيب، والأستاذ محمد حلبي، رعاهما الله.

 • كيف استطعت المحافظة على صوتك وجماله طيلة هذا العمر؟
ذلك الفضل من الله تعالى وله الحمد من قبل ومن بعد. 
لن تهزمونا
 • ما هي رسالتك إلى أعداء الوطن الذين تكالبوا عليه بهذا العدوان؟
رسالتي إلى أعداء الوطن أقول لهم: افعلوا ما شئتم فلن تهزموا الشعب اليمني، واجمعوا ما شئتم من العدّة والقيادة فالهزيمة حليفتكم وليس لكم غيرها بإذن الله تعالى. وأقول لليمنيين: اعرفوا عدوكم الحقيقي وكونوا يداً واحدة وصفاً واحداً متماسكاً وقوياً ضد أعداء اليمن وأعداء الإسلام والمسلمين، فإذا كنتم كذلك فلن يهزمكم العالم بأجمعه، فنحن اليمنيون أولو قوة وأولو بأسٍ شديد.

 • ما هو واجب المنشدين تجاه العدوان وأهله؟
واجب المنشدين هو أن يصدحوا بأصواتهم بالكلمة القوية الصادقة ضد عملاء الغرب ومرتزقتهم، وإذا لزم الأمر الجهاد بالسلاح وليس بالكلمة فقط.

 • هل هناك سؤال فاتني أن أسالكه؟
كنت أود أن تسألني عن أحلامي في الحياة، فأحلامي جميعها مجموعة في حلم واحد، ألا وهو أن يعود بلدي الحبيب الغالي إلى ما كان عليه من الأمن والأمان، بل وأفضل مما كان عليه، إن رَبّــي على كل شيء قدير.

 • كلمة أخيرة تود قولها؟
كلمة أود أن أقُولها وأرسلها إلى وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، أقول لهم: أين أنتم وتراث اليمن الإنشادي ينهار ويكاد يندثر؟! أين أنتم وقد حصل ما حصل للتراث الإنشادي من مسح؟! لماذا لا تعيدون للإنشاد ضوابطه وحلاوته وقد دخلت عليه الآلات الموسيقية والإيقاعية حتى أفقدته رونقه وجماله البديع؟! فالمنشد بصوته فقط يجذب المستمع، وهذا ما يميزه عن غيره. كذلك رسالة أرسلها لكبار اليمن أينما كانوا: اتقوا الله في بلدكم وفي شعبكم وفي أنفسكم واعرفوا من هو عدوكم الحقيقي، وقفوا يداً واحدة وصفاً واحداً وكونوا جميعكم مع اليمن ليرضى عنكم ربكم ويدخلكم جنات عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين.