حراك أمريكي ليمن ما بعد هادي ومحسن
موقف أنصار الله من الدعوة الأمريكية لوقف العدوان 

طالب رئيس الوفد الوطني للمشاورات السياسية، محمد عبدالسلام، الخميس الماضي، الولايات المتحدة الأمريكية بأن تترجم دعوتها لوقف العدوان على اليمن برفع الغطاء السياسي والدعم اللوجستي عن دول تحالف العدوان.
وقال عبدالسلام في بيان له الخميس الماضي: "بخصوص دعوة وزير خارجية أمريكا لوقف الحرب على اليمن، فأمريكا كما هو معلوم ركيزة أساسية في العدوان، وحينما تدعو لوقفه فهي تدعو نفسها، وعليها أن تبرهن بخطوات ملموسة برفع الغطاء السياسي عن هذه الحرب العبثية، والوقف الفوري للدعم اللوجستي والمعلوماتي، والامتناع عن تزويد الطيران بالوقود والتحليق بطيران التجسس، وسحب ضباطها من غرف عمليات العدوان وإيقاف صفقات السلاح التي تسببت في قتل الأطفال والمدنيين".
وكشف الناطق باسم "أنصار الله" عن مساعٍ للعدوان لتصعيد عسكري كبير في الساحل الغربي وباقي الجبهات، مشيراً إلى أن "ما نشهده على الواقع هو النقيض لدعواتهم للسلام، حيث حلفاء أمريكا مستمرون في عمليات التحشيد، مما ينبئ بمرحلة تصعيد عسكري في الساحل الغربي وباقي الجبهات".
وأكد حرص القيادة السياسية على رفع المعاناة وتحقيق الأمن والاستقرار، على عكس ما يقوم به تحالف العدوان ومرتزقته من تحشيد ينبئ بمرحلة تصعيد عسكري في الساحل الغربي وباقي الجبهات.
وأشار إلى أن وفد صنعاء التفاوضي أهل للتعاطي الجدي مع أي خطوات عملية، وليس الدعوات الشكلية والتي تطلق للمواسم الانتخابية في إشارة لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي الثلاثاء المقبل، وللاستهلاك الإعلامي.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، قد دعا، الأسبوع الماضي، إلى إنهاء الحرب في اليمن خلال 30 يوماً واستبدال المعارك بتسوية سياسية.
وأضاف: "على الأطراف المتحاربة في اليمن التحرك قدما نحو جهود السلام. لا يمكننا القول إننا سنفعل ذلك مستقبلا".
في السياق، رحبت بريطانيا بالدعوة الأمريكية لوقف القتال في اليمن، وقالت إن هناك فرصة لفتح ممر إنساني لتفادي "وضع رهيب".
وقال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي): "هذا إعلان محل ترحيب شديد، لأننا نعمل منذ وقت طويل من أجل وقف الأعمال القتالية في اليمن".
بدورها رحبت سلطنة عمان بدعوة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لوقف إطلاق النار في اليمن.
وأكدت السلطنة أن الحوار هو الطريق الأنسب لحل الخلافات، وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.
من جهتها اعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، أن "الوقت قد حان" لتتوقف الحرب في اليمن، مستنكرة الأزمة الإنسانية التي يعانيها اليمنيون، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت بارلي: "حان الوقت لتتوقف هذه الحرب.. وهذه هي الأولوية بالنسبة إلى فرنسا، أن يتحسن الوضع الإنساني وأن يفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية".
وأضافت: "نحن نسعى من دون توقف إلى جانب الأمم المتحدة، كي يتم التوصل إلى حل سياسي لأن هذا الوضع العسكري لا مخرج له.. الأزمة الإنسانية غير المسبوقة" في اليمن.
وكشف مصدر في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفث، أن زيارة العميل عبدربه منصور هادي إلى أمريكا ليست لغرض العلاج فقط، بل لغرض العلاج وترتيب سياسي قادم في إطار المشهد العام بعد أن فشل تحالف العدوان على اليمن في تحقيق أي من أهدافه خلال ما يقارب الأربعة أعوام.
ونقلت صحيفة "العرب" اللندنية عن المصدر قوله إن (المجتمع الدولي والأمم المتحدة، أقنعوا هادي بأن مسألة العودة إلى عدن لم تعد مجدية في هذا المشهد العام، وأن الترتيب نحو مخرج من الحرب هو المجدي، وأن الأمر يتطلب منه تقديم تنازل بهذا الاتجاه، ولن يتحقق الأمر دون ذلك).
وتضيف الصحيفة أن الترتيب الأمريكي للمشهد اليمني القادم، واضح من خلال التحركات التي تقوم بها أمريكا بعد زيارة هادي لها. فبعد الزيارة قبل الأخيرة، وصل قائد (القيادة المركزية الأمريكية) جوزيف فوتيل، الى عدن، والتقى هيئة الأركان العامة في قصر المعاشيق، وبعدها بـ4 أيام توجه فوتيل، إلى الرياض، حيث التقى المرتزق علي محسن الأحمر؛ الأمر الذي يؤكد بوضوح أن ما يجري ترتيب لمشهد يمني جديد.
وتوقعت مصادر سياسية مقربة من مكتب العميل هادي، أن (يتم خلال اليومين القادمين تعيين نائب للرئيس، بدلاً عن علي محسن الأحمر، وبتوجه أمريكي وبمباركة إقليمية).
صحيفة (عدن الغد)، وفي تقرير لها، أكدت أن الرئيس علي ناصر محمد يعد من أكثر الشخصيات الجنوبية التي تلقى حضوراً وتأييداً شعبياً في الساحة الجنوبية، وأكثرها حظوظاً في التربع على الكرسي خلفاً للرئيس هادي.
وقالت الصحيفة إن علي ناصر من أكثر القيادات الجنوبية في الخارج التي لعبت دوراً بارزاً في إبراز نفسها بشكل لافت للنظر في الساحة السياسية، من خلال التحركات والرؤى التي طرحها في أكثر من مناسبة، وقد يكون الرئيس ناصر من الشخصيات والقيادات الجنوبية التي لفتت أنظار المجتمع الدولي والخارجي في الأزمة اليمنية.
كما رجحت الصحيفة عودة رئيس الوزراء السابق المرتزق خالد بحاح، الى المشهد من جديد، ويكون خليفة لهادي.