الزحوفات الفاشلة للعدو فـي الساحل الغربي كشفت عقمه العسكري
وأعناق الاستكبار العالمي تحت رحمة بندقية الجيش واللجان
 

حلمي الكمالي/ لا ميديا

لا يجد تحالف قوى العدوان المتهالك ما يقدمه في ميدان المعركة المعقدة التي يخوضها أمام صلابة حائط قوات الجيش 
واللجان الشعبية الصلب، بعد أن نفدت جميع أوراقه العسكرية والسياسية، إلا أن يغامر بفتح جبهات جديدة تراكم هزائمه المتوالية، وهو ما حدث من خلال تنفيذ مجاميع من مرتزقته الأسبوع الماضي اختراقاً في بعض مناطق الساحل الغربي للبلاد، 
التي تسيطر عليها وحدات الجيش واللجان. حقيقة الاختراق الذي تعكف وسائل إعلام العدوان منذ أيام على تضخيمه وتهويله ونشر أخبار كاذبة عنه، تكشف بحسب خبراء عسكريين عقم الخطط العسكرية لدى العدو الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة
 وعجزه عن تحقيق أي نصر يذكر في معارك يعرف نتائجها مسبقا. إذاً ما حقيقة هذا الاختراق؟ وما هي أهدافه؟ 
وكيف تعاملت معه قوات الجيش واللجان الشعبية؟ هذا ما سنجده 
من خلال كشف جملة من الحقائق واستعراض الكثير من المعطيات والمستجدات في التقرير التالي:
في البداية يجب أن نوضح حقيقة ما يُقال عن الاختراق في جبهة الساحل الغربي.
قامت مجاميع من المرتزقة بالزحف من مدينة الخوخة الساحلية باتجاه مديرية التحيتا التي تتصل مباشرة مع الخوخة بمحاذاة الساحل. الاختراق تم بواسطة عشرات المدرعات العسكرية وبتغطية جوية كثيفة جدا وصلت بحسب المعلومات إلى 300 غارة شنتها طائرات العدوان في 24 ساعة فقط مستخدمة حتى قنابل عنقودية.
واجهت وحدات الجيش واللجان الشعبية زحوفات المرتزقة بيقظة تامة تظهر الدهاء الاستراتيجي الذي تتميز بها والقدرة على التعامل مع الهجمات العسكرية وأيضاً التهويل الذي يرافقها، وخلال الأيام الماضية تمكنت وحدات الجيش واللجان الشعبية من توجيه ضربات قاصمة شتتت زحوفات مرتزقة العدو وأجبرتها على التراجع بعد أن لقي المئات منهم مصرعهم في عمليات نوعية مباشرة وضربات صاروخية مشتركة مع سلاح الجو المسير وضربات بالستية دكت غرف عمليات المرتزقة في الساحل الغربي بالإضافة إلى تدمير عشرات المدرعات العسكرية.
عملياً، ومن خلال هذه المعطيات والمستجدات، فإن عمليات الاختراق باءت بالفشل على أيدي وحدات الجيش واللجان الحاكمة على مجمل المعركة في الساحل الغربي. 

القيادة الوطنية حاضرة في اللحظات المصيرية
حقيقة ما حدث تؤكد أن معركة العدو في الساحل الغربي هي حرب إعلامية وتضليل وتزييف حقائق بغرض إرباك الشارع التهامي، أكثر منها تحقيق تقدم عسكري غير منطقي علمياً وواقعياً.
في غضون ذلك كانت القيادة الوطنية حاضرة كما عودت شعبها في صميم اللحظات المصيرية لمواجهة أخطر المؤامرات العدوانية، حيث ظهر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ليدحر تهويلات العدو ويبين كيفية التعامل معها. 
في خطابه أشار قائد الثورة إلى آليات وطرق الانتصار في هذا النوع من المعارك قائلاً: (أهم نقطة في هذا المعركة هي التماسك والاطمئنان والثبات والحذر من الإرباك، وهذا التكتيك سيسقط بالتماسك والثبات والتعاون من الجميع، سيفشل تكتيك العدوان هذا في المناطق التي يحاول أن يعبر منها)، لافتاً إلى أن العدو يسعى لإعطاء كل خطوة أكبر من حجمها، ويجب مواجهة ذلك بالتحرك التعبوي والإعلامي.

حسابات العدو ذهبت أدراج الرياح 
وبعيداً عن أهداف العدو من مهاجمة الساحل الغربي للحديدة فإن توقعاته في ضرب نسيج الجيش واللجان ذهبت أدراج الرياح، بل عزز بهجومه اللحمة الوطنية المناهضة له التي تجسدت في نكف ونفير شعبي كبير. 
فبعد خطاب قائد الثورة الأخير توجه آلاف المقاتلين من مختلف المحافظات إلى الساحل الغربي لتعزيز لحمة الصمود ومواجهة الاختراق الحاصل والقضاء عليه.
وبحسب معلومات مؤكدة حصلت عليها (لا) فإن ما يقارب 3000 مقاتل من محافظة ذمار توجهوا بعد خطاب السيد بساعات إلى محافظة الحديدة للالتحاق بالجبهات هناك.
ومن ضمن التداعيات التي أعقبت عملية الاختراق الفاشلة للمرتزقة خروج أبناء تهامة في تظاهرات حاشدة الأسبوع الماضي يؤكدون وقوفهم جنباً إلى جنب مع قوات الجيش واللجان الشعبية، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن أحلام العدو في إحداث إرباك في الحاضنة الشعبية شيء من الوهم لا غير.

تماسك الحواضن الشعبية للجيش واللجان
تمثل الحاضنة الشعبية الجزء المهم في معركة الساحل. ويمتلك الجيش واللجان حاضنة شعبية كبيرة في تلك المناطق التي تعتبر الأكثر تعرضا للظلم والاستبداد من قبل النظام السابق وقوى النفوذ، والتي انتفضت كلها مع اندلاع ثورة 21 أيلول وجسدت منذ بداية العدوان نموذجاً بارزاً للتضحية في سبيل الدفاع عن الوطن. لذلك يؤكد المحلل السياسي فؤاد محمد أن تعويل العدو على إحداث فوضى شعبية في تهامة لا أساس له سوى الوهم، خصوصاً في هذه الظروف، حيث ذاقت هذه الحواضن مرارة العيش في ظل تلك القوى التي تسعى لإخضاعهم مجدداً، وبالتواطؤ مع قوى الاحتلال والاستعمار.

عصية على الغزاة
في السياق أثبتت الأحداث التاريخية أن بساطة الجغرافيا الساحلية في المحافظات الغربية للبلاد لم تكن سهلة أمام الغزاة واحتلالها، حيث تمكن أبناء تهامة بمساندة أبناء المناطق الجبلية من دحر قوات الاحتلال البريطاني وأيضا قوات بني سعود في ثلاثينيات القرن الماضي، بالرغم من التفوق العسكري للغزاة، ويعود ذلك بحسب باحثين للانتماء التاريخي والاجتماعي الأصيل للأهالي الذين يعتزون بانتمائهم للمكان، إضافة إلى ترابطهم الوطني مع أبناء المناطق الجبلية.

معركة كل اليمنيين
معركة الساحل الغربي ليست معركة أبناء تهامة وحدهم، وإنما هي معركة كل اليمنيين، وهذا ما أكدته القيادة الوطنية، التي أكدت دعمها لأبناء تهامة في خوض أي معركة قادمة.
وكان الرئيس الشهيد صالح الصماد قد أكد في خطابه الأخير من محافظة الحديدة قائلا لأبنائها: (سنخوص البحر دونكم)، في إشارة واضحة لدعم القوى الوطنية لمعركة الحديدة. كما أكد قائد الثورة في خطابه أن أمانة الصماد (الحديدة) هي أمانة في أعناق كل اليمنيين.

مؤامرة أمريكية إسرائيلية
لم تكن عملية الهجوم على الحديدة اليوم وليدة اللحظة، وإنما تأتي ضمن سيناريو مدروس وخطط مسبقة من قبل العدو وبإشراف أمريكي إسرائيلي مباشر، فهي معركة غربية بامتياز تسعى من خلالها القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا لفرض السيطرة الكاملة على طريق الملاحة الدولية، وبذلك تضمن الحفاظ على مصالحها في المنطقة من الانهيار.
ويأتي الهجوم على الحديدة ضمن صراع اقتصادي عالمي تنخرط فيه قوى إقليمية ودولية، بينها الصين وإيران وكوريا الشمالية من جهة وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا من جهة أخرى. ولا يعد تحالف العدوان بحسب المراقبين إلا مجرد واجهة تقف وراءها قوى الرأسمالية العالمية.

حنكة القوى الوطنية في إدارة المعركة 
وتسعى هذه القوى لجر الجيش واللجان إلى حرب واسعة في البحر الأحمر، لترويج ادعاءاتها بأن قوات الجيش واللجان تهدد الاقتصاد العالمي. غير أن القوى الوطنية اليمنية تعي جيداً أبعاد ومرامي اللعبة الدولية في البحر الأحمر. وبحسب خبراء عسكريين فإن قوات الجيش واللجان أدارت معركة الساحل منذ بداية العدوان بقدرة فائقة، بحيث وجهت ضربات عسكرية قاصمة لخاصرة العدو.
وبناء على ما سبق فإن مراقبين يؤكدون أن قوات الجيش واللجان لن تتردد في شن ضربات صاروخية في المياه الإقليمية، في حال تطاول الأعداء بقصف المنشآت الحيوية والأهالي في الحديدة، في حين يشيرون إلى أن الجيش واللجان لديهم خيارات كثيرة، وقادرون على تلقين العدو دروساً موجعة في أكثر من جبهة.

توقعات تصعيد عسكري
لا يدرك تحالف العدوان وخاصة السعودية خطورة مهاجمة الحديدة، وبحسب المراقبين فإن العملية قد يقابلها تصعيد عسكري كبير من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية، والتي يرجح المراقبون أنها لن تتردد بمهاجمة ميناء جيزان، الذي يعتبر من أهم الموانئ السعودية لنقل وتصدير النفط، في حال قيام العدوان بمهاجمة الحديدة.

استشعار الخطر
هذا التحليل يبدو أقرب إلى الواقع، فالسعودية وبعد أن استشعرت هذا الخطر بثت وسائل إعلامها للمرة الأولى عمليات تبرع بالدم زعمت أنها من قبل أهالي جيزان للجنود السعوديين. وترويج مثل هذه الأخبار من جيزان يؤكد بحسب المحللين أن مشروع السيطرة على ميناء جيزان قائم بالنسبة للجيش واللجان الشعبية، خاصة وأن الأخيرة تسيطر على كافة المرتفعات الجبلية المطلة على الميناء الاستراتيجي. 

عوامل الانتصار في روح الشعب اليمني 
إن أهم عوامل القوة لضمان الانتصار لاتزال تنبثق في روح الشعب اليمني المقاوم من خلال عدة عوامل، أهمها الإرادة والعزيمة والإيمان بالقضية في سبيل الدفاع عن الوطن، بالإضافة إلى القوة البشرية والحواضن الشعبية في مناطق الجيش واللجان الشعبية، والإمكانات العسكرية المتطورة التي تظهر تباعاً في ميدان المعركة. وبجانب ذلك فإن الشعب اليمني يملك رصيداً تاريخياً حافلاً بالانتصارات، حيث تمكن هناك على مر العصور وبإمكانات بسيطة من دفن قوات أعظم الإمبراطوريات، فكيف وقد أصبح مُصنعاً للكثير من المعدات العسكرية والأسلحة، وهو ما ذهب إليه قائد الثورة في خطابه بقوله إن اليمن يعيش أفضل مراحله لمواجهة الغزاة.

التزييف دليل الفاشل
إن أسلوب تزييف الحقائق ونشر الشائعات التي يعتمدها تحالف قوى العدوان في عمليته الأخيرة في الحديدة دليل واضح على هشاشة العدو وإقراره بأنه لا يمتلك أي استراتيجية عسكرية لكسب المعركة. وهذا ليس جديداً، فقد فشل أكثر من مرة في احتلال الحديدة، أبرزها عملية الإنزال الجوي مطلع العام الماضي في مديرية التحيتا، والتي تعتبر شاهداً حياً على هزيمة العدو، وصلابة حائط الجيش واللجان في الساحل الغربي. 

مفاجآت تحملها البندقية
إن الضربات الموجعة التي تلقاها العدو خلال الأيام الماضية تدل على أن زمام المعركة في يد أبطال الجيش واللجان الشعبية، معززاً بالتوافد والالتفاف الشعبي والقبلي، وأن بندقية المقاتل اليماني هي التي ستغير شكل المعركة وربما شكل الخارطة في المنطقة.