ليستر سيتــــــي... انهـــــيار بطل!
- تم النشر بواسطة لا ميديا

شكّل ليستر سيتي بعد فوزه التاريخي بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في الموسم الماضي عنواناً من العناوين الرئيسية التي تستدعي متابعتها في الموسم الجديد لمعرفة ما الذي سوف يصنعه هذا الفريق. لم يكن خافياً أن معظم التوقعات، كي لا نقول جميعها، كانت تذهب إلى أن ليستر لن يتمكن من تكرار إنجازه نظراً إلى صعوبة هذا الأمر في بطولة مثل "البريميير ليغ" يصعب حتى على الفرق الكبرى تحقيقه فضلاً عن عوامل أخرى يأتي في مقدمها التعزيزات التي قامت بها فرق الطليعة ووصول أبرز المدربين إلى الملاعب الإنكليزية كان في مقدمهم الإسباني جوسيب غوارديولا والعائد البرتغالي جوزيه مورينيو.
التوقع كان أن ينافس ليستر على المراكز الأوروبية أو على الأقل أن يكون مزعجاً للكبار، لكن الواقع كان صادماً حتى المرحلة الأخيرة الثانية والعشرين إذ إن فريق المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري، الحائز على جائزة أفضل مدرب في العالم من "الفيفا"، يقبع في المركز الخامس عشر وهو لا يبتعد كثيراً عن الفرق المهددة بالهبوط متلقياً العديد من الهزائم الكبيرة كان آخرها أمس أمام ساوثمبتون 0-3 ليجمع 21 نقطة فقط من 22 مباراة.
هكذا وكما فاجأ ليستر العالم في الموسم الماضي بإنجازاته فإنه يفاجئهم هذا الموسم بخيباته التي وصلت إلى أن يصبح أسوأ حامل للقب بعد 22 جولة منذ فعل ذلك إيبسويتش تاون في موسم 1962-1963.
أسباب عديدة طبعاً تقف وراء هذه الصورة التي بدا عليها ليستر ويأتي في مقدمها افتقاد اللاعبين للقتالية في الأداء والحافز الذي كان يكبر أسبوعاً بعد آخر مع تقدم المراحل في الموسم الماضي، أما في هذا الموسم فإن انطلاقة ليستر كانت ضعيفة وقد بدأها بالخسارة أمام هال سيتي قبل الأخير وهذا ما "ضرب" اللاعبين معنوياً وفقدوا بالتالي هذا السلاح الذي كان عاملاً أساسياً في التتويج باللقب.
الفرق الكبرى هي العامل الثاني الذي أثّر على ليستر وشكّل ضربة قاتلة لطموحاته، إذ إن من أسباب تحقيق فريق رانييري اللقب كان استفادته من تراجع فرق المقدمة في الموسم الماضي رغم أن عودة بعضها هذا الموسم لم تكن بالكيفية المتوقعة. فضلاً عن ذلك فإن هذه الفرق وضعت هدفاً أمامها وهو الثأر من ليستر الذي أنزلها عن الريادة فلعبت أغلبها مبارياتها أمامه بجدية تامة وهذا ما تظهره إنتصاراتها الكبيرة عليه حيث فاز المتصدر تشلسي ذهاباً وإياباً بنتيجة 3-0 وليفربول 4-1 ومانشستر يونايتد 4-1.
العامل الثالث هو الفراغ الكبير الذي خلّفه انتقال الفرنسي نغولو كانتي إلى تشلسي حيث كان بمثابة القلب النابض للفريق في وسط الملعب.
أما العامل الرابع فهو تراجع مردود وأرقام نجمي الفريق الجزائري رياض محرز، المتوج بجائزة أفضل لاعب في إنكلترا، وجيمي فاردي اللذين شكلا في الموسم الماضي ثنائياً رائعاً من الأفضل في أوروبا. وهنا يمكن ربط هذا الأمر بانشغال هذين اللاعبين ربما بالتفكير بالإنتقال إلى وجهة جديدة.
أشهر قليلة تبدلت فيها الأحوال في مدينة ليستر. جماهير الفريق تضع الأيدي على القلوب مخافاة تدهور وضع الفريق أكثر ووصوله إلى الكارثة، أما الفرق الكبرى فلا استغراب أنها تضحك شامتة على حال فريق امتلك الجرأة ليهزمها مجتمعة.
المصدر لا ميديا