مومياوات البيت الأبيض تتسلق على ظهر قرار ترامب وتتاجر بقضايا الأمة
أردوغان الهراوة الأكبر للكنيست الإسرائيلي

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 4 ديسمبر الجاري، بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، غضباً واسعاً في المنطقة والعالم الإسلامي، ويبدو أن ذلك متوقع في حين نفخ القرار في أفواه المومياوات الغارقة في أحضان العدو، لتخرج اليوم وتندد بعد سبات طويل وعميق.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول المتسلقين من نافذة القرار، حيث أدان الرجل نقل السفارة الأميركية إلى القدس بشدة، واعتبر ذلك خطاً أحمر، وهو ما يثير الاستغراب، خصوصاً وأن الرجل الذي يغوص في أحضان الكنيست منذ عقود، وعبارته الشهيرة التي يرددها دائماً (تركيا بحاجة إلى إسرائيل)، قد بدا موقفه غريباً هذه المرة، خصوصاً مع تقارب وتطبيع تركي إسرائيلي كما يقول المثل (سمن على عسل).
يا ترى لماذا أعاد أردوغان التسويق للقضية الفلسطينية؟ وهل تركيا بحاجة للقضية الفلسطينية لتحقيق مصالحها كما هي حاجتها لإسرائيل؟ مفارقات عجيبة نحاول هنا تسليط الضوء على محطات مهمة في تاريخ الرجل وأقرانه في المنطقة، وعلاقته مع كيان العدو الإسرائيلي.
تغير مفاجئ 
التغير المفاجئ المعلن من قبل أردوغان تجاه إسرائيل عقب إعلان الأخيرة نقل سفارتها إلى القدس، لم يأتِ من دواعي الغيرة التركية على القدس بعد عقود من التطبيع والنوم على سرير العدو، وإنما بحسب المحللين السياسيين أتى على أنقاض خسارة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وضياع حلم المهرولين في تركيا لزعامة المشهد فيها بعد أن فقدت رمزيتها كلياً على المستوى الإنساني والإسلامي والقومي. مضيفين أنه يسعى لإعادة التسويق لنفسه كزعيم عثماني جديد عبر التسلل فوق قضايا الأمة كما فعل بالسابق وتمكنه من الصعود إلى رأس السلطة. 

خسارات متراكمة 
الخسارات المتراكمة لقوى الرجعية والاستعمار في البيت الأبيض والبلاط البريطاني مؤخراً مزقت الكيانات الوظيفية وأدواتها في المنطقة، وأنتجت صراعاً خليجياً خليجياً، وأغرقت الهول العثماني في قاع القاع، وأدرك أخيراً أنه فقد كل شيء.
لقد شكلت هزيمة العصابات الإرهابية في سوريا وفشل المشروع الغربي التدميري نكسه كبيرة لأذيال قوى الرجعية والاستعمار في المنطقة، وعلى رأسها تركيا. 
ولا تبدو مسألة فتح تركيا العلاقات من جديد مع إيران مؤخراً، بحسب آراء المحللين، إلا في نسق تداعيات الهزيمة الكلية للأدوات الوظيفية الغارقة في وحل مشاريع الاستعمار، حيث تسعى الأدوات الغارقة في وحل العمالة وأولاها تركيا لإعادة وجودها بعد أن تناثرت أثافيها على أسنة الرماح.

التسلق عبر القضية الفلسطينية 
هذا الأمر بحسب المراقبين جعل من تركيا أردوغان تذهب اليوم في الاتجاه الذي قد يعيد لها رمزيتها المفقودة من خلال التسلق عبر قضايا المنطقة، وخصوصاً القضية الفلسطينية، وفتح العلاقات مع محور المقاومة من إيران الى السودان، والتي فتحت علاقتها قبل أسابيع، خاصة وأن الخرطوم تعتبر محطة ترانزيت للمقاومة الإيرانية المناهضة لإسرائيل.
محاولات أردوغان لفتح العلاقات مع محور المقاومة، بغض النظر عن إيجابيتها، إلا أنها باعتقاد الكثير جاءت بعد فوات الأوان، ولا تعفي الرجل الذي دفع بلاده وشعبه إلى أحضان الرأسمالية، وجعلهما في مهب الهلاك في وقت عمل على تقديم المنطقة بأسرها كعربون لكسب رضى إسرائيل وضمان مقعد على طاولة الاتحاد الأوروبي.

علاقة تركيا بإسرائيل 
العلاقات الإسرائيلية التركية، ليست وليدة اللحظة، وإنما تمتد منذ عقود طويلة، إذ كانت تركيا من أوائل الدول الإسلامية التي اعترفت بإسرائيل في مارس 1949، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل هي المورد الرئيسي للسلاح لتركيا، وبين حكومتي البلدين تعاون كبير في المجالات العسكرية، الدبلوماسية، والاستخباراتية، خصوصاً بما يتعلق بقضايا المنطقة.
وفي 1958، تم التوقيع في موسكو على أول اتفاقية تربط تركيا وإسرائيل بعلاقات اقتصادية وعسكرية. وفي 1986 عينت الحكومة التركية سفيراً كقائم بالأعمال في تل أبيب. وفي 1991، تبادلت الحكومتان السفراء. وفي فبراير وأغسطس 1996، وقعت حكومتا تركيا وإسرائيل اتفاقيات تعاون عسكري، وقد وقع رئيس الأركان التركي حينها شفيق بير على تشكيل مجموعة أبحاث استراتيجية مشتركة، ومناورات عسكرية، منها تدريب عروس البحر المعتمد عليها، كما يوجد مستشارون عسكريون إسرائيليون في القوات المسلحة التركية، وتشتري تركيا من إسرائيل العديد من الأسلحة، وكذلك تقوم إسرائيل بتحديث دبابات وطائرات تركية.
ومنذ يناير 2000، أصبحت اتفاقية التجارة الحرة الإسرائيلية التركية سارية. وفي 2016 وصل حجم الصفقات التجارية بين البلدين إلى 4 مليارات دولار. 

إخوان تركيا 
بعد صعود الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في تركيا وظهور أردوغان لم تتغير العلاقات التركية الإسرائيلية على الإطلاق، ولم تبدِ تل أبيب أي مخاوف على علاقاتها مع أنقرة.
صعد أردوغان إلى قيادة تركيا وهو يتقمص شخصية (إنسانية)، بل شديدة الغلو في إنسانيتها، إلى درجة أنه بدا كأنه بسببها، لا يراعي مصالح بلاده وعلاقاتها، فنراه يهاجم بشدة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، في منتدى دافوس، بسبب العدوان على غزةR36;‎ عام 2009، وظل الرجل يتحدث هنا وهناك عن إسرائيل (عدو الإنسانية)، وفي كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2009، أكد أردوغان أن إسرائيل مصدر كل ما يعانيه الشرق الأوسط من مشاكل.

الهراوة الأكبر
عملت إسرائيل مع أردوغان باعتباره الهراوة الأكبر لتدمير المنطقة لصالحها، وقد ابتدأ بأكثر الدول الممانعة للهيمنة الصهيوأمريكية في المنطقة؛ سوريا، ومن ثم محور المقاومة في لبنان والعراق واليمن. 

تورط تركيا في سوريا
في مطلع 2011 أعلنت تركيا تأييدها لمليشيات الخراب والدمار التي ظهرت في سوريا، وأسهمت بشكل مباشر في دعم الجماعات الإرهابية وتسهيل دخولها وانتشارها على الأراضي السورية.
فرأينا هذا (الإنسان) المفرط في إنسانيته، يقف مع (الجماعات الإرهابية) في سوريا، ولكن حتى هذه المرحلة، من الممكن أن يعتبر الذين استبشروا به خيراً، هذا الموقف مفهوماً، رغم علامات الاستفهام.
الرجل بدا (مهووساً) بالحرية والديمقراطية للسوريين، ومن أجلهما فقد عمل أردوغان على تسهيل دخول 250 ألف إرهابي من مختلف جنسيات الدول، بحسب إحصاءات الصحافة الغربية، إلى سوريا خلال الـ6 سنوات الماضية، والذين تسببوا بمقتل وإصابة مليون سوري وتهجير نحو 14 مليوناً آخرين من أراضيهم، وخلفوا دماراً هائلاً لن تمحوه السنون. 

مع الإرهاب
علاقة حكومة أردوغان بالجماعات الإرهابية في سوريا والعراق لم تكن لتحقيق مآرب سياسية لصالح إسرائيل وحسب، وإنما كانت لاستنزاف ثروات هاتين الدولتين، ففي ديسمبر العام الماضي كشف موقع (ويكيليكس) عن العلاقة بين تركيا وتنظيم (داعش)، لا سيما في مجال النفط، وكيف أن الحكومة التركية منحت استثناء لشركة (باورترانز) من قرار حظر استيراد وتصدير ونقل النفط، وهي الشركة نفسها التي طالتها اتهامات عديدة بشأن تورطها في استيراد النفط من (داعش).
وأثبتت الوثائق المسرّبة العلاقة بين (بيرات البيرق) وزير النفط التركي، وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان، وهذه الشركة.

صمت العالم تجاه أردوغان 
ولعل حركة الوصل بين إسرائيل وأردوغان وداعش هي التي تحمي الرجل من المساءلة دولياً، لماذا يصمت العالم عن علاقة أردوغان بتنظيم داعش الإرهابى الذي تعلن القوى الكبرى الحرب عليه باعتباره أخطر التنظيمات الإرهابية، إذا لم يكن الرجل وعلاقاته تصب في حضن تل أبيب وحضن البيت الأبيض؟! 

مسرحية أسطول الحرية 
من خلال ما سبق يجب أن نتذكر أن أردوغان هو الوحيد غير اليهودي الذي حصل على (وسام الشجاعة) في المؤتمر اليهودي الأمريكي 2004، تقديراً لجهوده في دعم إسرائيل، ليعود ويوقع معها بعد (مسرحية) أسطول الحرية، اتفاقات عسكرية تربط تركيا وبشكل خاص الجيش التركي، بإسرائيل ومنظومة أسلحتها بشكل كبير، ووضع أجهزة إنذار مبكرة إسرائيلية في قاعدة ملاطيا، ترتبط بالقبة الحديدية الإسرائيلية.
وهي اتفاقيات أثارت احتجاجات شعبية، إلا أن أردوغان أصر على موقفه من إسرائيل بالقول دائماً (تركيا في حاجة إلى إسرائيل).

تعرية الرجل 
وأمام هذه الأدلة والشواهد التي عرت الرجل، فإن مرحلة الشخصية (الإنسانية) بحسب الكثيرين كانت مشهداً مسرحياً بالنسبة للرجل، في وقت يرى الكثير من المراقبين أن سياسة أردوغان لا تخدم بلاده التي كانت على علاقة وثيقة جداً مع سوريا، ولا تخدم مصالحه الشخصية المباشرة، التي كان يستطيع خدمتها بشكل أفضل بكثير بسياسة سليمة تركز على التطوير الاقتصادي مع دول الجوار.

عميل من طراز خاص 
وإذا نظرنا إلى شدة التبعية التي ينتهجها أردوغان لكيان العدو الإسرائيلي، وغض النظر حتى عن مصالح بلاده تماماً، تشير آراء المحللين إلى أن الرجل هو من العملاء الذين يتم زرعهم في حزبهم ورفعهم إلى القيادة العليا باستخدام ما توفر لإسرائيل من علاقات وقدرات تجسسية تتيح لها ولعملائها أن يجدوا طريقهم إلى الأعلى من خلال إعطائهم مساحة واسعة للتحرك والحديث لدرجة إحراجها لفظياً. 

الوضوء بالدم
لم تكن بوابة القدس المحتلة بالنسبة لأردوغان إلا كونها تأتي عبر بوابات خصوم إسرائيل، ففي سبتمبر 2012 قال أردوغان في مؤتمر صحفي إن بوابة القدس تبدأ من دمشق، وأنه سيصلي في جامعها الأموي قريباً.
لم تكن دمشق إلا محطة اختبار يسعى أردوغان جاهداً لتدميرها لإثبات جدراته وأهليته بمسك زمام الأمور لصالح إسرائيل، ولا تبدو القدس في مخيلة الرجل إلا خلوة يتوضأ فيها بدماء المسلمين والعرب. 

صفقات أردوغان الابن 
لم تنقطع علاقات أردوغان بإسرائيل حتى في ذروة الخلافات بينهما، فعقب أحداث سفينة مرمرة التي اعتدت عليها قوات العدو الإسرائيلي في صيف 2010، كان نجله في الوقت ذاته يفاوض ويعقد صفقات متتالية مع (تل أبيب)، وفي هذا السياق، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية وقتها عن مواصلة نجل رئيس الحكومة التركية آنذاك رجب طيب أردوغان، عقد الصفقات التجارية مع (إسرائيل).
في حينها هاجمت مساعدة رئيس كتلة CHP البرلمانية التركية المعارضة أمينة لوكر طرحان، أردوغان على ازدواجيته. 
وفي مؤتمر صحفي عقدته في أنقرة، توجهت طرحان ورفاقها في المعارضة الى رئيس الوزراء التركي بسلسلة أسئلة منها: هل ابنك معفي من الحظر التجاري على إسرائيل؟

كولن والماسونية
من جهة أخرى، يعتبر فتح الله كولن، زعيم أكبر حركة سياسة معارضة للحكم في تركيا، هو الآخر لم يكن سوى نتاج دهاليز قوى الرجعية والاستعمار. 
صحيفة (يني شفق) التركية نشرت في وقت سابق وثائق خطيرة متعلقة بـ(فتح الله كولن)، زعيم جماعة كولن المعروفة باسم (الكيان الموازي)، سلطت الضوء فيه على جوانب مظلمة وخفايا في حياة مؤسس الجماعة وزعيمها المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية. وتكشف الوثائق الأولى التي نشرتها الصحيفة انتماء فتح الله كولن إلى تنظيم الماسونية منذ شبابه، وتشير إلى أنه حصل على وسام الشرف الماسوني مقابل خدماته الجليلة التي قدمها للتنظيم. 
وبغض النظر عن صحة تلك الوثائق من عدمها، فإن آراء كولن حول اليهود وإسرائيل معروفة لدى الجميع. ويذكر الصحفي التركي المعارض (فاتح آلتايلي) أنه قال لفتح الله كولن في لقاء جمعهما: (آراؤكم وأهدافكم مشابهة لآراء الماسونيين وأهدافهم)، ثم سأله: (هل يمكن أن نسميكم الماسوني الإسلامي الجديد؟)، وأجاب كولن قائلاً: (نعم بالطبع، لأن الماسونية ليست بشيء سيئ).

نفاق معلن 
يأتي الموقف التركي من إسرائيل انعكاساً واضحاً لعلاقة الأخيرة ببعض الدول العربية، وعلى رأسها قطر والسعودية، وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين العرب الذين يتخذون موقفاً مؤيداً للسياسة التركية، في وقت تبدي الأخيرة علاقتها مع إسرائيل علناً، وهو ما يعد نفاقاً، حيث يبررون ذلك بتطابق المصلحة التركية مع العربية (وهذا غير ممكن أصلاً)، فيما الموقف التركي من قضية العرب المركزية بهذا الشكل، وباعتبار القضية الفلسطينية معياراً مركزياً لحركات المقاومة في المنطقة، فلن تكون تركيا حليفاً وثيقاً للعرب ومصالحهم، ولمقاومتهم الاحتلال الصهيوني، ولن تكون حتى جماعات وأحزاب الإخوان المسلمين، كذلك. 

كلب إسرائيل المدلل
علاقة الإخوان المسلمين بإسرائيل لم تأتِ عن طريق أنقرة ولا عن طريق أردوغان، بل إن الأخيرين جزء من نتائج علاقة التنظيم الدولي للإخوان مع إسرائيل منذ نشأته.
كشفت إحدى الوثائق المسربة من قبل موقع (ويكيليكس) مطلع العام 2013، عن محادثات بين السفارة الأمريكية بالقاهرة ووزارة الخارجية الأمريكية عن طبيعة علاقة جماعة الإخوان المسلمين بإسرائيل.
وكشفت الوثائق أن الجماعة تلجأ بين الحين والآخر لإطلاق تصريحات تصنف على أنها عدائية تجاه إسرائيل، لكن هذا هو الظاهر، أما الهدف الحقيقي من هذه التصريحات فهي لمجرد الإبقاء على شعبيتها بين مؤيديها، وكذلك كي لاتناقض مواقفها السابقة قبيل وصولها للحكم من إسرائيل.
ووصف أحد المسؤولين الأمريكيين جماعة الإخوان وعلاقتها بإسرائيل بقوله (إن الجماعة ستكون كلب إسرائيل المدلل).

مصر الفضيحة 
ومن خلال الانسجام التركي مع أنظمة التطبيع في المنطقة المتمثلة بقطر والسعودية والإمارات، فإن الثلاثي الأخير إضافة إلى مصر يجلسون على طاولة خيانة واحدة، إلا أن مصر السيسي التي تتخذ موقفاً مناوئاً من الإخوان، تخوض مرحلة تطبيع مباشرة ومعلنة مع كيان العدو منذ عقود، لذلك فإن موقفها الأخير من نقل العدو سفارته إلى القدس، وإن كان مناوئاً شكلياً، إلا أنه يبدو بحسب المراقبين شكلاً من أشكال التستر على الفضيحة، كـ(امرأة قدمت جسدها بالسر خوفاً من الفضيحة وتتظاهر بالتعفف).

موقف صارم 
بعيداً عن تسلق أنظمة الخيانة والعمالة ومتاجرتها للقضية الفلسطينية لكسب الرضى الشعبي، تتخذ إيران موقفاً ثابتاً وصارماً تجاه العدو الإسرائيلي باعتباره العدو الأول للأمة، وعلى مدى الثلاثة عقود الماضية ساعدت إيران جميع حركات المقاومة في حربها ضد إسرائيل.
وأدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بنقل سفارة بلاده من تل أبيب الى القدس الشريف، وإعلانه عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة إياه بأنه يشكل انتهاكاً صارخاً للقرارات الدولية.

القدس ليس وحيداً
بين هذا وذاك فإن الانتصارات التي تحققها محاور المقاومة في سوريا واليمن والعراق على مشاريع الهيمنة الأمريكية في الآونة الأخيرة، هي التي جعلت تلك المومياوات تفقد رمزيتها بعد أن تاجرت بدماء الشعوب الحرة لكسب رضى الغرب.
وعلاوة على ذلك فإن القدس لم يعد وحيداً، وأن أية معركة قادمة قد تغامر إسرائيل بها فإنها ستجد نفسها في مواجهة رجال المقاومة من شمال الجزيرة إلى جنوبها، ولعل هذا الأمر تدركه جيداً تل أبيب نفسها، أما تلك المومياوات التي تتسلق عبر هذا الحدث، فإنها لا تصدر سوى ضجيج فارغ.