بمجرد عودتها إلى حضن الوطن الأم اليمن، بعد أن اغتصبتها جارة السوء (مملكة الشر) لعشراتِ السنين، هنا لكل يمني حر مشروعه الخاص الذي يطمح أن تُسهل له المهمة ببنائه، ليستثمر في تلك المدن الهامة والجزء الغالي من الوطن، كونها تتمتع بمميزات المدن اليمنية من حيث العراقة والحضارة، والمناظر الطبيعية والسياحية التي لا تقل جمالاً عن سحر جبال اليمن الشماء. توقفت (لا) مع الأوفياء من أبناء اليمن الذين يحتفون بتحرير تلك المناطق، وهم يتحدثون عن مشاريعهم الاستشرافية لمستقبل تلك المدن الحرة جيزان، نجران، عسير.. 
مشروع ثقافي عملاق
مجتمعنا اليمني، مجتمع بناء وتعمير، فإن كان لي حلم أستشرف من خلاله المستقبل جراء عودة الأراضي اليمنية (نجران ـ جيزان ـ عسير)، فإني أطمح أن أكون عنصراً فاعلاً ضمن مشروع ثقافي عملاق متشعب... بتلك المداخلة البديعة بدأ الأستاذ علي الحداء (أمين مكتبة المطبوعات بدار المخطوطات).. وأوضح عن فكرة مشروعه قائلاً: المشروع يقوم بترسيخ الهوية اليمنية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، في تلك الأراضي... ويسرد الحداء مكونات هذا المشروع بالقول: إقامة متاحف ومراكز ثقافية معنية بهذا الشأن العظيم، وبحكم عملي أتمنى أن أسهم في عمل مسوحات ميدانية على غرار ما تم عمله في بعض المحافظات في مجال حصر المخطوطات.
ويختم الحداء حديثه بالقول: إن هذه المناطق كانت في ما مضى مراكز علمية (هِجر علم)، ازدهرت سابقاً. وهدفي هو إبراز هذا المكنون من التراث، والذي يعتبر موروثاً حضارياً وإسلامياً وإنسانياً، فبعزيمةِ الرجال تعود الحقوق المغتصبة، وما النصر إلا من عند الله. 

مشروع تجاري استثماري
لو كنت هناك، أعتبر هذه خطوة سيعمل الجميع للوصول إليها، وتحقيقها، على اعتبار أنها حق شرعي اغتصب من عشرات السنين، ومن خلالها يكون الحق رجع لأصحابه، وعاد هذا الجزء الغالي للوطن الأم اليمن.. بذلك بدأ مداخلته الحماسية الزميل عمار الكحلاني (رئيس لجنة الأنشطة والفعاليات بالاتحاد العام للإعلاميين اليمنيين).. ويواصل الكحلاني: الطموحات حينها كبيرة، فعلى الصعيد العام يعتبر بناء اليمن والعمل على استقرار أوضاعه الأمنية والاقتصادية، أهم شيء، وأهم طموح حتى نهنأ بالعيش الكريم.. أما على الصعيد الشخصي، فطموحي بالعمل التجاري الذي يدعم الاقتصاد الوطني، ويوفر فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل، وبالتالي إذا وجدت الظروف المناسبة للاستثمار والعمل التجاري، سوف تكون فرصة مناسبة لإنشاء مشروع تجاري أياً كان نوعه، حسب المنطقة وطبيعتها، وخيراتها هي خيرات للوطن وللشعب اليمني عموماً.
ويختم الكحلاني: لا شك أن تلك المناطق مؤهلة للاستثمار، لأنها ذات بنية تحتية متطورة وحديثة، الأمر الذي سيشجع الجميع لإنشاء مختلف المشاريع الاستثمارية والعقارية والإنتاجية، وتوسيع الحركة التجارية بين تلك المناطق وبين مختلف المحافظات اليمنية في الجنوب والوسط، وسيستفيد شعبنا الكريم من خيرات هذه المناطق التي حرم منها طيلة عشرات السنين.

دارٌ للنشر والطباعة
وردة الجرادي (كاتبة ومدير الشؤون المالية والإدارية بدار المخطوطات) تتحدث من منطلق واقعها، وتقول: بما أنني كاتبة في مجالي القصة والشعر، ويوجد لدي حالياً ديوان جاهز للطباعة، فأحبذ فتح مشروع عبارة عن دار للنشر والطباعة، وأقوم بطباعة أعمالي، وطباعة أول عمل لي، ثم طباعة ما ينتجه الكتّاب والمبدعون في تلك المناطق المحررة، وسأقوم بتسمية هذه الدار (دار السعيدة للطباعة والنشر) تيمنا بأرضنا السعيدة.
وتختم الجرادي عن فكرةِ مشروعها: سأقوم بتشكيل لجنة من الكتّاب مثقفين وأكاديميين، يعملون على كتابة وتدوين مراحل العدوان على السعيدة، وكل تلك الأعمال ستطبع في تلك الدار التي ستنشأ لهذا الغرض.

أراضٍ وبيوت سكنية لأسر الشهداء
أمة الملك الخاشب (رئيسة تحرير مجلة ]الهدهد[) تبدأ مداخلتها: أول ما يجب أن يكون من الأولويات للسلطات اليمنية، هو أن يمنحوا أسر شهدائنا، التي قدمت فلذات أكبادهم دفاعاً عن أرضهم من المعتدين، أراضي وبيوتاً سكنية هناك، من بيوت أمراء بني سعود وفللهم التي من المؤكد أنهم سيهجرونها ويولون مدبرين، وذلك كأقل واجب نحوهم، لما قدموه من تضحيات، وخاصة أن هناك أسر شهداء يعيشون ظروفاً قاسية، وانعدام مصادر الدخل بعد أن فقدوا عائلهم.. 
وتضيف الخاشب: لا أقصد أننا سنأخذ بيوت سكان نجران بالإكراه.. لا وألف لا أن نكون من المعتدين، بل حددت في قولي بين قوسين (أملاك أمراء بني سعود) وحاشيتهم المترفين الذين يملكون غيرها الكثير، وقد بدأوا يسافرون إلى الخارج من هذه الفترة، كما سربت بعض المواقع (الأجنبية). كذلك علاج جرحانا المصابين بإعاقات وجراح كبيرة، وتوفير كل احتياجاتهم واحتياجات أسرهم.. إن كل تلك الأمور من الأولويات، ثم تأتي بعدها بقية الخطط الاستراتيجية، حسب وجهة نظر أمة الملك الخاشب.

مردود إيجابي كبير
أمل الغيلي (ناشطة) تقول: لاستشراف المستقبل الجميل بعودة عسير، نجران، جيزان إلى حضن اليمن الأم، لها مردود إيجابي كبير على أصحاب البلد الأصليين، خاصة وأنها من أجمل المناطق المتنوعة مناخاً وثقافة وحضارة، فأي مشروعٍ سيكون له وقع خاص، خاصة بعد عودة الأرض لأهلها.. وبما أن هذه المناطق فيها تطور ونمو في البنية التحتية، فتكون أرضية مناسبة لكل ما يعودُ بالخير على الوطن من أقصاه إلى أقصاه. أما مشروعي فسيكون عبارة عن دعوة لجهاتٍ تتبنى فكرة إنشاء مراكز أنشطة وتأهيل موحدة على مستوى الوطن، لتوحيد الرؤى والأفكار في خدمة البلد.

سوبر ماركت للمنتجات الوطنية
رضوان أحمد (أحد تجار صنعاء القديمة) يقول: سأعمل مشروعاً يعيد هيبة منتجاتنا الوطنية التي تتميز بمذاقٍ فريد، كالزبيب اليمني، والمكسرات، والعسل، والزيوت الطبيعية، وأعمل قسماً للأزياء اليمنية والتراث الذي تتميز به المحافظات اليمنية من صعدة إلى المهرة، ليعرف أحبتنا سكان هذه المناطق خصائص ومميزات كل محافظة، وما تتمتع به من خصوصية.. ويختم رضوان: لذلك فالأفكار والمشاريع ستتدفق لا محالة، فقط حينها نعمل على شحذ هممنا، كونها أرضنا وعادت لنا.

آخر الأوراق..
أولئك أبناء اليمن، الذين أرخصوا الأرواح في الدفاعِ عن أرضهم المغتصبة، لا يترددون بتعميرها وعمل مشاريع عملاقة يستفيد منها كل أبناء البلد من أقصاه إلى أقصاه..
أبناء اليمن الذين أذهلوا العالم بصمودهم الأسطوري في دفاعهم عن أراضيهم ووطنهم... سيخرسون العالم أيضاً بالتفافهم وهم يعيدون لأرضهم وبلدهم مجدهما العريق.