الوهابية النتنة تفوح من مناهجنا الدراسية
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / شايف العين

أحدثت وسائل الإعلام التابعة للإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) ضجة كبيرة عندما أُوكلت مهام الحقيبة الوزارية للتربية والتعليم إلى جماعة لاتؤمن بالفكر الوهابي الدخيل على الإسلام، والذي يعدون وكلاءه في اليمن.
وأظهرت تلك الوسائل مدى تخوف الجماعات المنطوية تحت عباءة الوهابية، من قيام الوزير الجديد في حكومة الإنقاذ الوطنية بإعداد خطة تهدف إلى إزالة الأفكار التي غرسها الوهابيون في المناهج الدراسية اليمنية.
ودفعت هذه الجلبة الكثير من المواطنين إلى الشك حول محتوى المنهج الدراسي، والمطالبة بضرورة تغييره، كون من أبدوا مخاوفهم من تغييره هم حلفاء للعدوان، ويمدونه بالمرتزقة للقتال في صفه، وبالتالي فإن أفكارهم الإرهابية تملأ صفحات المناهج، وكيف لا يجب إزالة أفكار من يأخذون حجراً وبوصلة عند ذهابهم لقضاء حاجتهم في الخلاء؛ الأولى للتطهر والثانية لضبط مؤخراتهم عكس اتجاه القبلة، معتبرين ذلك من أحكام الدين الإسلامي.
الوهابية في المناهج الدراسية
لم تكن منابر المساجد والمراكز التي تُسمى مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتظهر بشكل كبير في عطلة الصيف، وكذلك المعاهد العلمية قديماً، والمدارس الأهلية حديثاً، وسائل كافية يمارس من خلالها ممثلو تنظيم الإخوان المسلمين والحركات السلفية في اليمن المهام التي أوكلت إليهم بالسطو على عقول الناس وتعبئتها بما لا يمت للإسلام والإنسانية بصلة، لخلق جيل يؤمن بقدسية وعظمة القتل والتضحية بالنفس من أجل الفوز بمجموعة نساء في الجنة (الحور العين)، والحصول على قوة أشبه بقدرة محرك سيارة للقيام بواجباته الزوجية, بل عمدوا إلى إدخال فكرهم إلى مناهج التعليم الدراسي، مادتي القرآن الكريم والتربية الإسلامية تحديداً، في جميع المراحل الدراسية، لتنفيذ المشروع الذي تبنته الحركة الوهابية.
قام عملاء الوهابية وصناعة الإرهاب بإدخال الأفكار المنحرفة عن الإسلام والأفعال المفتراة على نبيه، والتي ظهرت بعد وفاته، إلى المناهج الدراسية لترسيخها في عقول الطلاب، وتثبيتها على أنها تعاليم وأوامر إلهية، وأنها عماد الدين والطريق السوي لنيل رضا الله، وما دونها كذب محض, كي تتم أدلجتهم ليصبحوا خداماً ينفذون أهواء أولئك المسوخ.
كثرت الأفكار الدخيلة على دين الإسلام في مادتي التربية الإسلامية والقرآن الكريم، وتنوعت في جوانب عدة في الفقه والسيرة والحديث والإيمان، إلا أن جميعها أظهرت الإسلام بأنه دين الحرب والعنف، وأنه اعتمد في نشر رسالته على السيف، وهذا منافٍ تماماً لما ورد في كتاب الله كقوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين), (وما على الرسول إلا البلاغ المبين)، وغيرها الكثير من الآيات التي وضحت أن الرسالة المحمدية رسالة رحمة وسلام.
مصطلحات دخيلة
أطلق دعاة الجهل والتخلف في أوساط العرب والمسلمين على مر التاريخ، خاصة بعد وفاة النبي، لفظ غزوات على المعارك التي قادها صلى الله عليه وسلم، حتى صارت لصيقة به ولا تدعى بغيره، هذا اللفظ تتداوله الأجيال غير مدركة ماهيته الحقيقية ومعناه في اللغة العربية، وهو من ضمن أبرز الأفكار الدخيلة في المنهج الدراسي، خصوصاً الدروس الواردة في السيرة التي تُدرس ضمن مادة التربية الإسلامية.
فقد تميزت المعارك التي تولى الرسول الكريم قيادتها بأنها كانت تأتي دفاعاً وردة فعل لمواجهة القادمين لغزو أرض المسلمين, فمصطلح غزو يعني دخول أرض وانتهاكها دون وجه حق، وفي اللغة العربية التحرك للسيطرة على أرض ما بقوات أجنبية, ولهذا فإن إطلاق هذه التسمية على معارك المسلمين أيام الرسول محمد (ص) يجعلها ذات أهداف باطلة منافية للرسالة السماوية التي تتمثل في البلاغ المبين فقط, وتجعل من المسلمين مجموعة من المرتزقة وقطاعي الطرق.
ووردت هذه التسميات في المنهج الدراسي اليمني الخاص بمادة السيرة التي تُدرس كمادة أساسية في جميع المراحل الدراسية، ومثال على ذلك درس السرايا والغزوات التمهيدية في كتاب السيرة الجزء الأول للصف الثاني الثانوي, وما يزيد الأمور سوءاً هو الشرح المفصل الذي يخدم الأفكار المسيئة للإسلام عن أحداث تلك المعارك، وأبرزها ما يتعلق بالغنائم، حيث لا تخلو من السبي (النساء الأسيرات) اللواتي كان المسلمون حسب الشرح يتقاسمونهن مثل بقية الغنائم، ومثال على ذلك درس غزوة حنين في مادة السيرة للصف الثالث الثانوي. ونرى اليوم أن من الأعمال التي تقوم بها التنظيمات والجماعات الإرهابية، وعلى رأسها داعش في المناطق التي يغزوها، هي أخذ النساء باعتبارهن غنائم حرب، وتوزيعهن على المقاتلين في صفوفه.
وتلي هذه الفكرة الدخيلة فكرة ما تسمى الفتوحات الإسلامية التي تحول فيها المسلمون من مقاتلين مدافعين عن أرضهم وحقهم، إلى غزاة منتظمين في كتائب يقومون بما قام به لاحقاً المغول والتتار والتحركات الأجنبية لاحتلال بلاد المسلمين.
ومن ضمن المصطلحات التي تلاعب رعاة الفكر الوهابي بمعانيها ونسبوها للإسلام، لفظ البرزخ الذي ورد في أكثر من موضع في القرآن الكريم, حيث ذهبوا إلى تعريفه بأنه الحياة التي يعيشها الإنسان في قبره بعد الوفاة, حيث يتعرض فيها الميت العاصي لعدة مواقف وأفعال مهولة تنطوي تحت عذاب القبر, صوروها للناس دون أن يرِد ذكرها في القرآن الكريم الذي لن يغفل عن ذكر مثل هذا الحدث الجلل, وهذا دليل على أنهم ابتدعوها من مخيلتهم وزخرفوها بالأحاديث المفتراة عن رسول الله، ليصدقها الناس فور سماعها، ومن ذلك ثعبان القبر الأقرع الذي يملك عدة رؤوس، وكيف يلدغ الميت العاصي في قبره, كذلك الملاك الذي يحمل بيده مطرقة ضخمة لضرب ذلك الميت، وجعله يصرخ بصوت مرعب يسمعه كل من على الأرض عدا الثقلين, ومن تلك المواقف أيضاً النافذتان اللتان يحتوي على إحداهما كل قبر، فالأولى في قبور المؤمنين، وهي مطلة على مقاعدهم في الجنة ينظرون إليها حتى يبعثوا, والثانية في قبور العصاة المشركين، وهي مطلة على مقاعدهم في النار ينظرون إليها حتى يبعثوا.
ودعّموا هذه الخرافات غير الواردة في كتاب الله الذي صور حال الكافرين يوم القيامة بأنهم يبعثون وهم مستغربون ومصدومون لبعثهم من جديد بعد أن ماتوا منكرين هذا الأمر، حيث أخبر الله عن حالهم عند بعثهم بقولهم: (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون)، أي أنهم تفاجأوا بذلك، ولم يتوقعوا حدوثه، كونهم كانوا نائمين في قبورهم، ولم يبشروا بمقاعدهم في النار، ولم يروها حتى, كما لم يقم ذلك الثعبان بلدغهم وذلك الملاك بضربهم بمطرقته العملاقة, وحياة البرزخ هذه وردت في درس البعث والحساب ودرس أحوال اليوم الآخر في مادة الإسلامية قسم الإيمان الخاصة بالصف الثامن.
وعرّفت معاجم اللغة العربية البرزخ بأنه الحاجز بين شيئين، وأيضاً الفاصل بين الدنيا والآخرة، حسب معجم مختار الصحاح, أو قطعة أرض ضيقة محجوزة بين بحرين، حسب معجم الغني, إذن فلا وجود لمعنى حياة في التعريف أو عذاب القبر أو أية صلة به، وهذا يدل على أن التعريف الذي وصل إلى المناهج الدراسية مغلوط ودخيل على القرآن الكريم.

تصوير الإسلام دين قتل وعنف
أسند المُحرفون الموالون أعداء الله ورسوله ودينه كل ما هو متصل بالقتل والعنف إلى الرسالة المحمدية المخصوصة بالقرآن الكريم، بأنها رسالة الرحمة والمحبة والسلام، وهذه الثقافة تم تمريرها إلى المناهج الدراسية لتتكون بها شخصية المسلم اليمني، ومن أبرز ما نجحوا في تمريره هو إظهار شخصية النبي الأعظم كقاتل يتلذذ بكل ما هو متصل بسفك الدماء، وبأنه استخدم السيف في سبيل نشر رسالته وإيصالها إلى الشعوب المجاورة له.
فبعد أن تم إيهام الطلاب بأن السيرة بما ورد فيها من أحداث وقصص صحيحة لا خطأ فيها كون مصدرها الرئيسي هو القرآن والسنة النبوية، وآمنوا بكل ما ورد فيها، واعتبروه منسوباً إلى رسول الله, كما هو وارد في كتاب السيرة للصف الأول الثانوي في درسي أهمية دراسة السيرة ومصادر السيرة النبوية. ومن القصص التي ظهرت فيها شخصية النبي المراد إيصالها إلى الناس ما رووه عن أحداث ما سموها (غزوة بني قريظة)، حيث ظهر فيها محمد بن عبدالله رسول الإسلام كأحد أمراء تنظيم داعش عندما ولّى سعد بن معاذ للحكم في بني قريظة بعد غزوهم في عقر دارهم, وتضمن الحكم قتل جميع الرجال وتقسيم أموالهم وسبي الذراري والنساء من بني قريظة، والأبشع هو رد الشخصية التي نسبوها إلى النبي معلقة على الحكم: لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع أرقعة، حيث أمر بعدها بتنفيذ الحكم ودفنهم في خنادق, وهذه القصة ورد ذكرها في مادة التربية الإسلامية قسم السيرة للصف السادس الأساسي.
ومن ضمن ما تم نسبه إلى دين الإسلام وافتراؤه على نبيه ظلماً، استخدامه الرجم بالحجارة حتى الموت أداة لتنفيذ عقوبة جريمة الزنا إذا كان أحد مرتكبيها أو كلاهما محصناً (متزوجاً)، وزعموا أن هذا حد من حدود الله، وهو حد مخالف تماماً لما تم الترويج عنه، حيث تضمن عقوبة الجلد أمام الناس لمرتكبي تلك الجريمة.
ويُدرّس هذا الفعل الشنيع كحدّ من حدود الشرع في مقرر مادة القرآن الكريم للصف الثالث الثانوي، الدرس الأول الذي يتناول أحكام سورة النور, وكذلك في مقرر التربية الإسلامية لذات الصف قسم الفقه درس الحدود ودرس حدّ الزنا, ويستدلون على صحة شرعية هذا الحد بحديث ورد في ما يعتبرونه صحيح البخاري وكذلك صحيح مسلم وصحيح سنن أبي داود، حيث ذكر الحديث قصة ماعز والغامدية التي أمر الرسول برجم كل منهما حتى الموت بعد أن أتيا إليه واعترفا بارتكاب جريمة الزنا.
والحقيقة التي تخفى عن الكثير هي أن هذا الحد القبيح الذي لا صلة له بالإنسانية، فضلاً عن الإسلام، أتى من كتاب التوراة الخاص ببني إسرائيل في أكثر من موضع، على سبيل المثال ما ورد في موضع سفر التثنية ) 23إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، 24فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إلى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ). وهذا دليل على أن من أدخل هذه الفكرة كحكم من أحكام الشريعة الإسلامية هم من يوالون اليهود وينفذون مشروعهم الذي يهدف إلى النيل من الإسلام وتشويهه وحرفه عن مساره الصحيح.
وبالمثل (حد الردة) الذي قاموا بإدخاله ضمن أحكام الإسلام وشرائعه حتى وصل إلى المقررات الدراسية في اليمن مثل مقرر التربية الإسلامية الخاص بطلاب ثالث ثانوي قسم الفقه درس حد الردة، والردة التي تعني خروج المسلم من دين الإسلام أو الإساءة إلى كل ما له صلة به من أحكام والسخرية من آيات القرآن الكريم, وعقوبة من يفعل ذلك هي القتل كما نصّ عليها الحدّ المزعوم, بينما منح الله بني آدم حرية اختيار دينهم، وذكر ذلك في أكثر من آية في كتابه الكريم, وهذا الأمر لم يكن مصدره الإسلام، بل كانت كتب اليهود والنصارى التي قاموا بتحريف آياتها على مر الزمن, فقد ذكرت هذه العقوبة في الكتاب المقدس من سفر التثنية في الآيات 6 ـ 13: (وَإِذَا أَضَلَّكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ، أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ، أَوْ زَوْجَتُكَ الْمَحْبُوبَةُ، أَوْ صَدِيقُكَ الْحَمِيمُ قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَنَعْبُدْ آلِهَةً أُخْرَى غَرِيبَةً عَنْكَ وَعَنْ آبَائِكَ مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الأُخْرَى الْمُحِيطَةِ بِكَ أَوِ الْبَعِيدَةِ عَنْكَ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ إلى أَقْصَاهَا، فَلاَ تَسْتَجِبْ لَهُ وَلاَ تُصْغِ إِلَيْهِ، وَلاَ يُشْفِقْ قَلْبُكَ عَلَيْهِ، وَلاَ تَتَرأَّفْ بِهِ، وَلاَ تَتَسَتَّرْ عَلَيْهِ. بَلْ حَتْماً تَقْتُلُهُ. كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ قَاتِلِيهِ، ثُمَّ يَعْقُبُكَ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ. ارْجُمْهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ).
لم تكن كل هذه الأمور وليدة اليوم، فقد احتاج اليهود إلى زمن كبير حتى تمكنوا من إدخال هذه المعتقدات المسيئة للإنسانية، وضمها تحت أحكام دين الإسلام الصحيحة، والتي لا يكتمل إيمان المسلم إلا بها, مستخدمين في ذلك عملاء وخونة قاموا بتربيتهم وإسناد هذه المهمة الصعبة إليهم لتنفيذها, ومن أهم الأسباب التي جعلت المسلمين يؤمنون بتلك المعتقدات الخاطئة، عدا قلة منهم, هو ابتعادهم عن تدبر ما ورد في كتاب الله الذي يملكونه بين أيديهم، ومحاولة فهمها، كون من يدعون أنهم علماء الأمة الإسلامية قاموا بتحريم هذا الأمر وحصره بهم فقط, وكتب معظمهم مليئة بهذه الأفكار الإرهابية التي تعد ركيزة ومرجعاً لتنظيم داعش الذي ينسب كل أفعاله للدين الإسلامي، وأنه يمثل الخلافة التي نبأ بها أولئك السفلة في كتبهم، كون دولتهم قديماً قامت بنفس ما يقوم به التنظيم من فتوحات يسيطرون من خلالها على مقاليد الحكم في الدول الأخرى, وهدفهم هو توحيد الأمة الإسلامية وجعلها دولة واحدة انطلاقاً من أحد الأحاديث المنسوبة للرسول، والذي ظهر في مقرر الحديث من مادة الإسلامية للصف الثالث الثانوي درس الوحدة الإسلامية.
سبب نجاحهم في تثبيت أفكارهم
اعتمد القائمون بمهمة نشر ثقافة القتل والعنف باسم الإسلام ونبيه، في إثبات صحة ما يرمونه على الأحاديث النبوية التي قالوا إنها مكملة للقرآن الكريم، ومفصلة بعض الأمور التي لم يذكرها, وتبريرهم لذلك هو أن تلك الأحاديث وردت في ما يسمونه صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من الرواة، ومنحوا هذه الأحاديث قدسية ونزاهة أكثر مما قاله الله تعالى في كتابه الكريم، حتى وإن كانت مخالفة له.
وتكمن خطورة هذا في أنهم يشككون في كمال القرآن وعدم إحاطته بكل أمور الشريعة صغيرها وكبيرها، مرجعين في الوقت نفسه الفضل في حفظ الأحاديث وصونها إلى تسخير الله تعالى علماء وصفوهم بالأجلاء، ونسوا أنهم ليسوا أنبياء معصومين عن الخطأ، ليضمنوا وصولها صحيحة خالية من التحريف، غير مدركين أن الخالق عز وجل تكفل بحفظ وصون كتابه الكريم فقط من التحريف، ليظل المرجعية الأولى للإسلام، والحجة التي تسقط بها كل الحجج، وهذا ما ميزه عن بقية الكتب السماوية التي بُدلت أحكامها لتتماشى مع أهواء البشر, وفي الصحيح الذي تؤمن به هذه الجماعة للبخاري ومسلم، ورد حديث عن النبي يقول فيه: من حدث عليَّ بحديث كذب فليتبوأ مقعده من النار. وهذا إنذار من أن هناك من سيفتري عليه أحاديث وأقوالاً وأعمالاً ليست منه.
ولتثبيت فكرتهم عن الأحاديث الصحيحة قاموا بوضع عدة شروط لمعرفة صحتها لم يكن من ضمنها وجوب مطابقة الحديث لما جاء في القرآن الكريم, وتُدرس تلك الشروط في مادة التربية الإسلامية للصف الثاني الثانوي الجزء الأول مقرر الحديث درس (الحديث الصحيح والحسن).
وجعلوها أيضاً من ضمن الأدلة الشرعية التي يؤخذ بها وبإجماع علمائهم على أمر من الأمور حتى وإن كان إجماعهم خاطئاً في الأحكام الإسلامية, وجرموا عدم الأخذ بها عند النظر في حكم شرعي، واعتبروه خروجاً عن جماعة المسلمين، وهذا ورد في فقه التربية الإسلامية الجزء الأول من مقرر الصف الأول الثانوي درسي (الأدلة الشرعية 1 و2).
إزالة الأفكار الوهابية يضمن بناء جيل يؤمن بالسلام
يجب على الجهات المعنية في قطاع المناهج والتوجيه بوزارة التربية والتعليم، إزالة الأفكار الوهابية الداعية لنشر ثقافة الحرب وسفك الدماء في أوساط المسلمين، والتي صورت الرسالة المحمدية على أساس تلك الأفكار, وقد لوحظ مؤخراً مع بداية العدوان كيف أن معظم من تربوا على تلك الثقافة وآمنوا بها انخرطوا في صف المؤيدين للعدوان على اليمن، بل تمادوا إلى المشاركة مع المعتدين لقتل أبناء جلدتهم والتمثيل بجثثهم وسحلها أمام كاميرات التصوير والقيام بنشر تلك الفيديوهات والاحتفال بما قاموا به باعتباره نصراً للإسلام (حسب رأيهم واعتقادهم).
مدير إدارة التنسيق والمتابعة في قطاع المناهج والتوجيه بوزارة التربية والتعليم صادق الخدري، قال لصحيفة (لا): نتمنى أن تتم إزالة الأفكار الداعية إلى الحرب والاقتتال المنسوبة للإسلام، واستبدالها بأفكار تدعو إلى نشر السلام والمحبة وكل فعل حسن يظهر الدين الإسلامي بشكله الصحيح.
وأضاف الخدري: يجب على وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في تلك الأفكار، بعد أن ظهرت آثارها الكارثية على المجتمع المسلم، والعمل على خلق جيل يؤمن بالسلام، ويجسد مبدأ التعايش الذي عرفناه عن الرسول الكريم، كونه القدوة الأولى لنا, وعدم التحيز للأفكار الطائفية التي تعمل على شحن أفراد المجتمع بالعداوة والبغضاء لأية جماعة كانت.
المصدر صحيفة لا / شايف العين