(الشهيد زيد بن علي) يُنقذ الفن والدراما اليمنية
- تم النشر بواسطة حلمي الكمالي/ لا

بإمكانيات متواضعة وهمم عالية وحس فني عميق يشع من عبق التاريخ ويشبه معاناة الناس وأحلامهم، شقت مؤسسة الشهيد زيد بن علي مصلح للإنتاج الفني والإعلامي طريقها في الساحة اليمنية، وأثبتت نفسها بجدارة، وكان لها دورها الفني والإعلامي في مواجهة أخطر المؤامرات الكونية وحملات التشويه التي يشنها عدو قذر يسعى لمحو الحقيقة وطمس الهوية الثقافية والاجتماعية وتدجينها بالصراعات الطائفية والمناطقية.
صحيفة (لا) تستلهم حاجة المتابع اليمني وشغفه في معرفة التفاصيل الصغيرة التي شكلت ملامح المؤسسة منذ ولادتها وحتى حضورها الواسع اليوم في المشهد الفني واA273;علامي اليمني، وتأخذه في جولة سريعة داخل كواليسها المنيرة.
في العقدين الأخيرين عاش أبناء صعدة ظروفاً قاسية جداً، وتعرضت محافظتهم لأقذر مؤامرة في تاريخ البلد، وكانت اللحظة الزمنية تقتضي إنشاء مركز إعلامي لإيصال صوت الأحرار والمظلومين وكشف الستار عن المحافظة المنكوبة.
في شهر مارس من العام 2008م أعلن في محافظة صعدة عن تأسيس مؤسسة الشهيد زيد بن علي مصلح للإنتاج الفني والإعلامي، وبإمكانيات بسيطة جداً، ووسط ظروف صعبة للغاية بدأت المؤسسة مشوارها الفني والإعلامي، وحملت على عاتقها إيصال صوت المظلومين، في حين تحولت المؤسسة لاحقاً وقفزت فوق كونها مركزاً إعلامياً، لتصبح مؤسسة للإنتاج الفني والإعلامي يؤمل منها الكثير صناعة مجد ثقافي وفني.
ميلاد الشهيد
لقد جاءت فكرة تسمية المؤسسة نسبة للشهيد زيد بن علي مصلح، ويصل نسبه بالإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، وهو من مواليد منطقة مران في محافظة صعدة عام ١٣٨٤ للهجرة.
عرف الشهيد بعلمه حيث كان عالماً لا يُجارى وخطيباً وشاعراً له ديوان مطبوع بعنوان (فجر الشهادة)، قام ببناء مدرسة الإمام الهادي في مران، وتخرج على يديه الكثير من المعلمين في المحافظة.
اهتم الشهيد بمجال الفن بشكل عام، حيث أسس فرقة الرسالة الإنشادية، كما أسس فرقة مسرحية كانت مميزة ومشهورة آنذاك.. وفي جانب التوثيق والتصوير سعى إلى اقتناء كاميرا، وكان يقوم بتوثيق العلماء في لقاءات مصورة، وكذلك توثيق الفعاليات والاحتفالات والمعالم الأثرية والدينية، وهو من اهتم بتوثيق محاضرات الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وعمل على نشرها وتثقيف المجتمع للتعاون بما جاء فيها.
وإضافة لكل ما تميز به، فإن الشهيد كان قائداً عسكرياً محنكاً وشجاعاً يتقدم الصفوف الأولى، وظل يدافع عن المظلومين حتى استشهد بعد 20 يوماً من انفجار الحرب الأولى في يوم الخميس الـ19 من جمادى الأولى ١٤٢٥ هجرية، وهو يردد عبارته المشهورة: (سأجعل من مكاني هذا سلماً للنصر أو معراجاً للشهادة).
برفقة الإعلام الحربي
تمارس مؤسسة الشهيد زيد بن علي حالياً دوراً مهماً في مواجهة العدوان على الصعيدين الإعلامي والثقافي، حيث قامت المؤسسة بإنتاج العديد من الأفلام الوثائقية والأناشيد والزوامل والأفلام القصيرة والفلاشات المتعددة. وفي رد على سؤال لصحيفة (لا) حول كيفية مواجهة المؤسسة للعدوان فنياً وإعلامياً، قال حسن طالب، مدير عام مؤسسة الشهيد زيد بن علي: إن المؤسسة قامت بإرسال مجموعة من المصورين فيها لمساعدة العاملين في الإعلام الحربي في العديد من الجبهات لنقل وقائع الحرب، وتأهيل مجاميع كثيرة من المصورين.
قصف مقراتها
وعن المشاكل التي واجهتها المؤسسة بسبب العدوان يقول مديرها العام: إن العدوان السعودي تعمد تدمير وضرب مقرات المؤسسة في محافظة صعدة، مضيفاً أن المؤسسة كانت قد تعرضت للتدمير قبل العدوان بفترة قصيرة بواسطة عبوة ناسفة زرعها أحد الانتحاريين داخل المكتبة الرئيسية للمؤسسة في صعدة.
المشاكل التي واجهتها المؤسسة تبدو كبيرة مقارنة بالظروف الراهنة، فعلاوة على تدمير العدوان لجميع مقراتها، هناك أزمة مالية خانقة تقف عائقاً أمام عمل المؤسسة، كما أن قلة الكادر العامل مشكلة أخرى تواجه المؤسسة بسبب توزيع العاملين فيها في مناطق مختلفة.
مواجهة العدوان
نظراً لطبيعة الحياة السياسية في السنوات السبع الأخيرة قبل العدوان، وسيطرة قوى النفوذ على مؤسسات الإنتاج الإعلامي والفني وشبابيك التذاكر، فقد كان ذلك له أثر بالغ في تقييد سير عمل المؤسسة واتساعها.
إبان ثورة 21 أيلول وسقوط معاقل الرجعية الكهنوتية، تنفست مؤسسة الشهيد زيد بن علي هواء الحرية كما تنفسها ملايين اليمنيين، وحين شن الأعداء أحقادهم الضغينة على اليمن في مارس 2015 انطلقت مؤسسة الشهيد بموازاة البندقية، فسخرت كل أعمالها الفنية والإعلامية لمواجهة العدوان، حيث عمدت المؤسسة إلى إنتاج سلسلة من الأفلام القصيرة والمسلسلات والبرامج التي توضح جرائم العدوان السعودي وبشاعته على اليمن.
كله يهون
في تصريح لصحيفة (لا) يقول طه الشرقبي، مسؤول التصوير واA273;خراج في مؤسسة الشهيد زيد بن علي: إن المؤسسة تتميز بأعمالها القوية والهادفة في جميع المجالات، خاصة في جانب الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة، فهناك ما يقارب 10 أفلام وثائقية و10 أفلام قصيرة، بالإضافة إلى عشرات الفلاشات. أما بالنسبة للمسلسلات فقد أنتجت المؤسسة مسلسلاً واحداً (كله يهون)، وقد لاقى نجاحاً كبيراً، وأحدث نقلة نوعية في تاريخ الدراما اليمنية.
وبالرغم من اهتمام المؤسسة بتقديم وإنتاج مختلف الأعمال الفنية والثقافية، إلا أنه يبدو واضحاً التفاوت الكبير بين إنتاج الأناشيد والزوامل والأفلام القصيرة وبين إنتاج المسلسلات الدرامية، وتعليقاً على هذه النقطة يشير حسن طالب إلى أن أهم الصعوبات التي تواجهها المؤسسة في إنتاج المسلسلات الدرامية هو عدم وجود ميزانية كافية لذلك، وعدم وجود داعمين رسميين لإنتاج مثل هذه الأعمال الهامة.
فشل الرهان
منذ بداية العدوان السعودي على اليمن اتجهت معظم مؤسسات الإنتاج الإعلامي والفني للعمل في أحضان العدوان وفق مغريات مادية كبيرة، بعد أن عمد العدوان إلى شراء بعض أصوات النشاز، وبالرغم من ذلك فإن العدو فشل في كسب أي رهان على الساحة الفنية والثقافية، كما فشل في تحقيق رهاناته العسكرية.
وأكد مدير المؤسسة: إن المؤسسات الإعلامية الموالية للعدوان لا تشكل أي عائق حقيقي أمامنا في العمل مع الفنانين الحقيقيين الذين عرفوا قيمة الوطن، فكانت كل المغريات التي تقدمها تلك المؤسسات لا تساوي عندهم حفنة من تراب هذا الوطن الغالي، مشيراً إلى أن المؤسسة استطاعت أن تتعامل مع هامات شامخة من الفنانين والفنانات ونجوم الدراما اليمنية.
الانتقال إلى مستوى الهجوم
قدمت المؤسسات الإعلامية والفنية الوطنية دوراً كبيراً في مواجهة العدوان، وقهرت كل التحديات، ولم تقتصر وظيفتها على كشف الحقائق ونقل الصورة الحقيقية عن الشارع اليمني الذي يقاوم العدوان ومشتقاته بكل عزة وشموخ، فعلاوة على ذلك فإنها أثرت المكتبة الفنية والثقافية اليمنية بمخزون هائل من مختلف ألوان الفن، إلا أنها لازالت بحاجة للكثير من الدعم لتقديم أعمال ترقى إلى مستوى الهجوم بدلاً من العمل وفق الاستراتيجية الدفاعية، كما عبر عن ذلك مدير مؤسسة الشهيد زيد بن علي الذي أكد في حديثه لصحيفة (لا) أن المؤسسة تطمح لمد جسور العلاقة العملية والمهنية مع كل الفنانين والقنوات والمؤسسات الإعلامية للارتقاء بالعمل الإعلامي اليمني، وإبراز قيمة وحضارة وتاريخ الإنسان اليمني الحقيقي، وليس كما يصوره الإعلام المعادي الذي عمل على تشويهه لعقود من الزمن.
شريكة الجيش واللجان
مؤسسة الشهيد لم تكتفِ بمواجهة العدوان من بوابتها الفنية والثقافية، ولكنها أصرت أن تحصل على شرف البطولة من ميدان المعركة.. الفنان فؤاد الكهالي يقول: مؤسسة الشهيد زيد بن علي مصلح تعد مؤسسة إعلامية رائدة رغم الفترة القصيرة التي بدأ فيها نشاطها، وفي الوقت الذي ذهبت فيه مؤسسات إعلامية إلى صف العدوان لعبت مؤسسة الشهيد زيد بن علي دوراً وطنياً هاماً ظهرت من خلاله كشريك حقيقي للجيش واللجان الشعبية من خلال دورها الإعلامي، حيث كان لها السبق في تقديم الكثير من المواد الإخبارية أو الوثائقية أو التوعوية ذات الأثر الملحوظ في الوسائل الإعلامية.
وفي إطار الجانب الثقافي، وعلى وجه الخصوص الجانب الدرامي، يشير الكهالي إلى أنه كان للمؤسسة السبق في إنتاج عملين دراميين للفضائية اليمنية يتمثلان في الجزأين الأول والثاني من مسلسل (كله يهون) الذي تميز بطرح المواضيع الاجتماعية ومناقشة الكثير من هموم الوطن وكذلك حدث الساعة وهو العدوان.
وهذا الدور يحسب لمؤسسة الشهيد أنها واكبت وكان لها السبق كمؤسسة وطنية وضعت هم الوطن فوق ربحيتها.
نموذج الاكتمال
بعيداً عن سرد الدور الوطني الذي قدمته المؤسسة في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والتوعوية، فإن جمهوراً عريضاً من المفكرين والمحللين والمثقفين يؤكدون أننا أمام حقيقة كبرى تنفي تماماً ما تسوقه أبواق الرجعية والاستعمار التي تلبس عباءة الحداثة من حانات إسطنبول وبارات الرياض، وتحاول تشويه جماعة أنصار الله بعدم اهتمامهم بالمجالات الفنية والثقافية، مشيرين إلى أن الحقيقة غير ذلك تماماً، فلقد أثبتت جماعة أنصار الله أهليتها في التعبير عن الناس ومحاكاة رغباتهم فنياً وثقافياً ودينياً، وليس ذلك وحسب، فاليوم يصطف الفن والشعر والبندقية في مكان واحد، ولعل مؤسسة الشهيد زيد بن علي مصلح أحد نماذج الاكتمال والوطني فنياً وثقافياً.
صحيفة (لا) تستلهم حاجة المتابع اليمني وشغفه في معرفة التفاصيل الصغيرة التي شكلت ملامح المؤسسة منذ ولادتها وحتى حضورها الواسع اليوم في المشهد الفني واA273;علامي اليمني، وتأخذه في جولة سريعة داخل كواليسها المنيرة.
في العقدين الأخيرين عاش أبناء صعدة ظروفاً قاسية جداً، وتعرضت محافظتهم لأقذر مؤامرة في تاريخ البلد، وكانت اللحظة الزمنية تقتضي إنشاء مركز إعلامي لإيصال صوت الأحرار والمظلومين وكشف الستار عن المحافظة المنكوبة.
في شهر مارس من العام 2008م أعلن في محافظة صعدة عن تأسيس مؤسسة الشهيد زيد بن علي مصلح للإنتاج الفني والإعلامي، وبإمكانيات بسيطة جداً، ووسط ظروف صعبة للغاية بدأت المؤسسة مشوارها الفني والإعلامي، وحملت على عاتقها إيصال صوت المظلومين، في حين تحولت المؤسسة لاحقاً وقفزت فوق كونها مركزاً إعلامياً، لتصبح مؤسسة للإنتاج الفني والإعلامي يؤمل منها الكثير صناعة مجد ثقافي وفني.
ميلاد الشهيد
لقد جاءت فكرة تسمية المؤسسة نسبة للشهيد زيد بن علي مصلح، ويصل نسبه بالإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، وهو من مواليد منطقة مران في محافظة صعدة عام ١٣٨٤ للهجرة.
عرف الشهيد بعلمه حيث كان عالماً لا يُجارى وخطيباً وشاعراً له ديوان مطبوع بعنوان (فجر الشهادة)، قام ببناء مدرسة الإمام الهادي في مران، وتخرج على يديه الكثير من المعلمين في المحافظة.
اهتم الشهيد بمجال الفن بشكل عام، حيث أسس فرقة الرسالة الإنشادية، كما أسس فرقة مسرحية كانت مميزة ومشهورة آنذاك.. وفي جانب التوثيق والتصوير سعى إلى اقتناء كاميرا، وكان يقوم بتوثيق العلماء في لقاءات مصورة، وكذلك توثيق الفعاليات والاحتفالات والمعالم الأثرية والدينية، وهو من اهتم بتوثيق محاضرات الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وعمل على نشرها وتثقيف المجتمع للتعاون بما جاء فيها.
وإضافة لكل ما تميز به، فإن الشهيد كان قائداً عسكرياً محنكاً وشجاعاً يتقدم الصفوف الأولى، وظل يدافع عن المظلومين حتى استشهد بعد 20 يوماً من انفجار الحرب الأولى في يوم الخميس الـ19 من جمادى الأولى ١٤٢٥ هجرية، وهو يردد عبارته المشهورة: (سأجعل من مكاني هذا سلماً للنصر أو معراجاً للشهادة).
برفقة الإعلام الحربي
تمارس مؤسسة الشهيد زيد بن علي حالياً دوراً مهماً في مواجهة العدوان على الصعيدين الإعلامي والثقافي، حيث قامت المؤسسة بإنتاج العديد من الأفلام الوثائقية والأناشيد والزوامل والأفلام القصيرة والفلاشات المتعددة. وفي رد على سؤال لصحيفة (لا) حول كيفية مواجهة المؤسسة للعدوان فنياً وإعلامياً، قال حسن طالب، مدير عام مؤسسة الشهيد زيد بن علي: إن المؤسسة قامت بإرسال مجموعة من المصورين فيها لمساعدة العاملين في الإعلام الحربي في العديد من الجبهات لنقل وقائع الحرب، وتأهيل مجاميع كثيرة من المصورين.
قصف مقراتها
وعن المشاكل التي واجهتها المؤسسة بسبب العدوان يقول مديرها العام: إن العدوان السعودي تعمد تدمير وضرب مقرات المؤسسة في محافظة صعدة، مضيفاً أن المؤسسة كانت قد تعرضت للتدمير قبل العدوان بفترة قصيرة بواسطة عبوة ناسفة زرعها أحد الانتحاريين داخل المكتبة الرئيسية للمؤسسة في صعدة.
المشاكل التي واجهتها المؤسسة تبدو كبيرة مقارنة بالظروف الراهنة، فعلاوة على تدمير العدوان لجميع مقراتها، هناك أزمة مالية خانقة تقف عائقاً أمام عمل المؤسسة، كما أن قلة الكادر العامل مشكلة أخرى تواجه المؤسسة بسبب توزيع العاملين فيها في مناطق مختلفة.
مواجهة العدوان
نظراً لطبيعة الحياة السياسية في السنوات السبع الأخيرة قبل العدوان، وسيطرة قوى النفوذ على مؤسسات الإنتاج الإعلامي والفني وشبابيك التذاكر، فقد كان ذلك له أثر بالغ في تقييد سير عمل المؤسسة واتساعها.
إبان ثورة 21 أيلول وسقوط معاقل الرجعية الكهنوتية، تنفست مؤسسة الشهيد زيد بن علي هواء الحرية كما تنفسها ملايين اليمنيين، وحين شن الأعداء أحقادهم الضغينة على اليمن في مارس 2015 انطلقت مؤسسة الشهيد بموازاة البندقية، فسخرت كل أعمالها الفنية والإعلامية لمواجهة العدوان، حيث عمدت المؤسسة إلى إنتاج سلسلة من الأفلام القصيرة والمسلسلات والبرامج التي توضح جرائم العدوان السعودي وبشاعته على اليمن.
كله يهون
في تصريح لصحيفة (لا) يقول طه الشرقبي، مسؤول التصوير واA273;خراج في مؤسسة الشهيد زيد بن علي: إن المؤسسة تتميز بأعمالها القوية والهادفة في جميع المجالات، خاصة في جانب الأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة، فهناك ما يقارب 10 أفلام وثائقية و10 أفلام قصيرة، بالإضافة إلى عشرات الفلاشات. أما بالنسبة للمسلسلات فقد أنتجت المؤسسة مسلسلاً واحداً (كله يهون)، وقد لاقى نجاحاً كبيراً، وأحدث نقلة نوعية في تاريخ الدراما اليمنية.
وبالرغم من اهتمام المؤسسة بتقديم وإنتاج مختلف الأعمال الفنية والثقافية، إلا أنه يبدو واضحاً التفاوت الكبير بين إنتاج الأناشيد والزوامل والأفلام القصيرة وبين إنتاج المسلسلات الدرامية، وتعليقاً على هذه النقطة يشير حسن طالب إلى أن أهم الصعوبات التي تواجهها المؤسسة في إنتاج المسلسلات الدرامية هو عدم وجود ميزانية كافية لذلك، وعدم وجود داعمين رسميين لإنتاج مثل هذه الأعمال الهامة.
فشل الرهان
منذ بداية العدوان السعودي على اليمن اتجهت معظم مؤسسات الإنتاج الإعلامي والفني للعمل في أحضان العدوان وفق مغريات مادية كبيرة، بعد أن عمد العدوان إلى شراء بعض أصوات النشاز، وبالرغم من ذلك فإن العدو فشل في كسب أي رهان على الساحة الفنية والثقافية، كما فشل في تحقيق رهاناته العسكرية.
وأكد مدير المؤسسة: إن المؤسسات الإعلامية الموالية للعدوان لا تشكل أي عائق حقيقي أمامنا في العمل مع الفنانين الحقيقيين الذين عرفوا قيمة الوطن، فكانت كل المغريات التي تقدمها تلك المؤسسات لا تساوي عندهم حفنة من تراب هذا الوطن الغالي، مشيراً إلى أن المؤسسة استطاعت أن تتعامل مع هامات شامخة من الفنانين والفنانات ونجوم الدراما اليمنية.
الانتقال إلى مستوى الهجوم
قدمت المؤسسات الإعلامية والفنية الوطنية دوراً كبيراً في مواجهة العدوان، وقهرت كل التحديات، ولم تقتصر وظيفتها على كشف الحقائق ونقل الصورة الحقيقية عن الشارع اليمني الذي يقاوم العدوان ومشتقاته بكل عزة وشموخ، فعلاوة على ذلك فإنها أثرت المكتبة الفنية والثقافية اليمنية بمخزون هائل من مختلف ألوان الفن، إلا أنها لازالت بحاجة للكثير من الدعم لتقديم أعمال ترقى إلى مستوى الهجوم بدلاً من العمل وفق الاستراتيجية الدفاعية، كما عبر عن ذلك مدير مؤسسة الشهيد زيد بن علي الذي أكد في حديثه لصحيفة (لا) أن المؤسسة تطمح لمد جسور العلاقة العملية والمهنية مع كل الفنانين والقنوات والمؤسسات الإعلامية للارتقاء بالعمل الإعلامي اليمني، وإبراز قيمة وحضارة وتاريخ الإنسان اليمني الحقيقي، وليس كما يصوره الإعلام المعادي الذي عمل على تشويهه لعقود من الزمن.
شريكة الجيش واللجان
مؤسسة الشهيد لم تكتفِ بمواجهة العدوان من بوابتها الفنية والثقافية، ولكنها أصرت أن تحصل على شرف البطولة من ميدان المعركة.. الفنان فؤاد الكهالي يقول: مؤسسة الشهيد زيد بن علي مصلح تعد مؤسسة إعلامية رائدة رغم الفترة القصيرة التي بدأ فيها نشاطها، وفي الوقت الذي ذهبت فيه مؤسسات إعلامية إلى صف العدوان لعبت مؤسسة الشهيد زيد بن علي دوراً وطنياً هاماً ظهرت من خلاله كشريك حقيقي للجيش واللجان الشعبية من خلال دورها الإعلامي، حيث كان لها السبق في تقديم الكثير من المواد الإخبارية أو الوثائقية أو التوعوية ذات الأثر الملحوظ في الوسائل الإعلامية.
وفي إطار الجانب الثقافي، وعلى وجه الخصوص الجانب الدرامي، يشير الكهالي إلى أنه كان للمؤسسة السبق في إنتاج عملين دراميين للفضائية اليمنية يتمثلان في الجزأين الأول والثاني من مسلسل (كله يهون) الذي تميز بطرح المواضيع الاجتماعية ومناقشة الكثير من هموم الوطن وكذلك حدث الساعة وهو العدوان.
وهذا الدور يحسب لمؤسسة الشهيد أنها واكبت وكان لها السبق كمؤسسة وطنية وضعت هم الوطن فوق ربحيتها.
نموذج الاكتمال
بعيداً عن سرد الدور الوطني الذي قدمته المؤسسة في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والتوعوية، فإن جمهوراً عريضاً من المفكرين والمحللين والمثقفين يؤكدون أننا أمام حقيقة كبرى تنفي تماماً ما تسوقه أبواق الرجعية والاستعمار التي تلبس عباءة الحداثة من حانات إسطنبول وبارات الرياض، وتحاول تشويه جماعة أنصار الله بعدم اهتمامهم بالمجالات الفنية والثقافية، مشيرين إلى أن الحقيقة غير ذلك تماماً، فلقد أثبتت جماعة أنصار الله أهليتها في التعبير عن الناس ومحاكاة رغباتهم فنياً وثقافياً ودينياً، وليس ذلك وحسب، فاليوم يصطف الفن والشعر والبندقية في مكان واحد، ولعل مؤسسة الشهيد زيد بن علي مصلح أحد نماذج الاكتمال والوطني فنياً وثقافياً.
المصدر حلمي الكمالي/ لا