بيادق العمالة تتكسر وعباءة الملك تحترق
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / شايف العين

عاصفة العدوان في مهب الشعلة الثانية لثورة 21 أيلول..
بيادق العمالة تتكسر وعباءة الملك تحترق
عاش اليمن منذ أن تولّى الفار هادي مهمة إدارة فترته الانتقالية في 21 فبراير 2012، حسب المبادرة الحليجية التي وقّعت عليها الأطراف السياسية اليمنية كحل سياسي للأزمة في 23 نوفمبر 2011، حالة من الفوضى وانسداداً في الوضع السياسي والاقتصادي، وسيطرة تامة من قبل السفارات الأجنبية على السيادة الوطنية للبلد والتحكم في اتخاذ القرار، كما لم تخلُ أيام تلك الفترة من العمليات الإرهابية التي استهدفت المؤسستين الأمنية والعسكرية في البلد، ولم تخلُ أيضاً من عمليات الاغتيال الممنهجة والمستهدفة كل من يحاول إفشال المشروع الذي يسعى إلى تدمير اليمن وتشطيره، مما عكس ضعف الأداء الحكومي ومحاولة جعل السلطة محتكرة في زاوية العملاء والخونة الذين فضحتهم الأيام في ما بعد.
وأصبح النسيج الاجتماعي خلال فترة الحكم الانتقالية في أسوأ مراحل تفككه وتمزقه - مناطقياً وطائفياً - حيث عمدت بعض الأحزاب والمكونات إلى إحداث هذا الشرخ في أوساط الشعب من خلال الشائعات الدينية التي كانت تطلقها على الجماعات المعارضة لها, في استهداف ملحوظ للثقافة والأخلاق المكونة للهوية اليمنية الأصيلة، والتي يعلمون أنها ستحول دون تنفيذ مشروع سادتها وكبرائها الأجانب.
لقد كان اليمن في أمسّ الحاجة إلى من يوصد أبوابه في وجوه المتآمرين عليه في الداخل الذين سقطوا فريسة للعدو الخارجي والأزلي, يصنع منهم العملاء ويتخذ منهم الأيادي التي تطعن في الجسد المنتمية إليه, فكان الـ21 من سبتمبر 2014 بقيادة أنصار الله ومعهم أبناء الشعب، اليوم الموعود لانطلاق الثورة الملبية نداء الوطن، والمدركة أن على الشعب وحده تقع مهمة إنقاذه وتحريره من الوصاية التي عليه, ومنح أبنائه الاستقلال والحرية في اتخاذ القرار، وأرضه السيادة الكاملة.
21 سبتمبر ثورة التسامح والوعي الفكري الناضج تنقذ اليمن
ما يميز ثورة 21 سبتمبر عن سابقتها هو تجردها الكامل من الولاء للخارج، وعدم سعي قيادتها المتمثلة في جماعة أنصار الله إلى الانتقام ممن سفكوا دماءهم في الماضي خلال 6 حروب، حيث قاموا بمد يد الصلح لكل المكونات السياسية والدينية, كما لم تتبن القيادة أي خطابات طائفية ومناطقية، بل بذلت قصارى جهدها في محاربة هذه الدعاوى والخطابات التي تخدم مشروع العدو الخارجي, على العكس مما تحتويه خطابات العملاء والخونة التي يتحدثون بها في وسائلهم الإعلامية، من جمل التحريض الطائفي والمناطقي الباعث على التفرقة بين أبناء الشعب والدين الواحد.
ما يميزها أيضاً أنها حملت وعياً ثورياً كبيراً يعرف ما يدور داخل الوطن وما يخطط له المحيط الإقليمي والدولي في سبيل النيل منه, إضافة إلى وجود قيادة ثورية حكيمة تملك روحاً أخوية متسامحة منحتها إياها الثقافة القرآنية, لهذا يتميز جسد الثورة بالصلابة والتماسك والمضي في الثورة بخطوات قوية وموفقة مكنتها من تحقيق أغلب أهدافها.
وتكون هذا الوعي الثوري القرآني خلال فترات زمنية عبر الحقائق التي كشفها القرآن الكريم, حيث اتخذها الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي، قائد الثورة الأول، منهجاً له، ومن بعده السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والمضي قدماً بهذا النهج القرآني, وكذا تكونت عبر الوقائع التي حدثت في الفترة من 2011 وحتى 2014، والتي فُضحت فيها القوى السياسية العميلة التي ادعت وطنيتها, وكذلك القوى التي كانت تتخذ من الدين الإسلامي غطاء لتحركاتها الحقيرة والرامية إلى تفكيك اللحمة الوطنية, وخداع عقول أبناء اليمن لإدخالهم تحت عباءة الوهابية، ومن ثم استخدامهم كجيوش إرهابية تسيرهم أمريكا وإسرائيل وخادمتهما السعودية لتحقيق أهدافهما.
وانتقل هذا الوعي إلى أبناء الشعب بانضمامهم للثورة، حيث خلق فيهم حالة من السخط الشعبي الرافض لكل المخططات والمؤامرات الهادفة إلى زرع الفرقة في أوساطهم وتفكيكهم عبر الفتن الطائفية والمناطقية, والتي كانت تحمل عناوين براقة وخادعة بداية من رداء الإسلام وانتهاء بلباس الوطنية وحقوق الإنسان.

الثورة القرآنية تبث الرعب في قلوب طغاة العالم وتفضح زيفهم
عرفت قوى الظلم والاستكبار في العالم أن يدها المسيطرة على اليمن قد قطعت، وأن أبناءه ماضون في طريق التحرر والاستقلال, وأن ثورتهم في 21 سبتمبر 2014 هي الخطوة الأولى التي قطعوها في هذا الطريق, حيث قامت بكشف حقيقة أذيالها، ورفضت الانصياع لأوامرها، ولم تكترث لتهديداتها ما دام ثوارها قد فضلوا الموت في سبيل العيش بعزة وكرامة، على الحياة بذل وهوان تحت وصايتها, ولم تستطع تلك القوى الاستمرار في كتمان خوفها من الثورة القرآنية, فظهر بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، في تصريح له، محذراً من سيطرة الثوار اليمانيين على مضيق باب المندب، واصفاً ذلك بأنه أخطر من سلاح إيران النووي.
وفضحت ثورة 21 سبتمبر اليمنية زيف الادعاءات الأمريكية في المنطقة بإيقاعها وأذيالها الخليجية في تناقض الادعاء الزائف بمساندة الإرادة الثورية الشعبية في سوريا، حسب تعبيرها, والوقوف ضدها في اليمن, وقد عملت ما بوسعها من أجل الحيلولة دون نجاح الثورة في تحقيق ما تسعى إليه، مستخدمة في هذا شتى أساليبها في التهديد والترغيب ومحاولة شراء ذمم قيادتها, لأنها تدرك جيداً ماذا تعنيه ثورة 21 سبتمبر 2014، وما تأثيراتها اللاحقة على وجود كياناتها الاحتلالية في المنطقة.
بعد أن فشلت الوسائل السياسية الأمريكية والإسرائيلية في إخماد نيران ثورة التحرير السبتمبرية, قررت استخدام القوة في سبيل ذلك، وأوكلت إلى السعودية مهمة إنشاء تحالف عربي يتبنى حرباً همجية وبربرية على الجمهورية اليمنية, علّها بذلك تصل إلى مبتغاها في إخماد نيران الثورة اليمانية ذات التأثير الإقليمي والدولي، وإعادة السيطرة عليها.
القوى الظلامية تحرك ملياراتها وتبدأ حربها العسكرية ضد الثورة السبتمبرية
بعد مضي 6 أشهر من عمر الثورة، وفي فجر الـ26 من مارس 2015، دون سابق إنذار، شنّت السعودية وتحالفها حرباً على اليمن بالوكالة عن أمريكا وإسرائيل، لقتل الثورة, خُصصت لها ميزانية ضخمة هي الأكبر في ميزانيات الحروب الحديثة لشراء الأسلحة والآلات الحربية المتطورة والحديثة، وكذلك جيوش المرتزقة من معظم بلدان العالم, وأعطت جزءاً كبيراً منها للمكائن الإعلامية التي قامت بتوفير الغطاء اللازم لهذه الحرب من ترويج للأهداف الكاذبة التي حاربت من أجلها, ونشر الانتصارات الوهمية، وكذلك تغطية جرائم الحرب اليومية التي ترتكبها طائراتها بحق الإنسان اليمني.
استخدمت السعودية في عدوانها شتى أنواع الأسلحة الحديثة والمحرمة دولياً، وارتكبت بها أبشع المجازر بحق أبناء الشعب اليمني الثائر, تحت مبرر الدفاع عن شرعية انتهت فترتها, وطوى الشعب صفحتها، إلا أنها في الحقيقة تهدف إلى قتل الثورة التي انطلقت من أقصى الشمال اليمني، ووصلت إلى أقصى جنوبه، محررة كافة أراضيه من الوصاية السعودية الأمريكية الصهيونية.
وكشفت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية، في تقرير لها، أن 725 مليار دولار أنفقها آل سعود في الأشهر الستة الأولى لعدوانهم على اليمن، من أجل قتل البشر والشجر والحجر على أرض اليمن، لأن جميعهم مشاركون في الثورة التي قادتها المسيرة القرآنية، والتي قضت على الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وجعلت من نفسها فوبيا العصر التي أصابت كل القوى الشيطانية والظلامية في العالم.
ونشرت المجلة في تقريرها بعض التفاصيل الدقيقة لوجهة تلك الأموال الضخمة, إذ تحدث التقرير عن استئجار السعودية بارجتين حربيتين تتبعهما 6 فرقاطات مرافقة، إيجار كل واحدة 150 مليون دولار يومياً, وتحمل البارجة على متنها 6000 جندي و450 طائرة, وعليها مدفعية ومنصة إطلاق صواريخ بعيدتا المدى, أي أن إجمالي تكاليف البارجتين مع ما يتبعهما بلغ بعد 6 أشهر منذ بداية العدوان 54 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى جلب السعودية قمرين صناعيين تستخدمهما لأغراضها العسكرية، قيمة إيجار مراقبة ساعة واحدة مليون دولار، أي 48 مليون دولار للقمرين في اليوم الواحد, لتبلغ التكلفة 8 مليارات و640 مليون دولار، خلال 6 أشهر فقط، بالإضافة إلى مليار و800 مليون دولار تكلفة تحليل وعرض واستخراج المعلومات من صور الأقمار الصناعية، خلال الفترة ذاتها.
بقية تفاصيل التكلفة التي أنفقها العدوان السعودي في مساعيه لإفشال ثورة 21 سبتمبر خلال أشهره الستة الأولى، تلخصت كما عرضها التقرير في التالي:
- مليار و80 مليون دولار تكلفة خدمات طائرة (الأواكس).
- 46 مليار دولار تكلفة 140 ألف صاروخ أطلقتها 150 طائرة في 35 ألف غارة.
- 5 مليارات دولار دفعتها مملكة قرن الشيطان تكلفة للتموين الجوي ووقود الطائرات والصيانة, حيث خصصت لكل غارة مبلغ 150 ألف دولار.
- 212 مليار دولار قيمة صفقات أسلحة من أمريكا وفرنسا, منها 26 مليار دولار تكلفة طائرات (رافال) الفرنسية التي تكفلت السعودية بمنحها هدية لمصر.
- 17 مليار دولار لشراء مواقف الدول الأوروبية تم منحها عن طريق الخصم الخليجي لأسعار النفط لتلك الدول، بالإضافة إلى أمريكا المشاركة في العدوان.
- 5 مليارات دولار ونصف لكل من السودان, المغرب وباكستان.
هذا ما ورد في تقرير المجلة الأمريكية لبعض تفاصيل التكلفة الضخمة للعدوان الذي تقوده السعودية في أشهره الستة الأولى, إلا أن التكلفة بلغت اليوم أضعاف المبلغ، كون العدوان يدخل شهره الـ19، وهو على نفس الوتيرة.
شعب صامد بتكاتفه.. وثورة مستمرة
لم تكن دول الظلم والاستبداد التي قامت بالعدوان، تتوقع أن ثورة الشعب البسيط التي نكّلت بها، ستصمد كل هذه المدة، وستستمر في السير حتى تحقيق أهدافها على الرغم من الإمكانات الهائلة التي سخرتها لردعها, بل تعدت صمودها إلى إلحاق الهزيمة بجيوش تلك الدول التي جلبتهم من شتى بقاع العالم، وسلحتهم بأحدث الأسلحة، ووفرت لهم الغطاء الجوي الكثيف, لكنهم تلاشوا أمام صلابة حماة الـ21 من سبتمبر المجيد من أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين سطّروا أروع الملاحم البطولية، وجعلوا الثورة تمتد إلى العمق السعودي بالمبادئ القرآنية والأسلحة التي لا تواكب تطور أسلحة العدو, إلا أن الأيادي التي تحملها والأكتاف المستندة عليها واثقة بالله وبشعب الثورة وقيادتها، ولا ترى أمامها سوى النصر.
إن تكاتف مختلف شرائح المجتمع واتفاق الأحزاب والمكونات السياسية الوطنية في مواجهة العدوان, ورفد جبهات القتال بقوافل الغذاء والرجال، ومواصلة مؤسسات الدولة في تقديم خدماته والقيام بأعمالها, أنتجت صدمة قوية لمن يرعون العدوان, وأكدت للعالم أن الشعب اليمني هو من خرج بثورة 21 سبتمبر 2014، ولن تستطيع أية قوة في الأرض تركيعه والنيل من هامة ثورته, وسلبه قراره وسيادة أرضه والتلذذ بنهب ثرواته, لأنه قرر الاستقلال وحكم نفسه بنفسه، وقدم في سبيل ذلك عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى.
فقد أعادت ثورة 21 أيلول بناء الثقة في نفوس اليمنيين، وفي قدرتهم على بناء وطنهم بعيداً عن الهيمنة والوصاية الأجنبية, بعد أن نجحت السلطات الوكيلة للخارج في هدم هذه الثقة, وبات الجميع يدرك اليوم أن الخارج الذي يكنّ مطامع استعمارية لليمن، هو من يقف وراء التخلف السائد في المجتمع، ويعرف عدوه بجلاء ودونما تمويه، ويهتف:
أمريكا تقتل الشعب اليمني
صامدون والثورة مستمرة
المصدر صحيفة لا / شايف العين