مرتزقة العدوان يبيعون أسرى الجيش واللجان للعدو السعودي مقابل 100 ألف دولار للأسير الواحد
بيع الأسرى..نخاسة المتآمرين وعبودية القرن



تعتمد العصابات الإجرامية بشكل رئيس على ريع النخاسة والاتجار بالأسرى والمخطوفين، وتعود عمليات بيعهم على تلك العصابات بمبالغ مالية طائلة، فضلاً عن كونها تعتبر من وسائل تبييض أموال دعم العناصر الإجرامية من قِبل الدول الإمبريالية، فمن داعش في سوريا والعراق إلى مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي في اليمن، تتكشف حقائق تلك العصابات، وتتعرى أمامها الدول الإمبريالية والرجعية الراعية لها.
ومهما تسترت العصابات الإجرامية خلف بروباجندا تضليلية تسمهم بالثوار تارة وبالمقاومة تارة أخرى، فإن مشاريعهم الرجعية تظهر من خلال ممارساتهم اللاإنسانية التي تهدف للعودة بالبشرية إلى عصور النخاسة والرق، مخالفين مراحل التطور الإنساني التي بات الأسير في ظلها يحظى بالرعاية، ولا ينتقص من كرامته شيء. 
لقد مثلت عمليات بيع الأسرى من قبل مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي إلى العدو السعودي، حالة من الانحدار الأخلاقي والانهزام القيمي، الذي جعلهم في مكانة أحط من عصابات داعش متعددي الجنسية، ومرتزقة بلاك ووتر، الذين يعبرون القارات في سبيل تحقيق مطامع الإمبريالية الأمريكية باستعباد الشعوب واستلاب ثرواتها، بأنهم في ذات دائرة الخدمة الأمريكية، غير أنهم يسعون لتحقيق مطامعها في بلادهم، ويقدمون إخوتهم في الوطن وأرضهم لقمة سائغة للعدو السعودي الأمريكي. 
وبحسب شهادات أدلى بها أسرى الجيش واللجان الشعبية سلمتهم سلطات العدو السعودي مؤخراً ضمن عمليتي تبادل شملتا 117 أسيراً، بينهم 107 يمنيين، فقد أُسر غالبيتهم من جبهات داخلية، وتمَّ بيعهم للعدو السعودي مقابل 100 ألف دولار للأسير الواحد، أما عمليات نقلهم فقد جرت جماعياً من معسكر في مأرب تابع لتحالف العدوان السعودي الأمريكي والمرتزقة، مروراً بمنفذ الوديعة الحدودي، حيث ينقلون بطائرات مروحية إلى قاعدة خميس مشيط.
ووفقاً لشهادات متطابقة، فإن ظروف وقوع أبطال الجيش واللجان الشعبية بالأسر، إما بحصار يدوم أياماً أفضى إلى أسر البعض، أو جرحى من الجيش واللجان الشعبية في بعض الجبهات، وحالة ثالثة هي فقدان الطريق في الصحراء والوقوع في فخ مرتزقة مسلحين ادعوا مساعدتهم، قبل تسليمهم إلى القوات الإماراتية والسعودية التي كانت ترابط في معسكرات العدوان ومرتزقته بمحافظة مأرب.
في جلسة استماع نظمتها بصنعاء وزارة حقوق الإنسان، خلال الشهر الفائت، ذكر عدد من الأسرى المحررين كيف تم بيعهم للجنود الإماراتيين، وكيف نقلوا إلى معتقل خميس مشيط، ويقولون: (بعد حصارنا في مأرب لمدة 10 أيام، كانت الذخائر قد نفدت والمؤن كذلك، حينها كان مقاولون من مرتزقة العدوان السعودي يفاوضون الضباط الإماراتيين المشاركين في تحالف العدوان على اليمن، في معسكر صافر، وقد استمرت المفاوضات 10 أيام على السعر الذي يمكن أن يدفع للمرتزقة مقابل تسليمنا لهم).
احتضن معسكر صافر بمحافظة مأرب قبل أن تدكه صواريخ الجيش واللجان الشعبية، مفاوضات بين الضباط الإماراتيين والمرتزقة حول الأسرى، وكان القرار بيد الإماراتيين، لكن تفاعلات ميدانية وإعلامية، أسفرت عن تدخل ضباط سعوديين تلقوا أوامر من الرياض بدفع أي مبالغ لشراء مقاتلي الجيش واللجان الشعبية من عصابات المرتزقة، ونقلهم إلى السعودية.
فبعد أن نشر الإعلام الحربي تسجيلات مصورة عن أسرى سعوديين في معارك الجبهات الحدودية، جاءت الأوامر إلى القوات السعودية والإماراتية في مأرب، بنقل أي أسرى لديهم من قوات الجيش واللجان إلى الأراضي السعودية، وتأمين عملية النقل لضمان نجاحها، ليكونوا في ما بعد ضمن صفقة تبادل الأسرى، وظل أسرى الجيش واللجان الشعبية لما يزيد عن ستة أشهر محط غموض، إلى حين إطلاق سراحهم في عملية تبادل الأسرى بداية نيسان الفائت، وكُشفت بشاعة العدو في انتهاكه لقواعد القانون الإنساني في التعامل مع الأسرى.
كما تبين زيف إعلام العدوان الذي يسعى جاهداً لتحقيق انتصارات إعلامية زائفة، تخفي سجل الهزائم والخسائر التي تعري وتكشف مدى ضعف وهشاشة جيش العائلة السعودي الذي طالما بذلت الرياض جهوداً بالغة الكلفة لتقديم نفسها قوة مهيمنة على مستوى المنطقة والإقليم.
لقد حاول العدو السعودي المداهنة والتضليل على انكساراته وخسائره المتوالية على يد أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهة الحدود، عبر اللجوء إلى شراء أسرى وقعوا بيد المرتزقة في جبهات داخلية، لعله يواري عورته في الحدود، ويستخدمهم للمقايضة عن الجنود السعوديين الذين أسرهم الجيش واللجان الشعبية، وظهروا في تسجيلات مصورة يتلقون رعاية صحية بعد أسرهم من الجبهات الحدودية، في خطوة احتوت رسائل بتفوق القوات اليمنية في الحرب البرية التي ضربت مناطق في عمق الأراضي السعودية. 
الأمر الذي دفع أحمد عسيري، الناطق باسم تحالف العدوان، إلى التصريح بعدم وجود أي جنود سعوديين أسرى لدى الجيش واللجان الشعبية، بل ذهب إلى أن (الصواب هو أن لدى السعودية أسرى يمنيين). غير أن تصريحاته ذهبت أدراج الرياح، عندما عجز إعلام العدوان عن بث صور أو مقاطع فيديو تثبت هذه التصريحات، قبل أن يعود عسيري نفسه في اليوم التالي 22 سبتمبر 2015، ليعترف بوقوع أسيرين سعوديين في قبضة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
بتلك المشاهد التي وزعها الإعلام الحربي عن أسرى من الجيش السعودي، والتي تزامن عرضها مع عدد من مشاهد أخرى تظهر عمليات عسكرية نفذها الجيش واللجان الشعبية في العمق السعودي، فقد أوجع العدو بشكل كبير، فإلى جوار أنها تثبت التفوق اليمني في الجبهات الحدودية، هي تزيل الستار عن الخسائر البشرية في صفوف العدو، التي ناهزت وفق إحصاءات غير رسمية ثلاثة آلاف قتيل برتب عسكرية متفاوتة. 
رشيد العبادي، واحد من أبطال الجيش واللجان الشعبية، وقع أسيراً بيد مرتزقة العدوان في الجدعان بمأرب، عندما أصيب بطلق ناري في ساقه اليمنى، حيث نقله المرتزقة مع أربعة من زملائه الجرحى إلى مستشفى مأرب، ومن ذلك الوقت سار في رحلة تعذيب وإهانات استمرت لأربعة أشهر، إلى حين الإفراج عنه ضمن عملية التبادل التي جرت مؤخراً بين الجانب اليمني والعدو السعودي.
بقامة سامقة وجبين عالٍ، يحكي رشيد عن وضاعة العدو ومرتزقته، الذين تفسخت قيمهم الأخلاقية، وغاب عنهم أي وازع إنساني أو ديني، فمن اللحظات الأولى لوقوعه في الأسر، وعلى سرير المرضى في المستشفى، شرع المرتزقة بالضرب والاعتداء عليه، بالرغم من منع الطبيب لتعرضه لأذى، فحالته الصحية لا تسمح.
في مستشفى مأرب جاء إليه قائد عصابات المرتزقة هاشم الأحمر، وبعد ديباجة من الشتائم طلب منه التحدث أمام قناتي (العربية) و(سهيل) بأنه تمَّ التغرير بهم والزج به وزملائه للموت من قِبل صالح والحوثي، بهدف زيادة عدد القتلى من أبناء الشعب اليمني. لم يوافق رشيد، ولم يستطع الرفض أيضاً، فهو واقع تحت سياط الجلد والتعذيب، وقال: (لوما تجي القناة لنا خبر)، وحينما وصل مصورو القناة تحدث بشجاعة واستبسال دون أن تخيفه عواقب ذلك من سادية التعذيب والضرب، وقال إنه انطلق إلى الجهاد في سبيل الله والدفاع عن وطنه، بعد أن شاهد بعينيه أبناء بلده يسقطون بالمئات ضحايا قصف طائرات العدوان السعودي الأمريكي.
عقب التصوير كان ينتظر أن يرى نفسه على شاشات التلفزة التابعة للعدوان، وذلك ما سيجعله يشعر بالفخر، أو ربما يشعر بنوع من التعددية والمصداقية لدى تلك القنوات، لكنه وجد نفسه مطلوباً للمثول أمام العصابات التي خالفت تعليمات الطبيب المعالج، وبالضرب بالأيدي والسياط اقتادوه مع زميله زيد الوادعي إلى خارج المستشفى، حيث تقبع ما تُسمى استخبارات المرتزقة في مأرب، وبدون تحقيق أو تهمة باشروهما بالضرب والاعتداء لمدة أربعة أيام، بينما تنص القوانين الإنسانية والأعراف القبلية بوجوب تلقي الأسير المصاب التطبيب والعلاج.
انقضت الأيام الأربعة تحت وطأة الضرب والتعذيب، بعدها جرى نقلهما مع قرابة 49 أسيراً إلى معسكر يبعد مسافة نصف ساعة على طريق معبدة. أثناء خروجهم من مقر الاستخبارات شاهدوا رجلاً ذا لحية كثة يؤكد رشيد أنه السمسار الذي أنجح صفقة بيعهم للعدو السعودي، ما يجعل رشيد متأكداً هو أنه رأى ذلك الرجل يعطي خاطفيه مبلغاً مالياً.
وفور وصولهم إلى المعسكر القريب من مدينة مأرب، والذي يُرجح أنه معسكر صافر، تمَّ تكبيلهم وتغطية أعينهم، ونقلهم على متن مروحيتين إلى منطقة سعودية، بطريقة لا آدمية حُشر جميع الأسرى الذين يناهز عددهم فيهما الـ50، دون مراعاة كونهم مصابين، وممارسة الضرب عليهم بهراوات كهربائية، حتى انقضاء الرحلة والوصول إلى (شرورة).
في (شرورة) أزيل الجبس عن ساق رشيد، ووُضع الأسرى في غرف ضيقة مكبلين وعيونهم معصوبة لمدة يومين، ليتم بعد ذلك نقلهم إلى قاعدة خميس مشيط العسكرية، ولم تزل عن أعينهم العُصابات إلا في ممرات العنابر المكتظة بقرابة 400 سجين يمني، بينهم أسرى غالبيتهم وقعوا بيد عصابات المرتزقة في مأرب.
في سجن خميس مشيط يتخذ التعذيب أشكالاً متعددة تُستخدم فيها تكنولوجيا حديثة وعقاقير سامة، ولعل سويعات قليلة لوصف ما يتلقاه الأسرى في معتقلات العدو السعودي لا تنقل الصورة كاملة، لكنها كافية لكشف مدى بشاعة العدو، وعدم التزامه بأخلاق المحارب أو القوانين الإنسانية والدولية، في ذلك السجن يُحظر الكلام والحركة، ولا صوت يعلو فوق أنين المعذبين وأسواط الجلادين. 
يقول رشيد: (إنهم لا يمتلكون ذرة إيمان أو إنسانية، لقد مارسوا معنا شتى أنواع التعذيب، ليس الضرب بالهراوات الكهربائية إلا أدنى مستوياتها)، وتحضر في السجون السعودية كل وسائل التعذيب من رجل الدين الذي يقرأ القرآن على الأسرى بحجة أنهم قد مسهم سحر الحوثي وعفاش، إلى الطبيب الذي يقوم بحقن الأسرى بعقاقير سامة، تسببت في إصابة الأسرى المُفرج عنهم بتليف في الكبد بحسب الفحوصات الطبية التي أُجريت لهم في العاصمة صنعاء، بينما كان نصيب رشيد الإصابة بالاكتئاب، ويطلب منه الطبيب حالياً العودة بعد شهر تحسباً لكون فيروس الكبد في مرحلة الحضانة.
لقد بذل الجنود السعوديون كامل سعيهم في سبيل ثني إرادة المقاتل اليمني، والإدلاء لهم بمعلومات لعلها تحفظ لهم ماء الوجه بتحقيق أي من الأهداف التي انطلق من أجلها العدوان، فقد طلبوا من رشيد أن يحدد لهم أماكن تواجد مخازن الأسلحة ومنازل قيادات أنصار الله والمؤتمر في العاصمة صنعاء، وعندما رفض ذلك كان نصيبه التعليق بالسلاسل والجلد، ومثله كثيرون. 
ولما يئسوا من إمكانية التحصل على معلومات عسكرية مفيدة لهم، عمدوا إلى التعذيب النفسي عبر اتهام الأسرى بالسحر والشعوذة، وأنهم مجوس وروافض، يقول رشيد: (في إحدى المرات أثناء تعذيبي، قلت للجندي الذي يعذبني إن المجوس لا يعبدون الله، بينما نحن جميعنا نعبد الله)، فلم يزده ذلك إلا إفراطاً في الجلد.
تتصل بالمعتقل كاميرات مراقبة بحيث لا يمكن لأي أسير التحدث إلى زميله أو حتى الحركة، ومن يؤدي الصلاة (مسربلاً) يديه فنصيبه من العذاب مضاعف، كما لا يحظى الأسرى بغذاء جيد، فقط يقتصر على قطعة جبن مثلث وملعقة قشطة وقرص خبر في الصباح والمساء، أما وجبة الغداء فهي عبارة عن نحو كيلو أرز لكل ستة أشخاص، فضلاً عن احتواء الأكل على مواد سامة تجعل الأسرى يتضورون ألماً، وبولهم يكون دماً، وفوق ذلك يمنع عنهم دخول الحمام عدا مرتين في اليوم لمدة 30 ثانية للفرد.
كثيرة هي الجرائم التي يرتكبها العدو السعودي بحق الأسرى، بيد أنها لا تكشف سوى مدى قبح وبشاعة العدو، فأسرانا يخرجون أكثر صلابة وعزماً على تحقيق الانتصار؛ يقول رشيد: (انتصار اليمنيين أمر حتمي. وبالرغم من مرارة التعذيب الذي تلقيناه، فقد كان المصحف الشريف الذي بأيدينا، وتذكرنا لما ورد في ملازم الشهيد القائد السيد حسين الحوثي، يمنع عنَّا الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية، وجعلنا أكثر صموداً وعزيمة على مواجهة العدوان)، ويتابع: (كانوا يريدون منعنا من العودة إلى جبهات القتال، وها نحن نعود بقوة وشجاعة، ولن يتمكنوا من النيل من عزيمتنا وإصرارنا على تحقيق الانتصار).
لم ينكسر أبطال الجيش واللجان الشعبية، بالرغم من سادية التعذيب التي تقلوها في المعتقلات السعودية، بل ازدادوا صلابة وعزماً على تحقيق الانتصار على العدو السعودي، الأمر الذي يجعل الاستقلال ونيل اليمنيين السيادة الكاملة، أمراً حتمياً، إذا لم يتمكن من تحقيقه كتيبة السياسيين في جبهة الكويت، فإن سواعد أبطال الجيش واللجان الشعبية وبنادقهم كفيلة بذلك. 
عاد رشيد وزملاؤه من أسرى الجيش واللجان الشعبية إلى جبهات القتال، ولكن قبل عودتهم قاموا بزيارة إلى أماكن تواجد الأسرى السعوديين في اليمن، ونقلوا لهم ما كانوا يتعرضون له من تعذيب وإهانات في السجون السعودية، وقد تألم الأسرى السعوديون لذلك، ويقول رشيد: (إن رسالتنا إلى العدو هي أننا نتعامل بأخلاقنا الكريمة وقيمنا التي تُجرم الاعتداء على الأسرى)، وهنا تكمن عزة وأصالة المقاتل اليمني بأنه لا يبرز عضلاته على أسير أو مستضعف، ويدخرها إلى مواجهة المعتدى في ساحات الوغى. 

 رشيد العبادي: 
 رحلة أسرنا من مأرب إلى شرورة
ثم إلى خميس مشيط
 هاشم الأحمر قائد عصابات المرتزقة أمرني بالتحدث أمام القنوات بأنه تم التغرير بي وزملائي ولما جاءت القنوات قلت إني انطلقت للجهاد في سبيل الله والدفاع عن وطني
 تم بيعي و50 آخرين من المجاهدين للعدوان السعودي عبر سمسار في مأرب ونقلنا بعدها إلى السعودية
 عذبونا بالهراوات الكهربائية وتم حقننا بمواد سامة تسببت بالتهابات الكبد لعدد من المجاهدين
 القرآن الذي بين أيدينا وما نتذكره من ملازم الشهيد القائد كان الحصن المنيع الذي يقينا من الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية