(الإرادة بركان لا تنبت على فوهته أعشاب التردد) هذه العبارة الشهيرة لجبران خليل جبران تتجسد بمنشد الجبهات محمد القحوم.
المنشد محمد القحوم متوقد العزيمة، سامي الهمة، صريح صادق عاشق لوطنه مدافع عنه.. تبدو شخصيته جلية واضحة من خلال زوامله وأناشيده، فزوامله قادرة على منح المتلقي شعوراً وأمواجاً من التحدي والصمود في وجه العدوان السعودي.. كما أن صوته يوحي بجماليات الحياة ويتوافق مع مستوى تطوير اللحن.. ستظل زوامله محفوظة بالذاكرة في بنية فنية شامخة وخالدة.. إنه المنشد الذي جعل للزامل أجنحة من التحدي والمقاومة لهذا العدوان ومرتزقته.
كما أن من يستمع إلى مواويله يشعر بنسمة خشوع تحوم في صوته الفذّ.. كل زوامله جعلها للوطن، وأصبحت رصاصة مدوية في صدر العدوان.. إنه المنشد الذي يقودنا إلى العمل الأخلاقي والإبداعي والجهادي.
دور حماسي وتعبوي
لو تحدثنا عن دور الزامل في مواجهة العدوان..
كان للزامل دور في التحشيد الشعبي والتعبئة العامة الجهادية، وأصبح الزامل يرافق المقاتل، أيضاً كان له دور في إثارة الحماس، ودور معنوي في رفع معنويات المقاتلين المرابطين في الجبهات.

الملوك اللعينة
بعض المنشدين يكتبون الشعر، هل المنشد محمد القحوم يكتب الشعر؟
أذكر في إحدى المرات وأنا في إحدى الجبهات، داهمني هاجس الشعر عندما التقى ترامب بيهود العرب، فكتبت:
قل للسعودي بانعد نفتح خيبرْ
ونزور طيبة والحرم والمدينةْ
مهما يطول الزيف به الحق يظهرْ
واللي مع الرحمن ربي يعينهْ
ولَّى زمان الظلم يا زمرة الشرْ
لعنة عليكم يالملوك اللعينةْ
بتسلح الإيمان والله أكبرْ
وأثبت مع آل البيت قلعة حصينةْ

استشهاد أحد العظماء
(سيدي سيدي والداعشي واين أصيده) زامل يحفظه الكبار والصغار، ماذا يعني لك؟
هذا الزامل يعتبر بداية انطلاقي عندما استشهد أعظم إنسان من عظماء هذه المسيرة الشهيد لطف القحوم، والذي يتمنى أي إنسان أن يكون قدوة له، وعندها كنت في جبهة صرواح، وكان لطف في نفس الجبهة في جبل هيلان، فوصلني استشهاد لطف وأنا كنت مقاتلاً في الجبهة، وكانت بدايتي من هناك.

الفن ليس سلعة للمتاجرة
عندما يتحول الفن إلى سلعة للمتاجرة تبدأ عملية الهبوط في مستوى الأنشودة أو الزامل.. هل توافقني الرأي؟
نحن منشدون في سبيل الله، والإنشاد بالنسبة لنا هواية وليس عملاً، وعندما يتحول الفن إلى سلعة للمتاجرة سيكون مثل صاحب البقالة بيعاً وشراء.

من هو المنشد الذي يشبهك؟
أنا دائماً أحاول أن أقتدي بالشهيد لطف القحوم.

بداية مع التراث
كيف كانت البداية مع الإنشاد؟
كنت منشداً لأناشيد التراث وبعض الأناشيد البدوية وكل الألوان اليمنية.

بين المجاملة والمسؤولية
نلاحظ أن هناك قصائد قوية لا يتم إنشادها، فيما نجد قصائد ركيكة يتم إنشادها، برأيك لماذا؟
بعض المنشدين يجاملون بعض الشعراء، ويقومون بالترويج لهم، أما نحن فنعتبرها مسؤولية أمام الله، وأنا لا أهتم باسم الشاعر بقدر ما أهتم بالكلمات.

ما هي صلة القرابة بينك وبين الشهيد لطف القحوم؟
الشهيد لطف القحوم هو خالي.

أحلم بالنصر
بماذا يحلم المنشد محمد القحوم؟
أحلم بالنصر على هذا العدوان، وكسر شوكة المستكبرين، فهذا حلم كل إنسان يمني حر.

أمنية تحققت
ما هو الشيء الذي تمنيته وتحقق؟
أن يكون لصوتي صدى في سبيل الله، وأن أكون مؤثراً بصوتي.

هل تشارك بالجبهات؟
أنا دائماً في الجبهات، وهذا فخر لي والحمد لله.

المعذرة لا مدحتك
ما هو الزامل الذي تردده دائماً؟
الوفاء حان هاتوا خطي الناري.

آخر أعمالك؟
المعذرة لا مدحتك سيدي يا ابن طه.
كلمة أخيرة..
نطلب من الرئيس صالح الصماد التعاون مع الأستاذ ضيف الله سلمان، لأنه إنسان مستشعر بنا، والأستاذ ضيف الله هو مشرف علينا، وهو مكلف من السيد عبدالملك رضوان الله عليه، فالأستاذ ضيف الله يعاني إذا لم يستطع أن يوفر لنا بعض الأشياء، فنتمنى من الرئيس الصماد التعاون معه، وكذلك أشكر المنشد عبدالخالق النبهان وصحيفة (لا).

سيرة ذاتية:
محمد القحوم
أشهر أعماله: (سيدي سيدي، ساعة الصفر دقت، حطها في الراس، حل الحوار حل، في سبيل الله يا نفس جودي، طاب مسراك، الوفاءحان, ياقلم يا بياض، إجرامهم وحشي، أنا سفير الموت)، والكثير من الأعمال.