القصيدة الغنائية عاشت في خلده، وتألقت في عيونه، وازدهرت على ضفافه.
بنى عالمه الشعري على حافة المكان المسكون بالحب والأحلام الجميلة والأماني المورقة.
يحاول تغيير الواقع وإضفاء جماليات الروح المشرقة، ليعود العشق صافياً والقلب خافقاً.
الشاعر وليد المقري جرح يحتضن النزيف، ووجع يخفي الآهات، وحنين يتوهج باتجاه أسراب الطيور التي ضاعت في فضاء الغيوم، يمضي معانقاً الأمل، يرتجف قلبه عشقاً للقصيدة، يمضي شاعراً بين خيام الحلم، باحثاً عن مهد الحب ومأوى الأغنية.
تفجرت شاعرية وليد المقري واكتملت وبلغت أوجها، وتميزت بلغة مغايرة ومذاق مختلف.
إنه الشاعر الذي جسد مقولة الشاعر جون كيس: الشعراء يمشون على الأرض، لكن أرواحهم بالسماء.
تعددت قصائده العاطفية والوطنية، وتمازجت، لتصنع من الشعر الغنائي واحة وارفة الظلال، استطاعت أن تشع ببريقها في سماء المشهد الغنائي اليمني.
الحمينيون قليلون
ـ في البداية لو تحدثنا عن الشعر الحميني..
الشعر الحميني يتميز به اليمنيون، وهو ينسب إلى إحدى قرى اليمن، وتسمى قرية (حمين)، وهو شعر غنائي، وقليلون من يكتبون الشعر الحميني، ويعتبر الشعر الغنائي سريع النفاذ إلى المتلقي.

ليس المال والشهرة
ـ من هو الشاعر الحقيقي؟
الشاعر الحقيقي هو الذي يكتب الشعر من أحاسيس هادفة ومشاعر حقيقية، وليس من أجل الحصول على المال والشهرة.

مهما تطول المعركة
ـ ماذا تعني لك قصيدة (مهما تطول المعركة)؟
هي قصيدة كتبتها عندما ألقت قوات تحالف العدوان القنبلة الفراغية على جبل نقم، وأعتبرها من أقوى القصائد التي غناها حارث الشمسي.

زيارة فنية للجرحى
ـ عندما ألقت قوات تحالف العدوان القنبلة على عطان، قمت أنت ومجموعة من الفنانين بزيارة الجرحى في المستشفيات.. لو تحدثنا عن ذلك..
بعد إلقاء القنبلة على عطان، ذهبت مع مجموعة من الفنانين لزيارة الجرحى في المستشفى الجمهوري.

ـ من هم الفنانون الذين ذهبوا لزيارة الجرحى؟
مثل الفنان فؤاد الكبسي وحمود السمة ويوسف البدجي وشرف القاعدي وحسين محب ويحيى رسام وغيرهم. وأنا أعتبر هؤلاء الفنانين هم الوطنيين ضد العدوان.

الشمسي يترجم إحساسي
ـ الكثير من الفنانين تغنوا بقصائدك، من هو الفنان الذي يترجم إحساسك؟
كل الفنانين معجب بهم، ولكن أكثر فنان يترجم إحساسي هو حارث الشمسي.

بداية ركيكة
ـ لنتحدث عن البداية، كيف كانت رحلتك مع الشعر الغنائي؟
ذهبت إلى الفنان حارث الشمسي، وعرضت عليه بعض قصائدي، وعندما قرأها قال لي بأنها قصائد ركيكة، وتمنى أن أكتب قصائد أفضل منها، وشجعني. ثم بعد ذلك كتبت قصائد جميلة، وغناها حارث الشمسي. وكانت هذه البداية قبل 10 سنوات تقريباً.. كذلك شجعني الفنان يوسف البدجي وإبراهيم الطائفي.

تقصير إعلامي
ـ هناك شعراء لهم قصائد غنائية مميزة لكنهم لم يحظوا بنصيبهم من الشهرة، برأيك لماذا؟
السبب في عدم شهرتهم هو غياب الجانب الإعلامي الذي كان مقصراً معهم بشكل كبير.

ـ ما هو المجد الذي يحظى به الشاعر؟
المجد الذي يحظى به الشاعر هو التخليد.

ـ من هم الملحنون الذين تعجبك ألحانهم؟
الملحن محمد التاج والملحن عبدالغني عامر والملحن بسام العودري والملحن عبدالكريم جعدان.

أحلام
ـ بماذا يحلم الشاعر وليد المقري؟
أحلم بأن أكون شاعر اليمن، وأحلم أن أرى الوطن منتصراً ضد هذا العدوان القبيح، وكذلك أحلم بأن أرى الحمام يرفرف في سماء الوطن، وكذلك بالأمن والاستقرار.

إضافات كثيرة
ـ ماذا أضاف لك الشعر؟
أضاف لي أشياء كثيرة مثل المعرفة وعلاقتي بالناس وحبهم لي، وصنع لي اسماً أفتخر به.

ـ هل تستطيع أن تقول بأن القصيدة الغنائية أصبحت مكتملة وبرزت كما ينبغي؟
تقريباً اكتملت.

سرقة القصائد
ـ ما الذي يزعجك؟
الذي يزعجني أنه في السنوات الأخيرة ظهرت عملية سرقة القصائد، وعدم وجود توثيق للقصائد، وقد توقف هذا التوثيق في وزارة الثقافة منذ 2011م، وقبل فترة بدأت إذاعة (جراند) بتوثيق بعض أعمالنا، وبعد ذلك توقف هذا التوثيق.

ـ ما هي القصيدة التي ترددها دائماً؟
(قد فقدته موت).

في أول الطريق
ـ هل أنت راضٍ بما قدمته، أم أن المشوار لا يزال طويلاً؟
أعتبر نفسي أنني في بداية الطريق إلى النجاح الحقيقي.

أرضي نفسي أولاً
ـ هل تكتب القصيدة لإرضاء فنان ما أو بعض الفنانين؟
أكتب القصيدة لي، وليس لإرضاء أحد، لأنني أكتبها من إحساسي وخيالي، ومن أشياء ألمسها في معاناة الآخرين.

ـ من لفت انتباهك من الشعراء الجدد؟
الشاعر محمد الجرف والشاعر أحمد الحزيمي والشاعر ماجد الصانع.
ـ كلمة أخيرة..
أشكرك، وأشكر صحيفة (لا) التي تعتبر المنبر الإعلامي لكل الشعراء والأصوات المبدعة، لأنها الصحيفة الوحيدة التي خصصت مساحة لكافة المبدعين. وكذلك رسالتي الأخيرة أوجهها لدول العدوان بأن توقف اعتداءاتها على الشعب اليمني الصامد.

سيرة ذاتية:

الاسم وليد عبدالعزيز المقري
شاعر غنائي معروف، وله عدة مشاركات في فعاليات وفي احتفالات مختلفة في جامعة صنعاء وغيرها.
درس لدى جامعة صنعاء وتخرج منها من كلية الحاسوب الآلي، وتخرج من معهد الاتصالات قسم الجرافيكس.
لديه العديد من المشاركات، وتغنى الكثير من الفنانين بقصائده مثل حمود السمة وحارث الشمسي ويوسف البدجي وسام الخزاعي وإبراهيم الطائفي وصلاح الأخفش وآخرين.
غنى له الفنان حارث الشمسي أكثـر من 50 قصيدة، كان أبرزها: اعتبرني حلم، لو يموت الحب، يا دموع عيني، جيتها حسب المعاد، غيروه الناس، لجل من يا عين، كنت متأكد حبيبي، طبع البشر، أحبك كل يوم، خلقت أنا يا زمن، أجلس مع الناس، يحسبوني، في الزمن هذا، شوف أقلك، جيت معلن، الليلة، وغيرها من القصائد، ومؤخراً قصيدة بعنوان (صورة).
كما غنى له الفنان حمود السمة العديد من القصائد، أبرزها: قد فقدته موت، يا للأسف، أول تعلم كيف تحب، الله من ناس، ومؤخراً قصيدة بعنوان (لا تذكرتك).
لديه ديوان شعري مازال تحت الطبع بعنوان (ضحايا في الهوى).