بدأ وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الملقب بـ”الكلب المجنون”، أمس الثلاثاء جولة شرق أوسطية تشمل السعودية وقطر ومصر والکیان الإسرائيلي، إضافةً إلى جيبوتي بغية بحث عدد من القضايا الأمنية والإقليمية، وفق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
المحطّة الأولى للوزير الأمريكي ستكون في السعوديّة الشريك الأمريكي الأبرز لواشنطن، لينتقل بعدها إلى مصر، فالكيان الإسرائيلي، ولاحقاً قطر، ليختم ماتيس جولته بلقاء الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي.
الوزارة الأمريكية رسمت الخطوط العامّة للزيارة موضحة أنّها “تهدف لإعادة التأكيد على التحالفات الرئيسية للولايات المتحدة والعمل مع الشركاء الاستراتيجيين بالشرق الأوسط وأفريقيا وبحث جهود التعاون لمواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار وهزيمة التنظيمات الإرهابية”.
أبعاد ودلالات
لا يمكن فصل الزيارة، وفق مراقبين، عن تصريحات ترامب مؤخراً بأن 90 يومًا من عمله في البيت الأبيض كشفت عن أخطاء في العلاقات الخارجية لأمريكا، وبالتالي فإن الزيارات الأمريكية الخارجيّة تصبّ في هذا الإطار، ومن ضمنها زيارة ماتيس، وبالتالي هناك جملة من الأهداف، نذكر منها:
أوّلاً: لعلّ الهدف الأبرز من زيارة ماتيس إلى السعوديّة وقطر هو تأمين الدعم المالي من البقرة الحلوب، كما وصف ترامب السعوديّة سابقاً، في المشروع الأمريكي الجديدة للمنطقة الذي يبدو أنّه أكثر سخونةً وتكاليفاً من سلفه أوباما. في الحقيقة، تسعى أمريكا لجذب هذه الدول الخليجية نحو مشروعها الإقليمي، وهو مطلب خليجي أيضاً، بغية تأمين كافّة النفقات المالية لأي تحرّك عسكري أمريكي في المنطقة. فقد تعهّد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة إلى أمريكا والتي التقى خلالها الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، ووزير الدفاع في البنتاغون، قد تعهّد لماتيس “بفعل كل شيء من أجل محو الإرهاب والمساهمة في إنهاء الحرب داخل سوريا”، فهل يريد ماتيس من نظيره السعودي أن يفي اليوم بتعهداته؟
ثانياً: إن التركيز الأمريكي على الدول المعاندة لإيران في الملفين السوري والعراقي واليمني، يهدف لحماية هذه الدول سياسيّاً من ناحية، والحد من الدور الإيراني في سوريا والعراق لصالح مشروعها وهذه الدول الخليجيّة من ناحية أُخرى. فيما يخص الأزمة اليمنية، هناك توجّه أمريكي لحلّها عبر البوابة الأممية فيما يصب في صالح السعودية، وهذا ما لمسناه من كلام الوزير الأمريكي حينما أكّد أن الأزمة اليمنية يجب أن تناقش بالأمم المتحدة من أجل الوصول إلى “حل سياسي” للحرب الأهلية الدائرة في البلاد، وفق زعمه، وذلك بعد تأكيده أنّه “يجب وضع حد للصواريخ الإيرانية، التي يطلقها الحوثيون من اليمن على السعودية”.
ثالثاً: لا يمكن صرف النظر عن سياسة “ايران فوبيا” التي تروّج لها أمريكا أمام حلفائها الخليجيين لأسباب سياسيّة وأخرى اقتصاديّة. إن كلام ماتيس عن الصواريخ الإيرانية من اليمن، تتقاطع مع ما قال بن سلمان خلال لقائه مع ماتيس في البنتاغون عندما أوضخ أن بلاده “تواجه تحديات خطيرة جدًا من إيران والمنظمات الإرهابية. تسبّبت سياسة “ايران فوبيا” في درّ مئات المليارات الخليجية على الخزينة العسكري الأمريكية بعد سلسلة من الصفقات العسكرية لكل من السعودية والإمارات وقطر. وبالتالي، فإن استمرار هذه السياسة تعني المزيد من الصفقات لشركات السلاح الأمريكية.
رابعاً: لا يعدّ التحرّك الأمريكي عامل عدم استقرار في المنطقة فحسب، بل سبباً رئيسياً في استمرار الأزمات السوريّة والعراقيّة واليمنيّة نتيجةً للازدواجيّة السياسيّة والعسكريّة على حدّ سواء. أمريكا لا ترغب، بل تمنع، القضاء على داعش دون تأمين المرحلة اللاحقة، خاصّة في ظل اعتقادها أنّ هذا الأمر سيصب في صالح ايران وروسيا.
خامساً: إسرائيليّاً، أوضحت صحيفة “هآرتس” أن “الكلب المجنون” سيناقش في الزيارة، التي تعدّ الأولى منذ توليه منصب وزير الدفاع الأمريكي، كما هو الحال مع السعوديّة، سيناقش مع رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الحرب ليبرمان، الأوضاع في سوريا، وتداعيات الهجمات الأمريكية على سوريا. وبالتالي، قد تكون الزيارة بمثابة الخطوط الأوليّة لأي خطوة أمريكية مقبلة في سوريا.
سادساً: مصريّاً، تأتي الزيارة بعد فترة وجيزة على زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن، حيث من المتوقّع أن يبحث ماتيس خلال اللقاء مع الجانب المصري الأزمة الليبيّة، باعتبار أنّها إحدى الدول الفعالة والمهتمة في الملف الليبية لعدة اعتبارات على رأسها الجوار الجغرافي، إضافةً إلى ملفات الشرق الأوسط الأخرى كسوريا والعراق واليمن، فضلاً عن العلاقات مع الكيان الإسرائيلي المحطّة التالية للوزير الأمريكي. من النقاط أيضاً، زيادة الدعم الأمريكي لمصر وذلك بعد مصادقة الكونغرس على تزويد مصر بطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى معدات متطورة تقنيًا لإزالة الألغام والمتفجرات.
سابعاً: أفريقياً، وتحديداً فيما يتعلّق بزيارة الوزير الأمريكي إلى جيبوتي في القرن الأفريقي، تأتي الزيارة في سياق السياسة الخارجية الأمريكية العسكرية أيضاً، حيث سيتوجّه ماتيس إلى قاعدة “كامب ليمونيه” القاعدة الأمريكية الوحيدة في أفريقيا، والتي يتواجد فيها 2500 عسكري أمريكي، خاصّة بعد بناء الصين قاعدة عسكرية لها خارج حدودها تبعد مسافة 13 كلم فقط عن القاعدة الأمريكية.
المصدر : الوقت
المحطّة الأولى للوزير الأمريكي ستكون في السعوديّة الشريك الأمريكي الأبرز لواشنطن، لينتقل بعدها إلى مصر، فالكيان الإسرائيلي، ولاحقاً قطر، ليختم ماتيس جولته بلقاء الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي.
الوزارة الأمريكية رسمت الخطوط العامّة للزيارة موضحة أنّها “تهدف لإعادة التأكيد على التحالفات الرئيسية للولايات المتحدة والعمل مع الشركاء الاستراتيجيين بالشرق الأوسط وأفريقيا وبحث جهود التعاون لمواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار وهزيمة التنظيمات الإرهابية”.
أبعاد ودلالات
لا يمكن فصل الزيارة، وفق مراقبين، عن تصريحات ترامب مؤخراً بأن 90 يومًا من عمله في البيت الأبيض كشفت عن أخطاء في العلاقات الخارجية لأمريكا، وبالتالي فإن الزيارات الأمريكية الخارجيّة تصبّ في هذا الإطار، ومن ضمنها زيارة ماتيس، وبالتالي هناك جملة من الأهداف، نذكر منها:
أوّلاً: لعلّ الهدف الأبرز من زيارة ماتيس إلى السعوديّة وقطر هو تأمين الدعم المالي من البقرة الحلوب، كما وصف ترامب السعوديّة سابقاً، في المشروع الأمريكي الجديدة للمنطقة الذي يبدو أنّه أكثر سخونةً وتكاليفاً من سلفه أوباما. في الحقيقة، تسعى أمريكا لجذب هذه الدول الخليجية نحو مشروعها الإقليمي، وهو مطلب خليجي أيضاً، بغية تأمين كافّة النفقات المالية لأي تحرّك عسكري أمريكي في المنطقة. فقد تعهّد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة إلى أمريكا والتي التقى خلالها الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، ووزير الدفاع في البنتاغون، قد تعهّد لماتيس “بفعل كل شيء من أجل محو الإرهاب والمساهمة في إنهاء الحرب داخل سوريا”، فهل يريد ماتيس من نظيره السعودي أن يفي اليوم بتعهداته؟
ثانياً: إن التركيز الأمريكي على الدول المعاندة لإيران في الملفين السوري والعراقي واليمني، يهدف لحماية هذه الدول سياسيّاً من ناحية، والحد من الدور الإيراني في سوريا والعراق لصالح مشروعها وهذه الدول الخليجيّة من ناحية أُخرى. فيما يخص الأزمة اليمنية، هناك توجّه أمريكي لحلّها عبر البوابة الأممية فيما يصب في صالح السعودية، وهذا ما لمسناه من كلام الوزير الأمريكي حينما أكّد أن الأزمة اليمنية يجب أن تناقش بالأمم المتحدة من أجل الوصول إلى “حل سياسي” للحرب الأهلية الدائرة في البلاد، وفق زعمه، وذلك بعد تأكيده أنّه “يجب وضع حد للصواريخ الإيرانية، التي يطلقها الحوثيون من اليمن على السعودية”.
ثالثاً: لا يمكن صرف النظر عن سياسة “ايران فوبيا” التي تروّج لها أمريكا أمام حلفائها الخليجيين لأسباب سياسيّة وأخرى اقتصاديّة. إن كلام ماتيس عن الصواريخ الإيرانية من اليمن، تتقاطع مع ما قال بن سلمان خلال لقائه مع ماتيس في البنتاغون عندما أوضخ أن بلاده “تواجه تحديات خطيرة جدًا من إيران والمنظمات الإرهابية. تسبّبت سياسة “ايران فوبيا” في درّ مئات المليارات الخليجية على الخزينة العسكري الأمريكية بعد سلسلة من الصفقات العسكرية لكل من السعودية والإمارات وقطر. وبالتالي، فإن استمرار هذه السياسة تعني المزيد من الصفقات لشركات السلاح الأمريكية.
رابعاً: لا يعدّ التحرّك الأمريكي عامل عدم استقرار في المنطقة فحسب، بل سبباً رئيسياً في استمرار الأزمات السوريّة والعراقيّة واليمنيّة نتيجةً للازدواجيّة السياسيّة والعسكريّة على حدّ سواء. أمريكا لا ترغب، بل تمنع، القضاء على داعش دون تأمين المرحلة اللاحقة، خاصّة في ظل اعتقادها أنّ هذا الأمر سيصب في صالح ايران وروسيا.
خامساً: إسرائيليّاً، أوضحت صحيفة “هآرتس” أن “الكلب المجنون” سيناقش في الزيارة، التي تعدّ الأولى منذ توليه منصب وزير الدفاع الأمريكي، كما هو الحال مع السعوديّة، سيناقش مع رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الحرب ليبرمان، الأوضاع في سوريا، وتداعيات الهجمات الأمريكية على سوريا. وبالتالي، قد تكون الزيارة بمثابة الخطوط الأوليّة لأي خطوة أمريكية مقبلة في سوريا.
سادساً: مصريّاً، تأتي الزيارة بعد فترة وجيزة على زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن، حيث من المتوقّع أن يبحث ماتيس خلال اللقاء مع الجانب المصري الأزمة الليبيّة، باعتبار أنّها إحدى الدول الفعالة والمهتمة في الملف الليبية لعدة اعتبارات على رأسها الجوار الجغرافي، إضافةً إلى ملفات الشرق الأوسط الأخرى كسوريا والعراق واليمن، فضلاً عن العلاقات مع الكيان الإسرائيلي المحطّة التالية للوزير الأمريكي. من النقاط أيضاً، زيادة الدعم الأمريكي لمصر وذلك بعد مصادقة الكونغرس على تزويد مصر بطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى معدات متطورة تقنيًا لإزالة الألغام والمتفجرات.
سابعاً: أفريقياً، وتحديداً فيما يتعلّق بزيارة الوزير الأمريكي إلى جيبوتي في القرن الأفريقي، تأتي الزيارة في سياق السياسة الخارجية الأمريكية العسكرية أيضاً، حيث سيتوجّه ماتيس إلى قاعدة “كامب ليمونيه” القاعدة الأمريكية الوحيدة في أفريقيا، والتي يتواجد فيها 2500 عسكري أمريكي، خاصّة بعد بناء الصين قاعدة عسكرية لها خارج حدودها تبعد مسافة 13 كلم فقط عن القاعدة الأمريكية.
المصدر : الوقت
المصدر لا ميديا