في أول ظهور له منذ عقود .. المعطري لصحيفة لا :
استعنت بالله في اعمالي الفنية وغنيت للشرفي فاتهمت بالكفر

عندما بدأت كتابة هذه المقدمة عن الفنان الكبير أحمد علي المعطري أحسست بأشياء تهز الروح وتربك القلم.
فمشكلة الكتابة عن هذا الفنان إنما تكمن في استحالة الإحاطة بكامل أسراره وأعماله الفنية. 
كان صوته ثورةً في الغناء المتقن، ومزيجاً ماهراً من العذوبة الدافئة والشجن الجميل. 
 لم يكن أحمد علي المعطري مجرد فنان موهوب فقط بل يعتبر واحداً من عمالقة الفن والتلحين الذين لهم بصمة واضحة المعالم في تاريخ الأغنية اليمنية الراقية والتي تنفرد بالتأثير الكبير والعميق في نفسية كل متذوق لأغانيه، وسمواً بروحه التي تحلق في آفاق رحبة.. 
إنه فنان حرص على الرفعة والعمق في مشواره الفني لذا فأغانيه الوطنية والعاطفية ترتقي به إلى مرتبة الفنان النجم الذي تعشقه الجماهير وتتكبد المشقة للذهاب للاستماع إليه .
أغاني الفنان أحمد المعطري تُعبر عن موهبة لافتة ومهارة فنية وحساسية خاصة في التوغل في باطن اللحن برهافة.. إنه شخصية فنية ووطنية بامتياز. 
 في البداية كيف يحب الفنان أحمد علي المعطري أن يقدم نفسه لقراء صحيفة ( لا ) ؟!
الفنان أحمد علي المعطري من مواليد 1948م بدأ في الظهور على الجمهور في أواخر الستينيات في أول عمل فني له من كلماته وألحانه .

 لك العديد من الأغاني الوطنية والعاطفية لكن ماذا تعني لك أغنية في ضحى أيلول ؟!
ذلك النشيد يجسد تضحيات أبطال الثورة اليمنية السبتمبرية ويعني لي ما تعني له ثورة 26 سبتمبر الخالدة.

بمن تأثر الفنان أحمد المعطري؟!
تأثرتُ بكل فنان مبدع أجاد فجدد فأبدع. 

 ما موقفك من العدوان السعودي الهمجي الذي نتعرض له جميعاً؟!
موقفي لا يختلف عن مواقف أبناء اليمن الأحرار الذين يرفضون هذا العدوان الذي ما كان في حسبان أي إنسان حُر أن يحدث.

نلاحظ أن أغلب الفنانين الشباب لم يهتموا كثيراً بالأغنية الوطنية، برأيك هل الأغنية الوطنية فقدت وخسرت بريقها؟!
الفنانون الشباب ما زالوا في البداية وبعضهم قدم بعض الأعمال الوطنية، فهم فنانون صاعدون وغداً يصبحون خلفاً لمن سبقهم من عمالقة الفن اليمني.  

كيف تُقيم واقع الأغنية الوطنية ومستقبلها؟!
الأغنية الوطنية مازالت موجودة وأرجو من جميع الفنانين أن يجسدوا بالأغنية الوطنية صمود شعبنا العظيم في وجه العدوان .

 هل يستمع الفنان أحمد المعطري للزامل الشعبي؟!
الزامل الشعبي جزء من تراث وحضارة شعبنا وهو أقرب الفنون والمعبر الصادق عن غالبية أبناء الشعب. 

 لك أغنية قديمة اعتبرها البعض بأنها من الأغاني الممنوعة كيف تصف لنا ذلك؟!
هذه الأغنية للشاعر الكبير/ محمد الشرفي وقد صور بها اليمن بصورة فتاة ٍ أحبها حتى العبادة ولكن بعض أولئك لم يفهموا مغزاها.

 ماهي العراقيل التي واجهتك في مشوارك الفني؟!
لم تواجهني أي عراقيل .

 ما هو العمل الفني الذي قدمه الفنان المعطري ثم ندم عليه؟!
لم أقدم أي عمل فني إلا وكنت مقتنعاً به لذلك لم أندم على أي عمل قمتُ بتقديمه.

 لقد أثريت الساحة الفنية ورفدت الثقافة اليمنية بالعديد من الأعمال الفنية المميزة لكن لماذا توقفت عن الغناء مبكراً؟!
أنا توقفت عن تقديم الحفلات الخاصة والعامة والتي تختص بالأغاني العاطفية أما الأناشيد الوطنية فما زلت أكتبها وأسجلها.

هل الفنان أحمد المعطري ظُلِم من الإعلام اليمني؟!
الله وحده الذي يعلم ذلك ولا أستطيع أن أتحدث عن نفسي كما تقول الحكمة أو المقولة (ما حسن أن يمدح المرءُ نفسه ُ).

 هل لديك أعمال مسجلة؟ ولماذا لم يتم بثها في الإعلام اليمني؟!

أعمالي الفنية مسجلة في الإذاعات والقنوات الرسمية فقط وهي تبث وتذاع بحسب الحاجة إليها.

 غنيت الكثير من الأغاني الوطنية والعاطفية ما خلاصة ما وصلت إليه بصراحة؟!
أنّي كسبت محبة الجمهور وحب الشعب وتقدير الدولة والقوات المسلحة .

 عمق اللحن وبساطته وانتقاله السريع للوجدان هل هو السبب الوحيد في انتشار أغاني الفنان المعطري؟!
قد يكون هذا صحيحاً .

 مع من تعاملت من الشعراء ؟!
تعاملت مع الكثير والكثير ولكن الأكثر تعاملا ً كان مع الشاعرين المبدعين عثمان أبو ماهر  وأحمد علي الجنيد.
 يميناً بمجدك يا موطني، أغنية يحفظها الكبار والصغار هل هي من ألحانك؟!
نعم هي من ألحاني وهي أول تجربة لي في الأناشيد الحماسية وهي من شعر الأستاذ/ عثمان أبو ماهر المخلافي رحمه الله.

بمن استعان الفنان أحمد المعطري في مسيرته الفنية؟!
استعنتُ بالله سبحانه فقط وبمقدوري وجهدي وإمكانياتي المتوفرة.

 الفنانون في الخليج نجدهم يصعدون عبر مسيرتهم الفنية بالسطو على تراثنا وسرقة ألحاننا ونرى الجهات المعنية لم تحرك ساكناً نحو ذلك برأيك أين يكمن الخلل؟!
التراث اليمني ملك الجميع والمطلوب من كل فناني الخليج وغيرهم ممن يغنيه أن ينسبوا ما يغنونه إلى مصدره الأصلي وهذا هو المتعارف عليه عربياً وعالمياً.

 مَن مِن الشعراء الذين تمنيت أن تغني لهم؟!
امرؤ القيس وعمرو بن كلثوم .
أستاذ أحمد هل تجيد كتابة الأغاني الوطنية أو العاطفية؟!
نعم لقد كتبت أكثر من أغنية عاطفية ولكن أجيد كتابة الأغنية الوطنية بسهولة وخاصةً الخاصة منها بأبطال القوات المسلحة والأمن ولا زلت أكتب هذا اللون حتى اليوم ولدي مجموعة أناشيد وطنية لم تسجل بعد.

 هل تقبل النقد ؟!
أقبل النقد ولكن رواده الذين يكونون عادةً فوق مستوى المنقود.

 ما هو دور الفنان أحمد المعطري في جمع التراث والمساهمة في الحفاظ عليه؟!

حافظت عليه وطورت بعضاً منه والمتمثل في أغنية (الجمالية الموزعة موسيقياً) ولم أتطفل على ما لم أستطع إجادته منه.
ماذا تعني لك المرأة ؟!

المرأة بالنسبة لي مصدر إلهامي الفني الثاني بعد الوطن وهي أيضاً كل معاني حياتي فلولاها لما كنتُ ولولاها لما أحببتُ ولولاها لما كان أولادي الذين أعتبرهم مكسب حياتي.

 كلمة أخيرة في نهاية الحوار لقراء صحيفة ( لا ) من الفنان أحمد علي المعطري؟
شكراً لصحيفة ( لا ) على تقديمها لي إلى قرائها وإلى جمهوري الحبيب.