بانوراما النصر اليماني
 

م.علي ناصيف

م. علي ناصيف / لا ميديا -

كان عام 2020 عاما مميزا على يمن الصمــود من حـيث الإنجـازات والانتصارات. وسأحاول باختصار شديد أن أضعكم أمام أهم تلك الإنجازات التي وقعت في هذا العام.

فارق استراتيجي 
استمرار الصمود الأسطوري غير المسبوق لأكثر من 2000 يوم أمام همجية التحالف الظالم، الغني والغبي الذي يتواطأ معه كل العالم ويملك إمكانيات ليست عادية على الصعيد الاقتصادي والعسكري والتقني وكل شيء، لكنه يفتقد للرجولة والإنسانية. وأنا هنا عندما أتكلم عن الصمود فهذا يعني الصمود العسكري والأمني والاقتصادي، رغم الحصار المطبق جوا وبرا ويحرا، وأتكلم عن النفس الطويل الذي يمتلكه اليمنيون بالصبر والتعود على واقع الحال وقدرتهم على استمرار تقديم التضحيات بشكل متزايد غير آبهين للفارق الاستراتيجي مع العدوان ومرتزقته وأعوانه وداعميه، وهو فارق استراتيجي لا يمكن حصره.

أجنحة الصمود
لم يكتفِ اليمنيون رغم شح الإمكانيات والحصار بحالة الصمود الأسطوري للسنة السادسة على التوالي، بل استطاعوا أن يصنعوا صعودا وتقدما عسكريا واضحا وقويا صدم الجميع. وأنا هنا لا أتكلم عن تقدم عسكري في جبهات القتال، بل أتكلم عن قوة عسكرية زائدة في بنية الجيش واللجان الشعبية من حيث العدة والعدد والتدريب والتأهيل، وأخص التقنية؛ للطائرات العسكرية المسيرة والقوة الصاروخية الذكية الباليستية والمجنحة التي استطاعت أن تضرب العدو وتضرب منشآته الاقتصادية والنفطية وقواعده العسكرية بشكل لم يجعل العدو يتوجع فقط، بل جعله يبكي دما بسبب خسائره الهائلة التي تكبدها في العمق لمسافات زادت عن 1500 كيلومتر، وسببت خسائر مالية واقتصادية على العدو للعام المنصرم زادت عن 300 مليار دولار، وأقصد هنا القوة الاستراتيجية القتالية والدعم اللوجستي. وفي الوقت نفسه نلاحظ تراجعا واضحا جدا في صفوف القوات المشتركة التابعة للتحالف وما يسمى "الشرعية" إلى درجة الصدام اليومي بينهم واعترافهم بعجزهم العسكري والاستراتيجي أمام قوات الجيش واللجان الشعبية رغم كل الإمكانيات الهائلة المسخرة لهم غير الدعم العسكري الجوي الكبير لهم يوميا، بل كل ساعة ودقيقة.

قوة مضاعفة
بالنسبة للإنجازات العسكرية في جبهات القتال للعام المنصرم فهي أكبر بكثير من أن تعد وتحصى. وأعتقد شخصيا أن ميزان الجبهات اختلف إيجابيا لصالح يمن الصمود بأكثر من 80%، وأن الكلام عن جبهة فرضة نهم والجوف ومأرب والبيضاء والدريهمي والمنطقة الوسطى وجبهات الشمال وعمق التحالف لن يعطي الموضوع حقه أبدا، لأن الإنجازات كانت أكبر بكثير من الحسم والانتصارات في تلك الجبهات المذكورة، إذ كان العدوان يهدد بالدخول إلى صنعاء يومياً، بينما اليوم يستنجد بمجلس الأمن الدولي كي يتدخل لوضع حد للقوة العسكرية المتصاعدة لصنعاء لتخفف تقدمها العسكري في كافة الجبهات والتوقف عن قرار تحرير مأرب، عاصمة ما تسمى "الشرعية"، إذ وصل الحال اليوم بتحالف العدوان إلى أن يبعث رسائل مستمرة إلى صنعاء من تحت الطاولة وعبر وسطاء يرجون فيها يمن الصمود أن يوقفوا استهداف العمق السعودي، لأن الأمريكيين هم الضاغطون لاستمرار الحرب وليس قرارهم هم، وأنهم مستعدون للجلوس على طاولة المفاوضات للحل السياسي. وثقوا أنني لا أبالغ حين أقول إن فارق قوة الجيش واللجان الشعبية اختلف كثيرا لصالح صنعاء، وأصبح يوازي خمسة أضعاف مقارنة بما كان عليه في السنوات السابقة.

انتزاع الاعتراف
 على الصعيد الدولي: إن ثبات وتضحيات يمن الصمود ألزمت العالم ومجلس الأمن الدولي التعامل مع حكومة "الإنقاذ" في صنعاء كطرف رئيس ولا يمكن تجاوزه في أي حل سياسي قادم، مع احتمال أن تفرض الأشهر القادمة حكومة "الإنقاذ" كطرف أقوى وشبه وحيد لحل أزمة اليمن.

معركة الريال والدولار
على صعيد الاقتصاد: أثبتت حكومة "الإنقاذ" ثباتا اقتصاديا غير متوقع خلال هذا الحصار الاقتصادي والحدودي، وتابع الريال القديم المدعوم من صنعاء ثباته أمام الدولار دون أي انخفاض في هذا العام، في الوقت نفسه الذي ينهار فيه الريال الجديد المدعوم من التحالف وما تسمى "الشرعية" أمام العملات الأجنبية وأمام الريال القديم، وثبّتت حكومة "الإنقاذ" الأسعار هذا العام على معظم الأصعدة، والمواطن يعيش يومياته بشكل طبيعي مع عدم شعوره أن وطنه يتعرض لأقذر وأطول وأظلم حرب عبر التاريخ.

تداعي العدوان وأدواته
أما الإنجاز الأهم فقد كان على الصعيد الداخلي، إذ استطاع يمن الصمود قلب الطاولة على التحالف وما يسمى "الشرعية" وعلى نفاقهم الإعلامي، واستطاع فضحهم من خلال الإعلام الصادق وإظهار القضية اليمنية المحقة، وأن قضية التحالف ومرتزقته هي مشروع استعماري ظالم، ولديه مطامع كثيرة في اليمن غير استمراره بسلب السيادة اليمنية، وهذا بعكس إنجازات يمن الصمود الذي دافع ضد الظلم وحافظ على الحقوق والسيادة اليمنية مما دفع أعداداً هائلة من جنود التحالف المرتزقة إلى الفرار إلى صنعاء بعد قناعتهم أنهم كانوا في طريق الضلال والخيانة.
ختاماً: يمن الصمود سينتصر، بل هو يسير في طريق النصر إن شاء الله.

رئيس الجاليـة السوريـة فـي اليمـن

أترك تعليقاً

التعليقات