البغدادي.. لماذا الآن؟!
 

م.علي ناصيف

م. علي ناصيف / لا ميديا -

على ذمة هيلاري كلينتون نفسها أن أمريكا هي من صنعت تنظيم "داعش" الإرهابي، ووضعت أبو بكر البغدادي -الذي ربته- زعيما على "داعش"، وهي من قصفت الجيش السوري ليكمل "داعش" احتلاله لدير الزور، واجتمع السيناتور جون مكين، الذي خسر انتخابات الرئاسة الأمريكية أمام أوباما، مع البغدادي في سوريا باسم "المعارضة السورية" في المناطق التي احتلها الإرهابيون.
كما أن أمريكا هي من صنعت تنظيم القاعدة الإرهابي وبن لادن أيضاً في أفغانستان، وقامت لاحقاً بقتل بن لادن بعد أن أنهى مهمته الكبيرة، مع إبقائها على رعايتها لـ"القاعدة"، وتوطد العلاقة معها علنا اليوم، وتعد أمريكا الداعم الرئيس لـ"القاعدة" في أدلب وسوريا.
الاستخبارات الأمريكية سربت أكثر من مرة أنها كانت تستطيع قتل البغدادي؛ مرة في الموصل وأخرى في الرقة، وثالثة في دير الزور، وأخيرا قتلته في أدلب. لكن السؤال المهم جداً هنا هو: لماذا احتاج قتله موافقة الرئيس الأمريكي ترامب بذاته!
والجواب ببساطة هو: لأن البغدادي كان تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية، وممنوع قتله، الأمر الذي استلزم موافقة الرئيس شخصيا لتتم عملية القتل، وهو ما يدل على مدى حرص الأمريكيين عليه. ويبقى هنا سؤال آخر أهم وهو: لماذا الآن؟
وسأجيبكم وأقول: لأن الأمريكان سيخرجون من سوريا ولا يريدون أن يقع في قبضة الجيش السوري أو الاستخبارات الروسية حتى لا تنفضح أعمالهم. هذا أولاً، أما ثانياً فإن البغدادي انتهى دوره الآن، وأصبح كرتاً لا قيمة له ويجب حرقه كالعملاء السابقين، وثالثا انتظروا سيكون هناك اتفاق بين الأمريكيين وبين "داعش" جديد مثلما حصل بينهم وبين "القاعدة".

أترك تعليقاً

التعليقات