إسناد لا يتزعزع
- مبارك حزام العسالي الثلاثاء , 15 يـولـيـو , 2025 الساعة 2:27:57 AM
- 0 تعليقات
مبارك العسالي / لا ميديا -
بينما اضطرت دولٌ إلى التراجع عن دعم غزة، بقي اليمن وحده صامداً، لم يكتفِ بالمساندة في البداية، بل استمر في وقوفه الثابت والشجاع حتى اللحظة. وفي زمن تلاشت فيه الكثير من المواقف، يُسطّر اليمنيون بدمائهم وأفعالهم أروع قصص البطولة والفداء، لتكون غزة بوصلتهم وكرامتهم.
منذ اللحظة الأولى، أعلن اليمن موقفه الواضح والصريح نصرةً لغزة وشعبها. لم يكتفِ بالتصريحات، بل ترجم دعمه إلى أفعالٍ جريئة وشجاعة، متحدياً بذلك كل الضغوط والتحديات؛ بينما شهدنا تراجعاً في مواقف دول أخرى، سواء كان ذلك بسبب الضغوط الدولية أو حسابات داخلية، وظل اليمن شامخاً، رافعاً راية الحق والعدل.
إن صمود اليمن واستمراره في دعم غزة يُعدّ شهادةً على مبادئه الأصيلة وإيمانه الراسخ بالحقوق الفلسطينية. هو موقفٌ يعكس إرادة شعبٍ أبيٍّ يأبى الانكسار أو المساومة على كرامته وقيمه. في بحر التقلبات السياسية، يظل اليمن منارةً للأمل، تذكر الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع بأن هناك من لا يزال يتمسك بالثوابت، وأن هناك من يضع القضية الفلسطينية في صلب أولوياته، مهما كانت التضحيات.
لقد أظهر اليمن للعالم أن قيم النخوة والشهامة لا تزال حية في قلوب أبنائه. ففي الوقت الذي خفتت فيه أصوات أخرى، تعالت الأصوات اليمنية، ليس فقط بالكلمات، بل بالأفعال التي جسدت معنى الإسناد الحقيقي.
لم يخضع اليمن للضغوط الدولية الهائلة، التي سعت لثنيه عن موقفه، ولم يلتفت للتحديات الداخلية التي قد تستغل لتبرير التراجع. بل على العكس، زادت هذه التحديات من إصراره وعزيمته على المضي قدماً في دعم غزة.
لقد تجلى هذا الدعم في صور عديدة، من المظاهرات الحاشدة التي ملأت شوارع المدن اليمنية، إلى الحملات الشعبية التي جمعت التبرعات لإغاثة الأشقاء في غزة... لكن الأهم من ذلك كله، كان الموقف الرسمي اليمني، الذي ترجم هذه المشاعر الشعبية إلى سياسات عملية جريئة، لم تكن مجرد تصريحات جوفاء، بل كانت قرارات ذات تأثير ملموس، أثبتت للعالم أن اليمن مستعد لدفع الثمن من أجل قناعاته ومبادئه.
في ظل عالم يموج بالصراعات والتغيرات، يقف اليمن صامداً، يحمل شعلة الأمل بأن الحق سينتصر، وأن الظلم سيزول.
إنه موقف يبعث برسالة واضحة لكل من تخاذل أو تراجع، مفادها أن الكرامة لا تقدر بثمن، وأن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة لا يمكن المساومة عليها.
لقد أصبح اليمن اليوم، بفضل مواقفه الشجاعة، رمزاً للتحدي والصمود، ليس فقط للعرب والمسلمين، بل لكل الأحرار في العالم، الذين يؤمنون بقيم العدل والحرية.
إنها قصة بطولة تُروى للأجيال القادمة، قصة شعب آثر أن يقف مع الحق، مهما كلفه ذلك من تضحيات.
المصدر مبارك حزام العسالي
زيارة جميع مقالات: مبارك حزام العسالي