ربطة العنق الخُزامية والسجاد البنفسجي
- حسين المساوى الأحد , 18 مـايـو , 2025 الساعة 7:51:42 PM
- 0 تعليقات
حسين أحمد المساوى / لا ميديا -
في مشهدٍ مفرط في الترف والبهرجة، تلمع ربطة عنق خُزامية فوق صدر مسؤول غربي، وتُفرش الممرات المؤدية إلى قاعات الحكم بسجاد بنفسجي، بينما يُسفك الدم في غزة صباح مساء. صورة متناقضة، لكنها واقعية للأسف؛ ربطة عنق أنيقة تُدار خلفها صفقات القتل، وسجاد ناعم تُمرَّر فوقه قرارات الحرب والموت الجماعي.
في هذا اليوم، اغتيل رجلٌ مسن على يد آلة الحرب «الإسرائيلية»، دون رحمة أو تمييز. وفي ساعات الصباح الباكر امتدت يد القاتل لتصفي جسد الصحفي حسن أصليح، وهو يتلقى العلاج من إصابة سابقة خلفها العدوان ذاته. ما بين الحالتين، وبين كل لحظة تمر في غزة، تُزهق أرواحٌ بريئة: أطفال، شباب، شيوخ، نساء، ورجال. أرضٌ لا تعرف إلا الدم، وسماءٌ لا تمطر إلا ناراً.
في مقابل كل هذا، تُطل المملكة السعودية -بلد الحرمين الشريفين- لا كمناصرة للمظلوم، بل كطرف داعم للجلاد. موقف لا يمكن وصفه إلا بالخيانة للدم، وللقضية، ولتاريخ طويل من الشعارات التي لم تتجاوز يوماً حدود البيانات والتصريحات المنمّقة.
نحن لا نبكي على هذا الواقع، فالبكاء صار ترفاً في زمن الانهيار. نحن نكتب، ونصرخ بما تبقى من ضمير. كيف لزعماء أن يقفوا مع القاتل ضد الضحية؟! كيف تُغضّ الأبصار عن مشاهد المجازر ويُمدح القاتل باللقاءات والاتفاقات؟!
إن غزة، بما فيها من مقاومة وصمود، تكشف زيف الخطابات وتفضح المتآمرين. ومهما اشتد الحصار وتضاعفت الجراح، فإن صوت الضحية سيظل أعلى من صمت الخونة. وفي وجه ربطة العنق الخُزامية والسجاد البنفسجي، تظل دماء الشهداء أطهر وأصدق من كل صفقات المصالح والعار.
المصدر حسين المساوى
زيارة جميع مقالات: حسين المساوى