صمود شعب ودناءة مرتزق!
 

نبيل الضيفي

نبيل قاسم الضيفي / لا ميديا -
في إحدى مقولاته المشهورة، قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وصانع سياساتها، هنري كيسنجر: «الولايات المتحدة قوية لسببين: تبحث عن الخونة والعملاء في الداخل فتقتلهم، وتبحث عن العملاء والخونة في الدول الأخرى فتستعملهم»!
صدق الوغد كيسنجر في مقولته، وكأنه يتحدث فيها عن مرتزقتنا: رشاد العليمي، طارق عفاش، عيدروس الزبيدي، معمر الإرياني... ومن على شاكلتهم من المرتزقة والعملاء لأمريكا و«إسرائيل» وبريطانيا وأذيالها في السعودية والإمارات وقطر؛ إذ لا تعدم هذه الدول الحيل للحصول على عملاء مبتذلين أرخص من مناديل الحمام، مستعدين لتنفيذ كل ما يؤمرون به بالحرف الواحد، فسوق النخاسين مليئة بالمتطلبات التي لا تزيد عن استيفائهم شروط العمالة والارتزاق: الوقاحة والانحطاط والدناءة وانعدام الشرف، مقابل حفنة من الدولارات والريالات السعودية وفضلات موائد أمراء وشيوخ النفط، كأنهم خُلقوا ليكونوا أنذالاً مهانين فقط!
مع مرور الأيام، أثبت هؤلاء المرتزقة بالفعل أنهم جديرون بألقاب الدناءة والانحطاط واستحقاقهم لكل سنت يتقاضونه مقابل خيانتهم وعمالتهم، ابتداءً من شرعنة وتأييد تحالف العدوان الهمجي الذي قادته السعودية على بلدهم، وتزويده بإحداثيات المواقع المدنية والخدمية والبنية التحتية والمقابر، وإغلاق المطارات ومنع وصول الدواء والغذاء والوقود إلى الشعب اليمني عبر فرض حظر جوي وبري وبحري، و... و... و... إلخ، بالإضافة إلى ظهورهم في برامج استوديوهات الردح واللطم والشتم التابعة لقنوات العدوان، وعبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لتبرير الجرائم والمجازر التي ارتكبها ويرتكبها هذا التحالف بحق أطفال ونساء ورجال وشيوخ شعبهم.
وبرغم الإمكانيات الهائلة والموازنات الكبيرة التي رصدتها السعودية وسخرتها لمرتزقتها، إلّا أنهم فشلوا في مغالطة الرأي العالمي وتغطية جرائم السعودية، لتحملهم الأخيرة أثقال وتبعات المسؤولية، وما جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق المعزين في الصالة الكبرى وأطفال ضحيان وغيرهما من المجازر بحق أبناء الشعب اليمني في البر والبحر ببعيدة، بل وفوق كونهم «دواب» فقد اتخذتهم أيضاً كباشاً لافتداء سمعتها وعاهريها من الأمراء والضباط والسفاحين والقتلة وشذاذ الآفاق.
ولأنه لا مفر من حتمية مواجهة رأس الشر العالمي والشيطان الأكبر (أمريكا) وأمها بريطانيا، وغدتهما السرطانية في الوطن العربي الكيان الصهيوني المحتل الذي يرتكب أبشع المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني ويصادر حقه في العيش على أرضه، وفي ظل الصمت العربي والإسلامي المخزي، كان لا بد لليمن ألا يقف مكتوف الأيدي، ويناصر الشعب الفلسطيني قولاً وفعلاً، نجد تلك الوجوه القميئة تتصدر مرة أخرى في مشهد قبيح يعيد نفسه في محاولات دنيئة الهدف منها النيل من موقف اليمن المشرف المساند للقضية الفلسطينية، وتأييد العدوان الأمريكي الهمجي على بلدهم وتبرير الجرائم التي يرتكبها بحق شعبهم، غير مدركين أن الجرائم التي ارتكبها المعتدون ضد شعبنا منذ الـ26 من آذار/ مارس 2015 وحتى اليوم لن تسقط مهما تعاقب الليل والنهار، باختباء المجرم داخل أحذيته، فالشعب الصامد والمظلوم والمقهور لن يقنع بالقفازات أو الوجوه البلاستيكية القذرة، وإن العدوان والمعتدي سينتهيان حتماً، وإن الشعب اليمني باقٍ بشموخه وثاره وغضبه مهما بلغت التضحيات، ولا أسف على الخونة!

أترك تعليقاً

التعليقات