نريد الممكن لا المستحيل‎!‎
 

نبيل الضيفي

نبيل قاسم الضيفي / لا ميديا -
‎"‎حكومة الوحدة الوطنية"، "حكومة الكفاءات"، "حكومة ‏الوفاق"، "حكومة الإنقاذ"، "حكومة البناء والتغيير"، ‏‏"حكومة الـ... حكومة الـ... إلخ، وغيرها، تسميات ‏رنّانة أطلقت على كل حكومة تشكلت منذ قيام ثورتي ‏سبتمبر وأكتوبر حتى الآن‎.‎
أنا كمواطن أنتمي إلى هذا البلد، لا يهمني تسمية الحكومة أو ‏أسماء رئيسها وأعضائها، بقدر ما يهمني قيامها بدورها ‏المطلوب والمتمثل في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن ‏وحماية ترابه وقراره المستقل، والحفاظ على مؤسساته وتطوير ‏أدائها، وفرض سيادة النظام والقانون وتطبيقه على الكبير ‏قبل الصغير، وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها، ‏والحفاظ على حقوق رعاياها والدفاع عنهم، بالإضافة إلى ‏فرض وجودها إقليمياً وعربياً ودولياً عبر رفض الوصاية ‏الخارجية واستقلال القرار الوطني‎.‎
نعلم أن رئيس وأعضاء الحكومة الجديدة لا يملكون عصاً ‏سحرية أو مصباح علاء الدين لتحقيق المستحيل؛ لكننا ‏على ثقة كبيرة بأن هذه الحكومة قادرة على تحقيق الممكن، لا ‏المستحيل، وأنها ستعمل جاهدة لإنجاز ما عجزت عنه ‏الحكومات السابقة، التي توارثت -بالتعاقب- تركات الفشل ‏الثقيلة والإخفاقات المتراكمة طوال العقود الماضية.
إن الحكومة الجديدة تجد نفسها أمام ما خلفته ‏الحرب القذرة التي شنها تحالف العدوان الصهيوأمريكي ‏السعودي الإماراتي على بلادنا، والتي استهدفت البشر ‏والشجر والحجر، وتسببت بانقطاع مرتبات الموظفين و... ‏و... و...
رغم ذلك فإننا متفائلون بهذه الحكومة، التي جاء تشكيلها، ‏وبقرار سيادي يمني خالص نقي من أي تبعية، عقب خيبات الأمل ‏التي ولدتها تخبطات حكومة "الإنقاذ"، بأن تكون على قدر ‏عالٍ من الشجاعة في مواجهة التحديات واتخاذ القرارات ‏الجريئة التي من شأنها معالجة وإصلاح الأوضاع ‏الاقتصادية والصحية والتعليمية والدفع بعجلة التنمية نحو ‏الأمام‎.‎
تحقيق بعض آمال وأحلام وتطلعات المواطن اليمني ليست ‏بالمهمة المستحيلة أو ذات سقف عالٍ لا يمكن الوصول إليه، ‏وليست معادلات كيميائية معقدة يصعب حلها، بل هي أبسط حتى ‏من كونها ممكنة. فكما عايش الشعب ورأى النجاح الملموس ‏في بناء القوات المسلحة والأمن، التي أعادت لليمن اسمه ‏وهيبته، وجعلت العالم يحسب لنا ألف حساب، فإن هذا الشعب يريد أن ‏يرى نجاحاً مماثلاً في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم‎ وغيرها من المجالات الخدمية؛ فهل تحقيق النجاح الذي أحرزته قواتنا المسلحة وإنتاجنا الحربي أقرب إلينا من تحقيق النجاح في مهام أسهل بكثير؟! إذن فالمعيار هنا هو: الإرادة!
وكما قال المتنبي:
إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا
فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ
وَمَن أَمَرَ الحُصونَ فَما عَصَتهُ
أَطاعَتهُ الحُزونَةُ وَالسُهولُ

أترك تعليقاً

التعليقات