نريد الممكن لا المستحيل!
- نبيل الضيفي الجمعة , 23 أغـسـطـس , 2024 الساعة 7:33:48 PM
- 0 تعليقات
نبيل قاسم الضيفي / لا ميديا -
"حكومة الوحدة الوطنية"، "حكومة الكفاءات"، "حكومة الوفاق"، "حكومة الإنقاذ"، "حكومة البناء والتغيير"، "حكومة الـ... حكومة الـ... إلخ، وغيرها، تسميات رنّانة أطلقت على كل حكومة تشكلت منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر حتى الآن.
أنا كمواطن أنتمي إلى هذا البلد، لا يهمني تسمية الحكومة أو أسماء رئيسها وأعضائها، بقدر ما يهمني قيامها بدورها المطلوب والمتمثل في الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وحماية ترابه وقراره المستقل، والحفاظ على مؤسساته وتطوير أدائها، وفرض سيادة النظام والقانون وتطبيقه على الكبير قبل الصغير، وتوفير الحياة الكريمة لمواطنيها، والحفاظ على حقوق رعاياها والدفاع عنهم، بالإضافة إلى فرض وجودها إقليمياً وعربياً ودولياً عبر رفض الوصاية الخارجية واستقلال القرار الوطني.
نعلم أن رئيس وأعضاء الحكومة الجديدة لا يملكون عصاً سحرية أو مصباح علاء الدين لتحقيق المستحيل؛ لكننا على ثقة كبيرة بأن هذه الحكومة قادرة على تحقيق الممكن، لا المستحيل، وأنها ستعمل جاهدة لإنجاز ما عجزت عنه الحكومات السابقة، التي توارثت -بالتعاقب- تركات الفشل الثقيلة والإخفاقات المتراكمة طوال العقود الماضية.
إن الحكومة الجديدة تجد نفسها أمام ما خلفته الحرب القذرة التي شنها تحالف العدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي على بلادنا، والتي استهدفت البشر والشجر والحجر، وتسببت بانقطاع مرتبات الموظفين و... و... و...
رغم ذلك فإننا متفائلون بهذه الحكومة، التي جاء تشكيلها، وبقرار سيادي يمني خالص نقي من أي تبعية، عقب خيبات الأمل التي ولدتها تخبطات حكومة "الإنقاذ"، بأن تكون على قدر عالٍ من الشجاعة في مواجهة التحديات واتخاذ القرارات الجريئة التي من شأنها معالجة وإصلاح الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية والدفع بعجلة التنمية نحو الأمام.
تحقيق بعض آمال وأحلام وتطلعات المواطن اليمني ليست بالمهمة المستحيلة أو ذات سقف عالٍ لا يمكن الوصول إليه، وليست معادلات كيميائية معقدة يصعب حلها، بل هي أبسط حتى من كونها ممكنة. فكما عايش الشعب ورأى النجاح الملموس في بناء القوات المسلحة والأمن، التي أعادت لليمن اسمه وهيبته، وجعلت العالم يحسب لنا ألف حساب، فإن هذا الشعب يريد أن يرى نجاحاً مماثلاً في مجالات الاقتصاد والصحة والتعليم وغيرها من المجالات الخدمية؛ فهل تحقيق النجاح الذي أحرزته قواتنا المسلحة وإنتاجنا الحربي أقرب إلينا من تحقيق النجاح في مهام أسهل بكثير؟! إذن فالمعيار هنا هو: الإرادة!
وكما قال المتنبي:
إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا
فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ
وَمَن أَمَرَ الحُصونَ فَما عَصَتهُ
أَطاعَتهُ الحُزونَةُ وَالسُهولُ
المصدر نبيل الضيفي
زيارة جميع مقالات: نبيل الضيفي