سلام ‏عليك في الأولين والآخرين
 

سلطان السدح

سلطان السدح / لا ميديا -
أدرت عنا وجهك في أحلك الظروف، وتركتنا في وحشة الخزي العربي ‏والانبطاح العالمي، يا آخر صفحات الكرامة.‏
رحلت قبل أواننا نحن. أما أنت فوالله قد أوفيت بكل وعودك، وأنجزت كل ‏ما جئت لأجله،‎ ‎وتركت من بعدك إرثاً كبيراً من القوة لمن يريد الاستمرار، ‏وإرثا ثقيلاً من المسؤولية وفراغاً واسعاً من الشرف‎ ‎لن تسده الأمة، ولن ‏تستطيع سداده مهما قدمت وضحت وندمت.‏
يا بقية الغيرة والحمية ومؤنس الضعفاء والمضطهدين، يا صبر الحسن ‏وصورة الحسين ونور محمد وبأس علي،‎ ‎يا حجة الله وآيته الكبرى، يا ‏صوت الرجولة في زمن الذلة، يا نور الحق وسراج الحجة البيضاء، يا ‏كهف الخائفين وملاذ المقاومين ومأوى الثائرين وقبلة المجاهدين، سلام ‏عليك في الأولين والآخرين، وسلام عليك في كل يوم ووقت وحين.‏
ما أصعبها من كلمات! وما أحدّها من لحظات!
اعذرنا، فلم نتخيل أو نتوقع، ولم نكن مستعدين أبدا، وإن كابرنا وقامرنا، ‏لا والله ما كان في حسابنا ولا حسباننا أن نقف خلفك يوما مودعين، ولا ‏عزاء لنا فيك أبداً وإن تقادمت السنوات وتعاظمت الثارات، فعزاؤنا الوحيد ‏أننا لم نكن إلا من أحبابك وكنت لنا خير حبيب، وعزاؤنا أنا سنمضي ‏ثائرين حتى نلقاك عند الله بالهيئة ذاتها وعلى المنهجية ذاتها.‏
مُرَّة أحزاننا لكنها
يا عذاب الصبر أحزان الرجال!‏
إنا لله وانا اليه راجعون. وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.‏
اللهم خذ حتى ترضى. اللهم خذ حتى ترضى.‏

أترك تعليقاً

التعليقات