ثورة 21 أيلول وعشاق الارتهان للخارج
 

أشرف النصيري

أشرف النصيري / لا ميديا -
إن من يعتقد أن ما حدث في 21 أيلول/ سبتمبر ليس ثورة، إنما هم من يعشقون العبودية والارتهان للخارج منذ عهد الأجداد... لماذا؟!
لأن ثورة 21 أيلول لم تحاسبهم وتعاقبهم على أفعالهم المزرية والقبيحة طيلة الفترة الماضية في ظل حكمهم الظالم والتعسفي والمستبد للإنسان اليمني منذ عقود، ولم تنتقم ممن وقف ضدها وضد الثوار.
كثير من الثورات تعدم وتُعاقب وتشنق من يعترضون طريقها ويقفون ضدها. لكن ثورة 21 أيلول خالفت مثل هذه التوجهات في المشانق والمعاقبة الجماعية ضد المعارضين والانتقام من الطغاة والظالمين، لذلك قالوا بأنها ليست ثورة، لأنهم عانقوا العبودية والمشانق والارتهان والذل والخنوع في كثير من الثورات التي عاشها الإنسان في مختلف البلدان العربية والغربية.
إن أردتم معرفة الثورات فهي التي تقوم بتحرك ودعم شعبي وتضحيات شعبية، بدون تأييد أو دعم خارجي، الذي إن وجد يعتبر من مبطلات الثورات الحقيقية الصادقة.
الثورات لا تُقاس بدعم الخارج، وإنما تقاس بالتضحيات والدعم الشعبي المتزن بالحكمة والصدق والإخلاص من الشعوب والمجتمعات بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وألوانهم.
الثورات تُقاس بالإنجازات الشعبية على كل المستويات، والتلاحم والتراحم في سياق السمو والعلو ولو بشكلٍ بطيء ولكنهُ مستمر بدون انقطاع أو ملل أو توقف مؤقت بسبب أطماع أو مصالح أو مغانم تؤدي إلى توقف استمرارية الثورة وإنجازاتها ومكاسبها في خدمة الأرض والإنسان.
ثورة 21 أيلول أبت الارتهان والذل والاستهانة بعظمة الإنسان كمخلوق بشري فضله الله على سائر المخلوقات وسجدت له ملائكة السماء.
ثورة 21 أيلول القرآنية جاءت رحمة ونوراً وعفواً وهدى؛ لأن قائدها هو الهادي إلى الحق والصراط المستقيم ويشدنا إلى اللجوء إلى الله والعودة في التنوير والبصيرة والوعي والحكمة والخير والإحسان في واقعنا وتحركاتنا في الحياة، وعلى كل الظالمين والطغاة والمنافقين والعملاء أن يراجعوا أنفسهم ويتخلصوا من الثقافات المغلوطة والنظريات الشيطانية في فهم الثورات، فهناك فرق بين الثورة القرآنية الحكيمة والمخلصة من أجل إقامة الدين والعدل والحق والخير والصلاح والتراحم والاعتصام بحبل الله وعدم التفرق والشتات والغرور والكبر، وبين الثورات الشيطانية الهادفة لاستعباد البشر خدمة لمشاريع ومصالح قوى الاستكبار العالمي.
وأخيراً، ثورة 21 أيلول جعلت من نفسها ومن ثوارها محل اهتمام عالمي وأممي، برغم معاناتها وظروفها، فقد جعلت العالم يعيش القلق منذ بداية انطلاقها، نتيجة أهدافها وإخلاصها في إخراج البشرية وتعريفهم بمبادئ الثورات الحقيقية في تنوير المجتمعات وشدهم إلى خالقهم ومعرفة الله بشواهد وحقائق واقعية دون أطماع أو مكاسب دنيوية تجعل الإنسان في موقع السقوط والخنوع والخسارة في حياته وآخرته.

أترك تعليقاً

التعليقات