حكاية عشق
 

محمد القاسم

محمد القاسم / لا ميديا -
لم يكن عشق جماهير الشعب للشهيد الصماد A271;نه قضى على الفساد، أو لأن عهـده كان خالياً من الفساد، فالصماد كان مكبلا بقيود التوافق السياسي وظروف وعوامل أخرى لا يتسع المقام لذكرها.
إن عشق الشعب للصماد A271;نه كان صادقاً مخلصاً نقي السريرة متعلقاً بمسؤوليته متوكلا على الله ومرتبطاً بهداه الذي لا يفارقه ولا يغفل عنه يوماً واحداً.
ولأن الصماد المجاهد المؤمن النقي لم يعرف شغل الشلليات ولم يستأجر بوقاً ولا مطبلاً ليلمعه ويسوق لشخصيته ويتصدى لناقديه ويخونهم.
فلم تفُحْ منه رائحة المناطقية والشللية، ولم يأتِ بأبناء منطقته (سحار) ليحيط نفسه بهم، ولا بفريق عمله (شلته) ليجعلهم بطانة ويوزعهم على المناصب والمكاسب، بل كان رئيساً لكل اليمنيين وقريباً من الجميع.
لقد كان الصماد صادقاً عندما تحدث أنه لا يملك بيتاً يؤوي فيه عائلته إذا استشهد، ولذلك أعزه الله وخلد ذكره ورفع مقامه وجعله علماً تاريخياً ورمزاً لا يضاهى.
وكما خلد الله صدقة الإمام علي وأهل بيته بعدة أقراص خبز في القرآن الكريم {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} فأتى بعض الصحابة لينفق نصف ماله وآخر بثلث ماله لعل الله أن يخلد موقفهم في القرآن، ولكن لم يفلحوا، لفساد المقصد وسوء النية.
فعلى كل من يحاول أن يتقمص مواقف الصماد رياءً وزيفاً أن يعلموا أن الله هو من خلد ذكر الصماد، وليس التكلف والتصنع واستئجار الأبواق، حتى أصبحتم أشخاصاً مأزومين لا يطيقكم أحد، تبيعون الوهم وتصنعون الأعداء وتطاردون الأشباح.

أترك تعليقاً

التعليقات